تحت عنوان "إخفاقات مرسي"، كتب الدكتور الإسرائيلي "يهودا بلنجا"، المتخصص بشئون الشرق الأوسط بجامعة "بار إيلان" مقالاً نشرته صحيفة "معاريف" جاء فيه أن مصر تجلس على برميل بارود وشيك الانفجار، وأن الرئيس المصري "محمد مرسي" يواجه معارضة غاضبة تهدد أركان نظامه وتنظم ضده حركة "تمرد"، ناهيك عن أن الجيش أوضح أنه لن يسمح لمصر بالتدهور لمواجهة داخلية. وأضاف "بلنجا" أن برميل البارود الذي تجلس عليه مصر يوشك على الانفجار في أي لحظة، مشيراً إلى أن كافة منظمات وتيارات المعارضة تعتزم الخروج إلى الشوارع في 30 يونيو في مظاهرة عملاقة ضد الرئيس محمد مرسي ونظام "الإخوان المسلمين". وتابع "بلنجا" بأن الاسم الذي تم اختياره لحملة الاحتجاج موجه جيداً ولا يمكن تأويله على نقيضين "تمرد"، مشيراً إلى أن حركة كفاية هي التي تقود الاحتجاج، وهي حركة برزت كمعارضة شديدة أيضاً في عصر مبارك، كما أن الهدف الذي تم وضعه قبيل 30 يونيو هو جمع 15 مليون توقيع لسحب الثقة عن النظام. وأشار الكاتب إلى أنه بجانب حركة كفاية هناك "جبهة الإنقاذ الوطني" بقيادة عمرو موسى ومحمد البرادعي وحمدين صباحي، والتي تجمع تحت لوائها الأحزاب الليبرالية، وبناء عيه فإن مرسي منذ توليه الرئاسة يواجه الآن تحدياً جاداً أخذ شكل المعارضة المقاتلة والمبلورة التي تهدد أركان نظامه. وأضاف الكاتب الإسرائيلي أنه فضلاً عن حقيقة أن 30 يونيو هو تاريخ رمزي "لأول انتخابات حرة للرئاسة في مصر"، يجب فهم العوامل التي دفعت المعارضة للدعوة إلى "ثورة جديدة"، ويجب علينا أيضاً طرح السؤال: ماذا تغير في مصر منذ الإطاحة بمبارك وصعود "الإخوان المسلمين" لسدة الحكم. وأردف الكاتب أن النظام برئاسة مرسي لم ينجح في تحقيق الاستقرار لاقتصاد مصر، بل أنه تدهور به للخلف، حيث بلغت نسبة نمو الناتج المحلي المصري الإجمالي لسنة 2012 نحو 1.5%، ودخل الفرد في السنة بلغ قرابة 3000 دولار، والتضخم بلغ 9.5%، والبطالة بحسب البيانات الرسمية بلغت 11.5%، ومن المنطقي الافتراض بأن الأرقام أضعاف ذلك. وأضاف الكاتب أنه في الساحة السياسية أيضاً لم يحقق مرسي انجازاً، فهو لم يحاول قط إجراء حوار حقيقي مع المعارضة، وبدلاً من محاولة تقريبها خلق معها فجوة لا يمكن جسرها، مشيراً إلى أن الأمر بدأ في الصراع من أجل صياغة الدستور الجديد في أواخر 2012، والذي رأى الكثيرون أنه يمثل انتهاكاً للحقوق والحريات الأساسية، واستمر الصراع عندما قام مرسي بسلسلة طويلة من التعيينات السياسية في دواوين الحكومة ومؤسسات الحكم، وفي النهاية قام بتوسيع الفجوة مع معارضيه عندما استند إلى الكتلة المتطرفة في السياسة المصرية. واستطرد الكاتب قائلاً بأنه إلى جانب الشعور باليأس وعدم الثقة في المنظومة السياسية، يضاف منذ سقوط مبارك أيضاً الشعور بعدم الأمن الشخصي، مشيراً إلى أن مرسي وعد بإعادة الأمن للشوارع ولكنه فشل، وفي ظل غياب قوة حفظ النظام الفعالة اخترقت الدولة جماعات إرهابية إسلامية. وتابع بأنه انطلاقاً من تلك الأسباب ستبدأ عناصر المعارضة الاحتجاج مطالبة بإقالة مرسي، مشيراً إلى أن الشيء اللافت للنظر هو أن الجيش أوضح أنه خلافاً للأحداث التي أدت إلى الإطاحة بمبارك، فإنه لن يسمح هذه المرة بتدهور البلاد لمواجهة داخلية. وأضاف أن ديوان رئاسة الجمهورية حاول تهدئة الخواطر موضحاً أن "مرسي" ووزير الدفاع الجنرال عبد الفتاح السيسي يعملان بالتنسيق والتعاون المشترك، إلا أن البيان الرامي للتهدئة أثار الشبهات في أنه حتى مكتب الرئيس يخشى من الإطاحة به.