التمرد شكل من أشكال التعبير السلمى.. ورفض للنظام الحاكم وسياساته التى تثير غضب الشعب.. وقد عبر قطاع عريض من مختلف طوائف المجتمع عن تمرده على الرئيس مرسى ونظامه وجماعته لانحيازه لفصيل واحد فقط هو الإخوان ومن يدور فى فلكه من عناصر التيار الدينى..وتجاهله لمبادئ وأهداف ثورة يناير التى رفعت شعار «عيش حرية عدالة اجتماعية كرامة إنسانية» والانزلاق بالبلاد الى نفق مظلم. تمرد الناس.. وهذا التمرد صنعته السياسات الرديئة للنظام الحاكم المتخبط والمتردد فى قراراته والذى لم يفشل فى حل المشاكل فحسب وانما تفاقمت واستفحلت فى عهده. التمرد.. لم يقتصر على القوى السياسية المعارضة فقط إنما امتد لغالبية الناس لإحساسهم بأن الجماعات المتشددة تحاول فرض ارادتها على الشعب تحت عباءة الدين حتى لو ادى الامر لاستخدام القوة والارهاب.. الشعب ينتابه الاحساس بأن الوطن قد اختطف وينزلق الى عالم مجهول.. وان العجلة تسير بسرعة جنونية فى الاتجاه المعاكس للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.. فالبلد يعانى من الانفلات الأمنى وزيادة البطالة وتعطل المصانع وانهيار مستوى الخدمات والانقطاع المستمر للكهرباء واختفاء الوقود.. والاصرار على اعدام السياحة وقطع ارزاق العاملين بها والذين تصل اعدادهم لحوالى 5 ملايين مواطن. عبر ملايين المصريين عن رغبتهم فى سحب الثقة من الرئيس مرسى ونظامه الإخوانى.. ويطالبون بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وتعديلات دستورية. لم يتعامل النظام الحاكم والتيار الدينى مع المعارضين المتمردين بذكاء وانما خرجت من بنات أفكارهم فكرة تنظيم مليونية رابعة العدوية لاثبات القدرة على الحشد الجماهيرى، واستعراض القوة وفرد العضلات.. ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن.. وتمخض الجبل فولد فأرا.. فقد أتت المليونية بنتائج عكسية وازداد المتمردون والخصوم.. لأن المليونية التى رفعت شعار لا للعنف.. انحرفت وتحولت الى دعوة للعنف! بعض العناصر انبرت وصاحت مستخدمة لغة التهديد والوعيد وسحق المعارضين المتمردين 30 يونية.. ومنهم من ردد مقولة الحجاج بن يوسف الثقفى.. إنى أرى رؤوسا قد اينعت.. وحان وقت قطافها.. ونسوا أن يرددوا.. ان للشيطان طيفا .. وأن للسلطان سيفا.. ان لغة التهديد بميدان رابعة العدوية مثلت استفزازاً ليس فقط للمعارضة المتمردة ولكن ايضا للمتفرجين الذين ارتضوا ببقاء الرئيس فى موقعه حتىانتهاء مدته الدستورية.. فاللهجة العنترية بأن الذين وقعوا لحملة تمرد لن يستطيعوا الاطاحة بالرئيس مرسى أو خلعه أو إجباره على التنحى بحكم القانون أدت لزيادة المتمردين والدفع فى اتجاه التغيير.. وفى ظل حالة الاحتقان والهجوم المتبادل بين المؤيدين والمعارضين يقف الجيش محايدا.. ومؤكدا على لسان وزير الدفاع الفريق اول عبدالفتاح السيسى أن القوات المسلحة لن تسمح بالفوضى أو انهيار الدولة ولن تقف صامتة على أى اساءة توجه للجيش.. وانه لدينا أسبوع يمكن خلاله تحقيق تفاهم ومصالحة لحماية مصر.. فالجيش لن يظل صامتا أمام انزلاق الدولة. موقف الجيش الذى اختلفت الآراء فى تفسيره.. أكد انحيازه لإرادة الشعب وعدم السماح بإراقة الدماء.. وهو ما جدد أمل الناس فى عودة الوطن المختطف.