الشعب نازل يوم 30 يونيه لإبلاغ قراره إلى الرئيس مرسى بسحب الثقة منه بعد عام من الفشل الذريع فى إدارة شئون البلاد، ولأن الشعب هو صاحب الشرعية فهو الذى يمنحها ثم يسحبها عندما يتأكد أن الوطن فى خطر بسبب الاستغلال السيئ للسلطة، الشعب نازل بعد أربعة أيام من أجل أن تكون مصر لكل المصريين وأرضاً لكل الأديان والعقائد والطوائف، من أجل مصر المتسامحة مع الآخر وضد العنف، وسفك دماء الأبرياء والتعصب الأعمى الذى تبناه الخطاب الطائفى المتطرف، فكان نتيجته قتل أربعة مسلمين شيعة على أيدى مسلمين سنة والتمثيل بحثثهم بطريقة غريبة عن سماحة الإسلام وحرمة الدم وطبيعة وثقافة الشعب المصرى الذى يرفض العنف، الشعب نازل بعد «196» ساعة ليس ضد الإخوان ولا السلفيين، نازل يدافع عن الأزهر منارة الإسلام، والكنيسة رمز الوحدة الوطنية، وينادى بحرية الفكر والتعبير والرأى، ويقول لا للطائفية والتكفير والكراهية وتقسيم مصر إلى فريقين، الشعب نازل يطالب بمصر الواحدة والوطن الواحد، والخطاب المتحضر الذى يرنو إلى التقدم، ويبتعد عن التعصب الأعمى والتقسيم. مرسى هو مبارك، لم يستغل الفرص التى أعطاها له الشعب، لإنقاذ حكمه، وعليه أن يرحل كما رحل مبارك، ماذا سيقول مرسى فى خطابه إلى الشعب مساء اليوم، مبلغ علمى أن معظم القوى السياسية وفى مقدمتها المعارضة رفضت الدعوة التى تلقتها من أمانة الرئاسة لحضور خطاب مرسى، لأن لا أحد يملك التفاوض باسم الملايين التى وقعت على استمارة تمرد بسحب الثقة من الرئيس وقررت الخروج فى مظاهرات سلمية يوم 30 يونية للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وبدء فترة انتقالية جديدة برئاسة رئيس المحكمة الدستورية العليا، ويكون الجيش حامياً لها، الشعب يريد أن يستمع إلى كلمة واحدة من الرئيس مرسى مساء اليوم هى الاستجابة لطلبه بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة لحقن دماء المصريين واحترام رأى الشعب، لا توجد مساحة للتفاوض، هناك مطلب واضح يعبر عن حالة شعبية وهى استقالة الرئيس، عندما يتنازل الرئيس عن الحكم فإنه يتنازل لمصر وليس للخصوم، ويتنازل للشعب وليس للمعارضة، ما دون ذلك يعرض الوطن للانهيار لأن الرئاسة أصبحت معدومة الكفاءة. فى اعتقادى أن خطاب مرسى مساء اليوم لن يخرج عن نظرية المؤامرة التى عيّشنا فيها طوال العام الماضى، وعن الفلول وعن الأصابع التى تلعب جوه مصر والثورة المضادة، والإعلام المضلل. وسيدعو مرسى للاستعداد للانتخابات البرلمانية لتشكيل مجلس النواب واستكمال باقى المؤسسات، لن يحمل خطاب مرسى جديداً ينزع فتيل الأزمة، ولن يقبل الشعب إلا بتخليه عن منصبه، فقد فات ميعاد المطالبة بحكومة جديدة وإقالة النائب العام الملاكى، مبارك تجاهل مطالب الشعب يوم «25 يناير» بإقالة الحكومة أو وزير الداخلية فقط، فأصر الشعب على خلعه، وسيكون مصير مرسى هو نفس مصير مبارك، والتكلفة فى «30 يونية» ستكون أقل بكثير من سقوط مصر إذا استمر هذا النظام الفاشل، الكل يشعر بأنه لا أمل ولا إصلاح إلا باستقالة مرسى، قد يكون خطاب مساء اليوم هو الخطاب الأخير للرئيس، أو قبل الأخير، لكن الكلمة الأخيرة للشعب ارحل.