أكد الرئيس عمر البشير - رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان - على أن الصراعات القبلية تمثل التحدي الأكبر الذي يواجه الدولة، وقال: إن هناك أيادٍ وعناصر تعمل على تأجيج هذا الصراع"، مطالبًا أعضاء حزبه بالعمل على إنهاء تلك الصراعات في أسرع وقت ممكن. جاء ذلك في خطاب البشير اليوم - الجمعة - في فاتحة أعمال اجتماع مجلس الشورى القومى لحزب المؤتمر الوطني الحاكم فى دورة انعقاده السابعة. وطالب البشير في خطابه دولة جنوب السودان بتنفيذ تعهداتها كاملة، مشيرًا إلى أن الاتفاقيات الموقعة بين البلدين يجب تنفيذها حزمة واحدة، وكشف أن الحكومة تمتلك من الوسائل ما يجعلها قادرة على التوصل إلى كل الحقائق المحيطة بهذا الملف. وحول علاقات السودان الخارجية قال البشير: إنها جيدة إلا مع بعض الدول، وأكد مجددًا أن السودان لن يسمح للمنظمات الأجنبية بالدخول إلى جنوب كردفان والنيل الأزرق، وطالب من يريد أن يقدم أي شكل من أشكال الدعم، يقديمه للحكومة التي بدورها ستقوم بتوصيله إلى المتأثرين. وتحدث عن الانتخابات القادمة داعيًا الأحزاب إلى الاستعداد لدخولها، بدلا من التعويل على إسقاط الحكومة عبر تظاهرات تنتظر أن تنحاز إليها القوات المسلحة، وأكد سعي الدولة لاستيعاب كل القوى السياسية الوطنية للمشاركة فى إعداد الدستور الدائم للبلاد؛ حتى يكون معبرا حقيقيا عن إرادة الشعب السودانى، مشيرا فى هذا الصدد إلى أن الاتصالات والدعوات قدمت لكل القوى والفعاليات السياسية من أجل هذه المشاركة. واستعرض البشير التحديات والمؤامرات المستمرة التى يتعرض لها السودان التى وصفها بالمعركة المستمرة بين السودان وبين قوى الشر المسيطرة على العالم ، وشدد على ضرورة التلاحم والتوحد فى مواجهة هذه الابتلاءات والمشاكل . كما تناول الوضع الاقتصادي موضحا أن الحكومة تسخر ما يقارب نصف الميزانية لدعم السلع ، مضيفا أن هذا الدعم يستفيد منه الأغنياء ، ودعا إلى الاستمرار في حالة التعبئة والاستنفار لمواجهة مخططات الأعداء والمتربصين بأمن واستقرار البلاد . وكشف الرئيس السوداني عن أسباب تأجيل الحزب لانعقاد مؤتمره العام الذى كان مقررا له شهر نوفمبر من العام الجارى ، حيث عزا ذلك لسعى الحزب لأن يوافق انعقاد المؤتمر العام الدورة الانتخابية للاستفادة من تجربة الانتخابات العامة الاخيرة فى عام 2010 التى سبقها انعقاد المؤتمر العام للوطنى، مشيرا الى ان تلك التجربة كانت خير اعداد للمؤتمر الوطنى لخوض تلك الانتخابات واكتساحها لما وفرته من تعبئة للقواعد. ونفى البشير أن يكون قرار التأجيل اتخذ للتجديد له لفترة أخرى وفقا لما اشارت اليه بعض وسائط الاعلام ، مؤكدا فى هذا الصدد أن من يحدد رئيس الحزب مرشحا للانتخابات الرئاسية القادمة ومرشحيه لغيرها من المواقع هو المؤتمر العام للحزب الذى سيختار مجلس الشورى للدورة القادمة ، وقال ان السلطة فى هذا الامر مقصورة على المؤتمر العام او مجلس الشورى الذى سينبثق عنه لتحديد مرشحى الحزب لمختلف المناصب. وأعلن أن الحزب الآن بصدد اجراء مراجعة كاملة للنظام الاساسي من أجل ان يكون اكثر فاعلية ونشاط لتحمل المهام الموكلة اليه باعتباره الحزب الحاكم والحزب الرائد .