أعرب الأزهر الشريف عن استنكاره التدخل الخارجي وما يؤدي إليه من "فتنة طائفية ومذهبية" في سوريا، داعياً الأطراف المعنية إلى العمل الجاد من أجل توحيد الرؤية في التعامل مع الأزمة هناك. وفي بيان صادر عن الأزهر، اليوم الثلاثاء، وصل مراسل الأناضول نسخة منه، أعرب فيه عن "أسفه الشديد إزاء تردي الأوضاع المأساوية للشعب السوري، وخاصة بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة القصير الواقعة غربي محافظة حمص كبرى المحافظات السورية". وتشهد مدينة القصير، غربي سوريا، على الحدود مع لبنان منذ أيام معارك شرسة بين الجيش السوري وحزب الله من جهة والجيش السوري الحر من جهة أخرى، بسبب موقع المدينة الإستراتيجي. وأسفرت المعارك الدائرة بين وحدات الجيش النظامي السوري ومسلحو حزب الله اللبناني في القصير عن مقتل عدد كبير من المدنيين، وجرح ما يزيد عن ألف جريح يصعب نقلهم إلى مستشفيات المدن المجاورة بسبب الحصار الذي تفرضه قوات النظام عليها، فضلاً عن معاناة الأهالي في الحصول على المأكل والمشرب، وذلك حسب ما أفادت به الهيئة العامة للثورة السورية أول أمس. وفي هذا السياق، أعرب الأزهر عن إدانته الشديدة إزاء "استمرار سفك الدماء ومحاصرة المدن وتدمير الإنسان والبنيان، وانتهاك حقوق المدنيين، والخرق الصارخ للقانون الدولي". كما استنكر التدخل الخارجي "بكل أشكاله وما يؤدي إليه من فتنة مذهبية وطائفية تهدّد المنطقة كلّها"، داعياً الشعب السوري إلى بذل كل ما يستطيعه من أجل وحدته ووحدة أراضيه. ودعا جميع الأطراف المعنية في سوريا إلى وقف التصعيد الذي وصفه ب"الخطير" حفاظًا على أرواح المدنيين، ودرءً للمصير القاتم الذي يحاول البعض جرّ المنطقة برمّتها إليه، في إشارة منه إلى ما يحدث خصوصاً في القصير. وحث الأزهر في بيانه، منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، الاضطلاع بمسئولياتهما تجاه الأوضاع "المتردّية" في سوريا. وكانت الأممالمتحدة وجهت مؤخراً، نداءً عاجلًا، في بيان لها أمس، من أجل إجلاء حوالي ألف وخمسمائة جريح سوري، عالقين في مدينة القصير تحت الاشتباكات الدائرة هناك "في أسرع وقت ممكن".