سوف يذكر التاريخ، أن جماعة كانت تحكم فى دولة ذات حضارة تعيش فوق ضفاف النهر الخالد، فحولتها إلى دولة فقيرة خلال «12 شهراً» فقط، لا زرع فيها ولا ماء، ومكنت الصهيونية الدولية من وضع أصابعها فى مياه النيل، لتحقيق حلم دولتها من النيل إلى الفرات، الذى يحتفل بتدشين سد النهضة، هم سكان إسرائيل وقادتها وعلى رأسهم نتنياهو.. وباراك وليفنى وليس أهل أديس أبابا.. إثيوبيا كانت الكوبرى الذى استخدمته إسرائيل لوضع أصابعها فى مياه النيل، وتحقيق طموحها الذى سعت إليه خلال العقود الماضية، بعد التهديدات التى وجهتها إلى مصر بالاتفاق مع الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد إنشاء ترعة السلام وتوصيل مياه النيل إلى سيناء، بأن سيناء لن تعمر إلا إذا حصلت إسرائيل على مياه النيل، إسرائيل تعانى من ندرة مياه، وإثيوبيا تبحث عن وضع متميز على الخريطة الأفريقية ولديها الرغبة فى التعاون المائى مع الصهاينة، ومضت إثيوبيا نحو غايتها فى إنشاء سد النهضة، وقال قادتها نحن ماضون فى بناء السد شاء من شاء وأبي من أبى! دون استشارة أو تعاون مع مصر والسودان، وعرضت أثيوبيا أسهم ملكية السد على مواطنيها فى كل دول العالم، ومواطنى الدول الأخري، للمساهمة فى التمويل. إسرائيل عينها على مياه النيل من زمان، وتسللت إلى سد النهضة من خلال شركة صهيونية تدير شركة الكهرباء الإثيوبية، حنفية المياه ستكون تحت يد إسرائيل، ومن الممكن أن تمنع المياه عن مصر فى المستقبل، أو يكون المقابل منحها فرعاً من نهر النيل ليتحول إلى شريان مائى يروى تل أبيب فى عهد النظام الإخوانى الفنكوشى! هذه هى القضية باختصار، إسرائيل طلعت عارفة إزاى تعمل إيه وفين ومتى، ولسه إحنا نائمين القيلولة، رئيس الوزراء فى اليابان، ووزير الكهرباء فى السعودية، والرئيس مرسى يتصفح تقرير اللجنة الثلاثية، ووزير الرى ساعة ينفى الضرر.. وساعة يؤكده، سفارة مصر فى إثيوبيا فى موقف حرج، همها الخروج من المأذق، الرئيس مرسى تحدث فى موضوع السد أثناء وجوده فى إثيوبيا، هل فاتح المسئولين الإثيوبيين، أم أن تحويل مجرى النيل الأزرق تم فجأة. السفير قال هذا ليس إجراء سرياً وهو مقرر من قبل، الرئاسة قالت مرسى لم يطلع على الموقف فى إثيوبيا حول السد. لو كان لم يبحث الموقف فهذه كارثة أكبر! مصر فى حالة إرتباك شديد، الإخوان اختفوا، عصام الحداد المساعد الخارجى للرئيس لا حس ولا خبر، مجلس الشورى الباطل مشغول فى حرب القضاة ومهاجمة فن الباليه، ومش فاضى لأزمة المياه. لجنة الخبراء توصى بمزيد من الدراسة وإجراء حوار مباشر بين الحكومات، إثيوبيا متمسكة بموقفها، وتؤكد أن تصميم السد يتفق مع المعايير الدولية ويحقق مزايا للدول الثلاث. الخبراء يؤكدون أن السر يؤثر على تدفق مياه النيل إلى مصر، الأزمة أكبر من الجماعة ومن الرئيس، مواجهة هذا الخطة تتطلب تضافر كل الجهود الوطنية والتخلى عن الخلافات السياسية لإنقاذ مستقبل الأجيال القادمة، التوجه يجب أن يكون الى إثيوبيا، من حق أديس أبابا أن يكون لها سدود، ومن حقنا أن ندافع عن حصتنا من المياه، مطلوب قرار سياسى مصرى واضح يتخذ من مركب واحد وطرق جميع الأبواب بما فيها المنظمات الدولية مثل الاتحاد الأفريقى والبنك الدولى، وطرح جميع الخيارات للدفاع عن حقوقنا، الأجيال القادمة لن ترحم أحداً.