تحت عنوان "الحكومة المصرية تناضل من أجل فرض سيطرتها وسلطتها على سيناء"، أعدت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية تقريرا مطولا عن ملف شبة جزيرة سيناء وردود أفعال السيناوية على محاولات حكومة الرئيس "محمد مرسي" للسيطرة على شبة الجزيرة. واستهلت الصحيفة تقريرها قائلة: على الرغم من مرور أسبوع من احتفال الرئيس مرسي بالإفراج عن السبعة جنود الذين تم اختطفاهم، إلا أن قادة وسكان القرى في شمال سيناء، وهي منطقة مزدحمة بجماعات متشددة محلية، يرون أن حكومة مرسي ليس لديها ما تفعله من أجل السيطرة على سيناء. وبدلا من ذلك، قال قادة القبائل البدوية التي تشكل الأغلبية في هذه المنطقة، إنه كان لهم دور فعال في الوصول إلى حل تفاوضي لأزمة الرهائن خوفا من التأثير على علاقات المنفعة المتبادلة مع الجيش، الذي يرونه مركز القوة وأكثر فعالية من الحكومة. ويقول البدو إن الجيش يغض الطرف عن معظم عمليات التهريب ونشاط المتشددين المسلحين في الصحراء، طالما أنهم لا يتعرضون للجنود، وهو الخط الأحمر الذي تخطوه في عملية اختطاف الجنود في وقت سابق من هذا الشهر. وسلطت حادثة اختطاف الجنود الضوء على زيادة سيطرة ونشاط المتشددين في سيناء، واستمرار عجز مرسي، بعد عامين من سقوط الدكتاتور السابق حسني مبارك، في التأثير على العنف والحوداث الإرهابية التي تشهدها سيناء التي ينعدم فيها القانون. وأشارت الصحيفة إلى أن مرسي وجماعته الإخوان المسلمين سعوا كثيرا من أجل تحقيق نجاحات في سيناء تشمل الوعود بالمساواة في الحقوق للسكان البدو الذين شكوا طويلا من التمييز وسوء المعاملة والإهمال، وقام مرسي بزيارة سيناء 3 مرات منذ توليه الرئاسة واستضاف العديد من الوفود من زعماء القبائل البدوية في القاهرة، هو ما يعد جهودا أكثر من تلك التي أخذت في وقت مبارك. لكن زعماء البدو، وبعضهم شارك في تلك الوفود، يرون أن مرسي لم يفعل سوى القليل للوفاء بوعود التنمية أو التكامل البدوي في المجتمع المصري، ولم يوافق على طلباتهم للحصول على العفو لآلاف من البدو الذين سجنوا سابقا. ونقلت الصحيفة عن "حسين مناعي"، من أحد القبائل البدوية وتسمي السواركة، وأحد زعماء القبائل الذين توسطوا لإنهاء أزمة الجنود المختطفين": "مرسي لا يصلح حتى لبيع البطاطا في السوق..وفي النهاية فإن القوات المسلحة أقوى من مرسي بكثير". وقال "مناعي" إن السبب وراء توسطه في حادثة اختطاف الجنود كان ليس من أجل علاقته مع القاهرة أو حتى عاطفيا نتيجة الفيديو الذي أظهر الجنود فيه توسلاتهم من أجل الإفراج عنهم، ولكنني فعلت هذا لأسباب شخصية، فقد اعتقدت أن هذا الحادث يمكن أن يدمر علاقتنا بالقوات المسلحة."