أكتب رغم علمي أن مصر اليوم لم تعد في حاجة إلى الكلمات.. مصر اليوم في أشد الحاجة إلى يد قوية تنتشلها مما هي فيه ومما يحاك لها.. مصر اليوم في حاجة إلى رجال، لا أشباه الرجال.. رجال مخلصون.. رجال مصريون.. لم يفقدوا هويتهم بعد.. لم تمسخ شخصيتهم.. رجال لم تشوه عقيدتهم. آن الأوان أن يتوقف العبث، وتنتهي تلك المهزلة.. آن لمرشد الجماعة المحظورة أن ينسحب بأتباعه سالمين.. وكفى ما سببوه لمصر.. آن لهم أن يدركوا أن مخابرات أمريكا وأموال قطر "المشبوهة" لن تعصمهم من غضبة المصريين.. مصر الآن في خطر.. ولم يعد الأمر يحتمل المزيد من "التنطع".. ولولا ما أحدثته تلك الجماعة وأتباعها من المتطرفين من فرقة وتنافر في الشارع المصري، لما نبحت على مصر كلاب، ولا خرجت من جحورها أفاع.! ففي الوقت الذي شنت فيه أثيوبيا عدوانها القاتل على مصر بتحويل مجرى النيل.. خرجت علينا "الجماعة المحظورة" باقتراح إعادة مجلس الشعب "المنحل"..! وكأن مجلس شورتهم غير قادر وحده على أداء المهمة.. وكأن إشغالنا بمحاربة "فن الباليه" كأكبر المخاطر التي تواجهها الأمة المصرية، لن يؤدي الغرض..! تكرار "سخيف، وسمج" لإلهاء الشعب وجره للمزيد من المهاترات والاشتباك الداخلي.. إنه "الجيل الرابع من الحروب" الذي تنفذه الجماعات المتطرفة بنجاح غير مسبوق ضد الشعب المصري، تنحي النظام الفاسد.. فبينما يعلن أعداء مصر علينا حرب الموت عطشا.. تنطلق الجماعة لتبث مأجوريها للسباب والبلبلة، وتبرير العار والخراب الذي تجلبه لمصر كل يوم.. ولا أدري أي نوع من البشر هؤلاء.. فالتاريخ دوما يعيد نفسه.. فبينما كان الشباب المصري يُقتل في مواجهة الاحتلال الإنجليزي في السويس، خرج منهم من يقول " ليس مهما أن نشارك في المقاومة الوطنية فربما نرى أن المصلحة في القتال في ماليزيا مثلاً"..! واليوم أثيوبيا تقطع عن مصر شريان الحياة.. ولا ندري أين يرى هؤلاء المصلحة.. ولا ما هي مصلحتهم بالضبط!. في عام 1967 دُمر جيش مصر واحتلت سيناء وضاعت القدس.. لكنها أبدا لم تهن في أعين الآخرين.. لم تنبح عليها الكلاب المسعورة كما هي اليوم.. كان "حكم الأخوان لمصر" الهزيمة البشعة التي ألحقتها المخابرات الأمريكية بالشعب المصري عقب ثورته.. أدرك الخبثاء أن تلك الجماعة لن تكون يوماً بحجم مصر.. أدركوا أنهم سيسعون لجعل مصر بحجمهم.. فصغرت مصر.. صغرت مصر وهانت.. مصرنا اليوم في أشد الحاجة إلى زعيم يرد اعتبارها.. وإن كان هناك شئ تبقي عليه تلك الجماعة، فعليها الانسحاب الفوري من الساحة.. فذلك أقل الخسائر. حقيقة لا أدري ماذا يقول لهم السيد محمد مرسي.. أو ماذا يقرأون في عينيه فيتجرأون على مصر بهذه الصورة البشعة.. أتذكر جيدا كيف نجحت الدبلوماسية الشعبية في تهدئة الأمور مع أثيوبيا.. وما أن زارهم حتى قرروا تحويل مجرى النيل عقب زيارته مباشرة..! حتى إخواننا في السودان أرادوا إحراز هدف في شِباك مصر المفتوحة على مصراعيها.. ذهب لزيارتهم وليته ما ذهب.. تحول الكلام وتغير الوجه.. أظهر تهاون في الحديث عن "حلايب وشلاتين " فشجع بعضهم على التحدث عن النوبة.. إخواننا في السودان اليوم أيضاً يرون أن مياه النيل مشكلة مصرية بحتة.. ويقولون بالحرف لن نخوض حروباً نيابة عن أحد.. وسياسيوهم يتخذونها سبيلاً للمساومة على الأراضي المصرية.. هذا هو العمق الاستراتيجي لمصر في الجنوب وشريان الحياة وما فعله بها الأخوان ورئيسهم.. لم تكن مصر عبر تاريخها، وحتى في فترات الاحتلال، مهددة كما هي اليوم بسبب تلك الجماعة.. وفي الشرق سيناء تقتطع من مصر والعبث اليهودي الحمساوي الإرهابي على أشده هناك.. لم لا والجماعة الأم هي التي آل لها الأمر.. وغربا مازلنا ننتظر ما سيخرج لنا به الأخوة الليبيون بعد أن تهدأ أمورهم الداخلية، هذا إن كنا نعتبر تهريب الأسلحة والمخدرات واستباحة حدودنا ودمائنا أمر طبيعي.. أرى بعيني السكين الصهيو أمريكي يمتد لتقطيع الخارطة المصرية بأيدي "التنظيم الدولي".. أرى أن مصر تضيع وفرص النجاة تقل كل يوم عن سابقه.. لكن على كل مصري أن يتذكر جيداً الذين تآمروا على بلاده، والذين تهاونوا في الزود عنها أيضاً لأن يوم القصاص آت لا محالة.! إضاءات: - مليون عاما أو أكثر يجري نهر النيل في مصر.. حكمها البر والفاجر.. ابتلينا بالأخوان.. فهدد النهر بالتوقف.. هل هو غضب من الله.. أم أن النهر "تمرد" ! - من قبل كتبت هنا "كلما تحركت طائرة الرئاسة خسرت مصر الكثير" هل بقي ما هو أغلى من النيل لتخسره مصر! - كل خبراء العالم وكل "ذي كبد رطبة" يرون أن سد أثيوبيا كارثة حقيقية على مصر.. إلا الأخوان.. اللهم أجرنا من غضبك! - بعد عودة الدكتور مرسي من رحلته الميمونة إلى أثيوبيا.. نتنياهو يعلن عن تشوقه للقاء مرسي.. "حقه"! - "الجماعة" كذبت على المصريين وقدمت مرشحها للرئاسة باسم مشروع "النهضة".. وبعد انتهاء اللعبة قالوا "مافيش حاجة اسمها مشروع نهضة".. بالطبع هي جريمة لم يحاسبوا عليها حتى الآن.. لكن الأهم هل كان مشروع النهضة في أثيوبيا هو ما يعنون؟! - قول بعض أتباع الجماعة بأننا نعيش أزهى عصور الحرية حق أريد به باطل.. فتلك الحرية لم تمنحوها لنا ولكن انتزعناها بدماء الشهداء التي أخرجتكم من السجون أيضاً.. هي منحة من المصريين لكم وليست "منة" منكم يا أبناء السمع والطاعة! - إعلان الجماعة الإسلامية استعدادها للجهاد في أثيوبيا.. تصحيح مسار بعد 40 عاماً في التيه.. لكن ترى هل يسمح "الراعي الرسمي" بتغيير الاتجاه 180 درجة من "قتل السادات" للدفاع عن مصر! - بالمناسبة.. افتعال الأزمات واصطناع خطر خارجي.. سياسة قديمة لحزب "الليكود" الإسرائيلي كلما شعر بتصاعد المعارضة ضده!