رغم تشابه الاحتفالات بعيد الفطر المبارك بين غالبية أفراد الشعب المصرى، إلا أن محافظة سوهاج تنفرد ببعض العادات التى تجعل لعيد الفطر مذاقًا خاصًا، وعلى الرغم من تشابه العادات بين أهالى القرى والمدن فى معظمها، إلا أن ذلك لا يمنع من وجود بعض الفروق الطفيفة بينهما، حيث يجمع أهالى القرى والمدن على تجهيز مخبوزات العيد من الكعك والبسكويت والغريبة وغيرها بالمنزل، وتشهد المنازل تجمعًا من نساء وأطفال العائلة عقب صلاة الفجر لممارسة هذه العادة التى يعتبرنها «فال حسن»، كما تحرص الأسر على شراء الملابس الجديدة للأطفال والنساء خلال العشر الآواخر من شهر رمضان، وتناول الأسماك المملحة فى غداء أول أيام عيد الفطر، وتفضل بعض الأسر تناولها فى الحدائق العامة والمتنزهات. وللقرى بسوهاج بعض العادات التى توارثتها الأجيال المتعاقبة على مر السنين، فعقب أداء صلاة العيد يتجمع أفراد العائلة بالدوار الكبير، ثم يقوم أفراد كل عائلة بالخروج لتقديم التهنئة للعائلات الأخرى على مدار أول أيام العيد، كما تحرص الكثير من الأسر على زيارة المقابر وتوزيع المأكولات والفاكهة على الفقراء داخل المقابر والدعاء لذويهم المتوفين، بالإضافة إلى زيارة بناتهن المتزوجات حاملين معهم مخبوزات العيد، ويحرص الكثير من الشباب على إتمام الزفاف خلال أيام العيد أو بعده مباشرة، اعتقادًا منهم أن الزفاف بعد العيد وخاصة عيد الفطر سوف يرزقهم بذرية صالحة بعد أداء فريضة صوم شهر رمضان الكريم وإخراج زكاة المال وزكاة الفطر للأسر الفقيرة. قال جمال أحمد مدير مدرسة، إن شراء الملابس الجديدة لأفراد الأسرة أمر مهم جدًا فى عيد الفطر، سواء فى القرى أو المدن خاصة للأطفال والنساء، للقيام بالزيارات المنزلية للأهل والأقارب، حيث يتباهى الأطفال بملابسهم الجديدة التى تظل بجوارهم ليلة العيد، ومع طلوع فجر يوم العيد يقومون بارتدائها والخروج مع ذويهم لأداء صلاة العيد، وزيارة الأهل والأقارب والحصول على العيدية. وأكد سهام علي، ربة منزل، أن أهم طقوس العيد فى المدن حرص ربات البيوت على إعداد مخبوزات العيد من الكعك والبسكوت والغريبة وغيرها من الأصناف فى المنزل، على الرغم من إمكانية شرائها من المحلات المنتشرة بأرجاء المدينة، ولكن ربة المنزل تشعر بسعادة غامرة وهى تعد هذه الأصناف بنفسها، وتتبادلها مع جارتها كدليل على مهارتها فى صنع مخبوزات العيد، كما أنها تدرب أطفالها الصغار وخاصة الفتيات على صنع المخبوزات ليحرصن عليها عندما يتزوجن، مشيرة إلى أن عمل الكعك والبسكويت بالمنزل له مذاق خاص يضفى أجواء من البهجة والسعادة على أفراد الأسرة، كما يتم إهدئها للأهل والأقارب والجيران، لأن فرحة العيد لا تكتمل إلا بهذه الطقوس الاحتفالية التى تربينا عليها منذ الصغر. ولفت الشيخ محمود العقيلي، إلى أن قرى سوهاج تنفرد بعادات قديمة خلال الأعياد توارثتها عبر الأجيال المتعاقبة، أهمها عقب صلاة عيد الفطر الذهاب للمقابر وقراءة الفاتحة للأموات، وبعد ذلك يتجمع أفراد العائلة فى الدوار "دار المناسبات"، ويتبادلون التهانى ويتناولون مخبوزات العيد مع أكواب الشاى واللبن، بعدها يخرجون جماعات للطواف على العائلات الأخرى بالقرية، وتقديم التهنئة بالعيد، بعدها تتوجه الأسر لزيارة بناتهن المتزوجات فى القرية نفسها أو القرى المجاورة لها، حاملين معهم مخبوزات العيد، وغيرها من أصناف الفاكهة والأطعمة، وتوزيع العيدية للإبنة والأحفاد، حيث لا تستطيع الأسر التخلي أبدا عن هذه الزيارات حتى لا تكون محل انتقاد.