لن أتوقف أبداً عن التحذير من نتائج سد النهضة الإثيوبي علي مصر وعلي حصتها من مياه النيل.. وأقول: إن مصر تحتاج الآن إلي طبلة مسحراتي بحجم كل سماء مصر لكي ندق عليها منبهين.. محذرين، خصوصاً وأن مصر الرسمية نايمة في العسل ولا تعرف ماذا تفعل تجاه هذا المشروع الخطير. ونعترف أن مصر واثيوبيا تتنافسان علي زعامة القارة الإفريقية.. بل وعدد سكانها متقارب إلي حد كبير.. ولكن الأخطر أن اثيوبيا استغلت اشتعال ثورة يناير في مصر.. لكي تنفذ مشروعها هذا، وقد أعلنت اثيوبيا عن سد النهضة في عز هذه الثورة.. وكان ذلك في شهر فبراير 2011 ولم يكن حسني مبارك قد تنحي بعد عن السلطة.. ثم بعد شهرين فقط أي في ابريل وضعت اثيوبيا حجر الاساس لهذا السد.. وهو السد الذي تنفذه شركة ايطالية، وبالمناسبة احتلت إيطاليا اثيوبيا أي الحبشة قديماً سنوات عديدة ولا أحد يعرف بالضبط كم يتكلف انشاء هذا السد.. ثم ومن اسابيع قليلة وقعت اثيوبيا عقداً مع الصين لانشاء شبكة نقل الكهرباء المنتجة من هذا السد وطولها 1238 كيلو مترا.. وأخطر ما في هذا السد الذي ينتهي إقامته عام 2015 يعني بعد عام ونصف تقريباً فقط.. الأخطر هو ما ينزله بمصر من أخطار وأول هذه الأخطار أن هذا السد يقام فوق منطقة زلازل معروفة.. وبالتالي هل تتحمل القشرة الارضية ثقل الخزان المائي الرهيب الذي سوف ينشأ في هذه المنطقة .. وإذا حدث - لا قدر له - وانهار هذا السد فإن المياه المخزونة وقدرها أكثر من 74 مليار متر مكعب سوف تندفع في سيل عرم رهيب ولا السيل الذي اجتاح سد مأرب في اليمن وأغرق كل ما أمامه.. وهذه المياه في اثيوبيا سوف تندفع لتدمر سد الروصيرص - داخل السودان - ثم سد سنار بعده.. لتغرق مدينة الخرطوم كلها تحت مياه هذا السد.. ثم تصل إلي جنوب مصر.. حيث السد العالي!! ثاني المخاطر ان اثيوبيا مصممة علي ان تتم عملية تعبئة خزان السد خلال 6 سنوات فقط.. وهذا سوف يحرم مصر من 12 مليار متر مكعب سنوياً من المياه.. اي في الوقت الذي كنا نطالب فيه بحصولنا علي 75 مليار متر مكعب سنوياً نجد أننا لن نحصل حتي علي حصتنا التاريخية وهي 55.5 مليار.. وهذا يعني أن ينخفض انتاجنا الزراعي بنسبة الربع.. فكيف سنوفر للمصريين طعامهم؟ من هنا تري مصر ان تتم عملية تعبئة الخزان - وسعته حوالي 74 مليار متر مكعب - خلال 20 سنة.. نقول ذلك بعد أن أصبح السد حقيقة واقعة بعد أن تم انشاء حوالي 20٪ من مبانيه.. ليس هذا فقط، بل إن ذلك سيؤدي إلي خفض انتاجنا من الكهرباء من محطتي السد العالي وخزان أسوان القديم بنسبة الربع ايضاً أي سوف نخسر المياه.. ونخسر الكهرباء لان ناتج الكهرباء يأتي من كميات المياه ومن ارتفاعها ثم سقوطها أو مرورها داخل انفاق المحطتين.. ولأن حكومة مصر نايمة في العسل.. ونتمني ألا تكتفي بتقشير البصل في المستقبل القريب تعالوا نقول لكم إن سد النهضة الأثيوبي لن يكون السد الوحيد في اثيوبيا.. ذلك انها تخطط لبناء 33 سداً داخل أراضيها.. لأنها تمتلك غير نهر النيل 11 نهراً آخر.. وهذه السدود هي نتيجة الدراسات التي أجرتها وزارة استصلاح الأراضي الأمريكية في الفترة من عام 1959 و1964 للرد علي انشاء مصر للسد العالي. وإذا كانت اثيوبيا تعيب علي مصر انها انشأت سدها العالي دون استشارة دول حوض النيل.. فإن هذه حجة مرفوضة.. لأننا أقمنا السد العالي لنحجز مياه النيل التي كانت تصب في البحر المتوسط.. أما أثيوبيا فإنها تقيم مشروعاتها وهي بذلك تؤثر علي دول أخري غيرها هي جنوب السودان، والسودان، ومصر. لكل هذه الأسباب ولغيرها نحاول تنبيه المصريين والعالم لمخاطر مشروعات السدود الاثيوبية سواء للري.. أو للكهرباء أو لهما معاً.. ولكن كيف نواجه كل هذه المخاطر.. غداً نشرح ونرد علي السؤال.