أعد "باري روبين" مدير مركز جلوريا العالمي للبحث في الشئون الدولية تحليلا مطولا حول أوضاع العالم العربي ومدى علاقتها بإسرائيل، وتأثير الثورات العربية على نظرة المنطقة لإسرائيل. واستهل "روبين" تحليله الذي نشرته صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية قائلا:" الحقيقة هي أنه تم تدمير سوريا، وستظل مدمرة لسنوات قادمة، والعراق ليست في حالة جيدة بسبب الصراع الداخلي، ومصر على شفا الكارثة". وقال:" إن التهجم على إسرائيل أصبح مألوفًا في العديد من الدوائر الغربية، وعلى الرغم من أن منطقة الشرق الأوسط اعتادت على إلقاء اللوم على إسرائيل وجعلها "الشماعة" أو كما قالت الصحيفة "الكارت" وتحميلها مسئولية المشكلات في العالم العربي خلال العقود الماضية؛ إلا أن هذا الوضع الآن تغير كثيرا ولم تعد إسرائيل هي الشماعة". وأضاف الكاتب قائلا:" صحيح أن صعود الإسلاميين الثوريين نجح في زيادة التركيز على الكراهية ضد إسرائيل. ولكن في الوقت نفسه، انشغل الإسلاميون الثوريون بتدمير منافسيهم من القوميين، والمعتدلين وحتى تدمير بعضهم البعض من أجل إحداث التحول الجذري في مجتمعاتهم. ودلل الكاتب على ذلك من خلال تصاعد الصراع بين السنة والشيعة، مع وقوع اشتباكات تجري بالفعل في البحرين والعراق ولبنان والسعودية وسوريا. وفي الواقع الحرب الأهلية السورية هي مسابقة على نطاق واسع بين الفريقين. حتى الإخوان المسلمين بسوريا يعتقدون أن الدبابات التي يقال:" إنها من جانب الشيعة، وخصوصًا إيران، تشكل تهديدًا أكثر خطورة من إسرائيل نفسها". وقال:" فرصة أن هذين الفريقين "السنة والشيعة" يمكن أن يتعاونوا ضد إسرائيل أصبح ضربا من الخيال. فكان هذا الوضع مختلفا منذ بضع سنوات، عندما كانت القوى غير متساوية بين الجانبين ولكن إذا حصلت طهران على الأسلحة النووية، التي يشار إليها أحيانا باسم "القنبلة الإسلامية"، فسيكون من المتوقع أن تحصل على نفوذ متزايد في جميع أنحاء العالم العربي". وفيما يخص العلاقة القائمة حاليًا بين الإخوان المسلمين في مصر وإخوان حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، فإنها تغيرت كثيرا، وإن كان ذلك بشكل مؤقت، خاصة في ظل عدم ارتياح الحكومة المصرية من تساهل حماس مع متشددي غزة ممن يرديون مهاجمة سيناء. وبالإضافة إلى ذلك، مصر مشغولة بالتحول الداخلي، والصراعات الداخلية والمشاكل الاقتصادية في الوقت الذي تريد فيه حماس إبقاء الأمور هادئة على حدودها مع مصر. وختم الكاتب مقاله قائلاً: ربما يوما ما، إذا توحدت القوى الإسلامية من السنة والشيعة في العديد من البلدان، يمكن أن يتغير الوضع مرة أخرى.