سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كاتب إسرائيلى: قطر تتعامل بسياسات مزدوجة.. ودعمها لمصر لن يكون دون مقابل قطر آوت الإرهابيين وعناصر «حماس».. وتسعى لصداقة الولايات المتحدة.. ونجحت فى ربط الإمبراطوريات الاقتصادية بها
«أحيانا تحدث أكثر الخدع إذهالاً فى وضح النهار».. بهذه العبارة يبدأ الكاتب الإسرائيلى بول أليستر، تحليله لما سماه ب«سياسات قطر المزدوجة» فى التعامل مع الولاياتالمتحدة والغرب، مشيراً إلى أن قطر «الصغيرة» استطاعت إيجاد طريقها وحفر مكانها فى خريطة العالم من خلال عضلاتها المالية التى تأسست على النفط واحتياطات البترول، وأنها استطاعت بذلك مصادقة ومشاركة عدد من الدول العظمى حالياً، وعلى رأسها الولاياتالمتحدة. وأضاف «أليستر»: «بالنسبة لدولة صغيرة، فإن لديها طموحاً لتعزيز وضع الإخوان عالمياً وتعزيز الإسلام السنى فى مواجهة الإسلام الشيعى، إلا أن تلك الأجندة التى تعمل بها تثير الانتباه قليلاً، فقد موّلت الجماعات الإسلامية فى ليبيا والإخوان فى مصر وتونس والجيش الحر فى سوريا، ومؤخراً الثوار فى مالى». ويقول زائيف ماجين، رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة «بار إيلان» الإسرائيلية: «أعتقد أن الولاياتالمتحدة لا تدرك خطورة الأمر كما يجب، فى الواقع، الأمر جلى ولا يمكن إغفاله، أمريكا تجاهلت الأمر وألقته جانباً تماماً». وتابع: «هناك محاولة مستمرة من جانب قطر لإسقاط الأنظمة العربية القديمة ولعدد من العوامل الأخرى، ولكن فى النهاية، كل ما نرى هو الشيعة فى العراق وسوريا ولبنان يتّحدون سوياً مع إيران، وفى مواجهتهم هناك العالم السنى الأكثر بروزاً من خلال الإسلام الوهابى فى دول الخليج، ويتحالفون مع الإخوان». وأشار «أليستر» إلى أن «كرم وعطاء» قطر مع مصر لا يمكن أن يكون دون مقابل. وإذا أمعنّا النظر قليلاً، لوجدنا أن قطر تأوى الإرهابيين وأصبحت ملجأ لهم، ففى أعقاب تفجيرات 11 سبتمبر، كانت ملجأ ل«خالد شيخ محمد» العقل المدبر للتفجيرات، وحالياً هى تأوى رئيس المكتب السياسى ل«حماس» بعد إعادة انتخابه. وتتبع الكاتب الإسرائيلى نهج وتعامل قطر مع الدول العربية والإخوان من خلال استخدام ذراعها الإعلامية قناة «الجزيرة»، مشيراً إلى أنه كان من الواضح دعم القناة للإخوان منذ نشأتها، على الرغم من أنه لم يكن دعماً علنياً. وأشار «أليستر» إلى تحوُّل سياسات قطر مع إسرائيل خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، من خلال دعمها ل«حماس»، بينما كانت العلاقات قبل ذلك جيدة إلى حد ما، وسبق أن زار الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز ورئيسة الوزراء تسيبى لينفى، الدوحة فى 2007. وأضاف: «تحرّكات قطر الأخيرة فى مختلف المستويات تؤكد أنها تحاول رسم نفسها على أنها حامل الراية فى الصراع ضد الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين. وبعيداً عن السياسة، فقد استطاعت قطر أن تربط أقوى الإمبراطوريات الاقتصادية فى العالم بها، حيث إن شركات عدة مثل الشركة المصنعة لطائرات (بوينج) وغيرها أصبحت مرتبطة تماما بقطر».