يعد فيتامين «د» أحد العناصر الغذائية الهامة التى يحتاجها الجسم لبناء عظام صحية والحفاظ عليها، ويوضح الدكتور أبوبكر سليمان استشارى جراحة العظام والمفاصل والعمود الفقري، عن أهمية فيتامين د، أن الجسم لا يمكنه امتصاص الكالسيوم -المُكوِّن الرئيسى للعظام- إلا عند وجود فيتامين د. كما ينظم الكثير من الوظائف الأخرى فى الخلايا، وكذلك خصائصه المضادة للالتهابات وللأكسدة والواقية للأعصاب وصحة الجهاز المناعى ووظائف العضلات ونشاط خلايا الدماغ. وتم اكتشاف فيتامين د لأول مرة عام 1930، وله دور هام فى امتصاص الكالسيوم الموجود فى الطعام من الامعاء الدقيقة، ويلعب دورا أساسيا فى ترسيبه بالعظام، وله دور مباشر فى الحفاظ على تركيزه فى الدم، وبالتالى دور هام بالمحافظة على صحة العظام، وكذلك دوره الهام فى تمايز الخلايا وتكاثرها ونموها الطبيعى مما يقلل خطر الاصابة بالسرطان، ويلعب دورا هاما فى العمليات الأيضية فى العظلات مؤثرا فى قوتها وانقباضها ويسبب نقصه ضعفا فى العضلات وخاصة عضلة القلب، ولفيتامين «د» دور فى إتمام الإفراز الطبيعى للانسولين عن طريق البنكرياس، وتقترح العديد من الدراسات الحديثة دورًا لفيتامين «د» فى تنظيم عمل جهاز المناعة والاستجابات المناعية بعد أن وجدت الابحاث مستقبلات فيتامين «د» فى خلاياه. وأشار الدكتور أبوبكر سليمان، إلى مصادر فيتامين «د»، ومن أهمها والمصدر الرئيسى له هو التعرض المباشر لأشعة الشمس، ويكفى لمدة 10 إلى 15 دقيقة فى الأيام المشمسة مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا، فى حين لا تعتبر المصادر الغذائية كافية بشكل كبير، ويعد زيت كبد الحوت من أعلاها، كما أنه موجود بكميات بسيطة فى الزبدة والقشدة وصفار البيض والكبدة، وكذلك المكملات الغذائية والاغذية المدعمة بفيتامين «د» مثل العصائر وحبوب الأفطار والحليب. ويقول الدكتور أبو بكر سليمان، من أسباب نقص فيتامين «د»، عدم التعرض الكافى لاشعة الشمس، ولون البشرة الداكن، حيث يحتاج أصحابها إلى فترة أطول من التعرض للشمس للحصول على كمية كافية من الفيتامين مقارنة بأصحاب البشرة الفاتحة، وكذلك الاعتماد على رضاعة حليب الام دون إعطاء مكملات غذائية للرضيع، كما تسبب الأمراض التى تقلل من هضم وامتصاص الدهون مثل (الاسهال المزمن وتقرحات القولون)، نقصًا فى امتصاص فيتامين «د» حيث انه من الفيتامينات التى تذوب فى الدهون. ويوضح الدكتور أبو بكر سليمان، عن الاعراض والامراض المرتبطة بنقص فيتامين «د»، أولا: «الكساح» الذى يحدث عندما لا تترسب كميات كافية من المعادن خاصة الكالسيوم فى العظام أثناء مرحلة النمو ويسببه نقص فيتامين «د»، كما يمكن أن يسببه نقص الكالسيوم أو الفسفور وعادة ما يصيب الاطفال قبل البلوغ، وتشمل أعراضه تشوهات العظام مثل تقوس الساقين وتراكب الركبتين، فالعظام أصبحت ضعيفة وغير قادرة على حمل وزن الجسم أو تحمل الضغوطات اليومية مع الم فى العظام وليونه فى العضلات. ثانيا: لين العظام، ويعتبر نسخة الكبار من مرض الكساح وهو أكثر شيوعا فى السيدات اللواتى لا يحصلن على كميات كافيه من الكالسيوم والتعرض لاشعة الشمس، ويسبب هذا المرض نقصًا فى كثافة العظام وظهور أشباه الكسور فى العظام خاصة العمود الفقرى وعنق عظمة الفخذ وعظام الرسغ وضعف فى العضلات، كما أنه ممكن أن يسبب الكسور فى عظام المقبض والرسغ ويمكن أن يسبب تقوس الساقين وانحناء الظهر. ثالثا: هشاشة العظام، وهو مرض متعدد العوامل وهو الأكثر شيوعا فى النساء فى سن اليأس ومن الممكن أن يصيب الرجال كبار السن أيضا، وذلك بسبب عدم الحصول على كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين «د» فتقل كثافة العظام، مما يجعلها عرضة للاصابة بالكسور خاصة كسور عظام الرسغ والكسور الانضغاطية فى الفقرات القطنية والصدرية وكسور الحوض وعنق عظمة الفخذ والتى قد تتسبب فى وفاة المرضى. ويضيف الدكتور أبو بكر سليمان، بعض الاثار الأخرى لنقص فيتامين «د»، ومنها الارتباط بالاكتئاب، وبعض الدراسات وجدت علاقة بين نقص فيتامين «د» والسمنة، ووجدت الابحاث أن نقصه يرفع من قابلية الجسم لعدوى فيروسات وبكتيريا الجهاز التنفسى والربو، ووجدت دراسات أخرى علاقة بين نقصه وارتفاع خطر الوفاة من أمراض القلب والاوعية الدموية، وبعض الدراسات وجدت علاقة بين نقصه والتأخر الادراكى فى كبار السن، ووجدت دراسات أخرى علاقة بين نقصه وارتفاع فرص الاصابة بالسرطان. واختتم الدكتور أبو بكر سليمان، يتم التشخيص واكتشاف الحالات من شكوى المريض، الذى يعانى الاجهاد والالم فى أماكن غير معروفة السبب وميل إلى النعاس، ويتم عمل التحاليل المعملية، وعادة النسبة الطبيعية هى من ثلاثين إلى مائة وحدة، فإذا نقصت يتم إعطاء المريض العقاقير اللازمة من أقراص أو أمبولات، وينصح بالتعرض لاشعة الشمس، والعلاج يحتاج إلى فترة طويلة قد تمتد إلى شهور، وينصح باجراء قياس النسبة بالدم كل فترة، مع العلم بأن زيادة الفيتامين بالدم حتى يصل 150 وحدة قد يسبب سمية فيتامين «د»، وهى قد تسبب مشاكل فى كبد وكلى المريض وفى الاوعية الدموية.