أقصر حرب في التاريخ.. 40 دقيقة راح ضحيتها 500 جندي

عادة لا تكون الحروب والصراعات الطاحنة بين طرفين، متكافئة الفرص، وفي النهاية ينتصر الأقوى ويسقط الضعيف، لكن حتى الوصول لهذه النتيجة، يحتاج الأمر إلى سنوات طويلة، لكِ يستسلم طرفاً ويرفع الراية البيضاء، لكن هل تصدق أن هناك حرب استمرت 40 دقيقة فقط؟
اقرأ أيضا:
مرح في الحرب العالمية الأولى.. قصة هدنة الجنود للغناء والرقص مع الأعداء
أقصر حرب في التاريخ
عام 1890، أعلنت بريطانيا أن سلطنة زنجبار في شرق إفريقيا (تنزانيا حاليا)، هي محمية إنجليزية تابعة لها، وذلك بموجب اتفاقية هيليغولاند زنجبار التي وقعت بين بريطانيا وألمانيا في العام ذاته، لترسم المعاهدة نفوذها وتقسم القوى الإمبريالية في شرق إفريقيا، وتحصل بريطانيا على زنجبار، وألمانيا تسيطر على البر الرئيسي لتنزانيا.
عقد ذلك في عهد السلطان حمد بن ثويني البوسعيد، لكن بعد وفاته أعلن ابن عنه الأمير الزنجباري خالد بن برغش، سيطرته على الحكم، متجاهلاً نجله "خالد حمد بن ثويني"، رافضاً الاعتراف بالخليفة الذي كانت بريطانيا تنوى تعيينه ليكون ضامناً للمصالح الإنجليزية الاستعمارية في المنطقة.
لم يرحب الجانب البريطاني، بهذه السيطرة، وحاول قلب الأحداث من خلال الاستعانة بكبير الدبلوماسيين في المنطقة والذي يدعى "آرثر هاردينغ"، الذي طلب من خالد بن
برغش التنحي وتسليم السلطنة إلى حمود بن محمد؛ الذي كان يوافق على وجهة نظر البريطانيين، ولن يعارضهم في أي قرارات أو توجهات في المنطقة.
لكن خالد بن برغش، تجاهل التصريحات البريطانية، بل أخذ في حشد قواته حول القصر، مستعداً للحرب أمام بريطانيا التي منحته مهلة للانسحاب من القصر والاستسلام في غضون يومين فقط.
عندما انتهى وقت المهلة المحددة في تمام الساعة ال 9 صباحاً من 27 أغسطس، فتحت النار على القصر الذي سرعان ما اشتعلت فيه النيران التي لم تتوقف لمدة 40 دقيقة، ليسقط القصف البريطاني؛ 500 جند من جنود خالد بن برغش، ويصيب ضابط بريطاني واحد فقط.
وعلى الفور، سيطر الجانب البريطاني على الجزيرة، وأعلنت قوات السلطان خالد بن برغش الاستسلام وفر هارباً، وانتهت الحرب الأقصر في التاريخ لصالح الاستعمار البريطاني.