أعلنت السلطات القضائية، الإفراج عن أكثر من ألف معتقل بينهم أشخاص شاركوا في الاحتجاجات الأخيرة، وذلك في محاولة لتهدئة غضب الشارع وتخفيف الاحتجاجات التي استمرت للشهر الثالث على التوالي. أكدت وكالة "ميزان" التابعة للقضاء الإيراني، إطلاق سراح 715 سجينًا من بينهم "فوريا غفوري"، لاعب كرة قدم إيراني، يلعب لنادي فولاذ خوزستان، وذلك بعد اعتقاله قبل أيام بتهمة إهانة وتحقير المنتخب الإيراني، وذلك بعد فوز المنتخب الإيراني على ويلز في مونديال كأس العالم المقام في قطر. وبحسب بيان للمركز الإعلامي للقضاء الإيراني، فإنه "تم الإفراج عن 1156 مواطنًا إيرانيًا من مختلف سجون الدولة بناءً على أمر خاص من رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إيجئي، لمساعدة السجناء الذين تتوفر لديهم شروط الاستفادة من الرأفة القانونية". وقال المركز إن "هؤلاء السجناء المفرج عنهم من 20 محافظة إيرانية"، مشيرًا إلى أن 204 منهم من محافظة فارس جنوبإيران تليها العاصمة طهران ب195 شخصًا. وفقًا لمنظمات حقوقية، اعترف قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني بمقتل أكثر من 300 شخص في الاحتجاجات الأخيرة. وقال قائد القوة الجوية للحرس الثوري الإيراني، العميد أمير عل حاجي زاده، في اجتماعه مع طلاب جامعة رجائي بالعاصمة طهران: "الجميع تأثر لوفاة مهسا أميني، وليس هناك شخصًا سعيدًا لما حدث تجاهها، لكن بسبب هذه الحادثة رغم عدم وجود أرقامًا دقيقة لديه، لكن ما أستطيع أن أوكده أننا فقدنا أكثر من 300 شخص في هذه الأحداث الأخيرة". كما اعترف العميد حاجي زاده بما وصفه ب"جهل" الأجهزة الأمنية بخطط "الأعداء" لتحريك الاحتجاجات، وقال: "أولئك الذين خدعتهم الأحداث الأخيرة ليسوا أعداء للثورة يجب أن يعرفوا العدو". وفي سياق متصل، قالت منظمة "هرانا" الحقوقية الإيرانية، مساء الإثنين، إن عدد قتلى الاحتجاجات ارتفع إلى 451 شخصًا بينهم 63 طفلًا و60 عنصرًا أمنيًا، كما أشارت المنظمة ذاتها إلى اعتقال 18 ألفًا و173 شخصًا. ومن جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، الإثنين، إن طهران لن تتعاون مع لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة التي وافق عليها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وتصف إيران المتظاهرين ب"مثيري الشغب" الذي تحركهم حكومات أجنبية، وأصدر القضاء الإيراني حكمًا بالإعدام على عدد من المحتجين المعتقلين. كانت السلطات الإيرانية اعتقلت الآلاف من المتظاهرين منذ بدء الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام، التي اندلعت عقب وفاة الشابة الكردية مهسا أميني منتصف سبتمبر الماضي، بعد اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق لعدم الالتزام بضوابط ارتداء الملابس.