اذا كنت من سكان العاصمة فأنت بين خيارين لا ثالث لهما إما أن تستقل وسائل المواصلات التقليدية وساعتها ستطول »ذقنك« وانت في انتظار ان تفتح الاشارة بسبب حالة الشلل والاعتصامات التي تسير علي معظم أحياء وميادين العاصمة.. البديل الثاني غير تقليدي ووسيلة تاريخية بامتياز ألا وهي الأتوبيس النهري الذي يقطع مسافات طويلة وكفاية إن الهوا سيداعب خيالك وربما تجد وقتاً كافياً لتتذكر أيام الشباب والحب الأول وبنت الجيران التي كانت من نصيب غيرك.. أزمة الأتوبيس النهري غير تقليدية هي الأخري حيث ينتشر الشحم والزيت والهباب علي الأرضية مما يجعلك تواجه مخاطر غريبة من نوعها حيث تستقله وأنت اخر شياكة لكن عند نزولك منه ستجد نفسك بملابس ميكانيكي أو سباك وينتشر الشحم أيضا علي أعمدة ومقابض الاتوبيس مما يجعل الاتوبيس النهري خمس خطوط لا غير وأهم مرسي من مراسيها ماسبيرو ومنها يذهب إلي خطي الجامعة والساحل ومن مرسي الجامعة يذهب إلي مصر القديمة ومن الساحل يذهب إلي امبابة وعلي الرغم من بعد هذه المسافات عن بعضها إلا أنه يتمتع بعدم وجود ازدحام مروري وتستغرق المسافة من ماسبيرو إلي الجيزة خط الجامعة علي سبيل المثال عشر دقائق كما أنك تستمتع بركوبك كونك تري معالم القاهرة وأهم ما يميزها برج القاهرة ومبني ماسبيرو وكوبري قصر النيل والجزيرة فضلاً عن الفنادق المطلة علي النيل ولكن المشكلة الحقيقية تمكن في طول انتظار اكتمال عدد الركاب وقد يستغرق الأمر نصف ساعة في انتظار الفرج مما يسفر عن مزيد من ملل زبائن الاتوبيس النهري وركابه ليسوا للنزهة فقط إلا أن معظمهم موظفون كما انه لا يتحرك إلا عقب عودة الاتوبيس القادم، ويتكون الاتوبيس من 120 مقعدا وقيمة التذكرة جنيه واحد ولكن إذا كنت ذاهباً للنزهة فعليك بدفع 2 جنيه ذهاباً وعودة، ومن مشاكله أيضا إرتفاع صوت الموتور مما يستحيل معه تبادل الحوار خاصة بين الحبايب كما أنه يفقدك الاستمتاع بهدوء النيل والروائح الكريهة التي تملأ الاتوبيس. يبدأ عمل الأتوبيس النهري من السابعة صباحاً وحتي الثامنة مساء ومنه نوعان المغلق للنقل المعتاد والمكشوف للنزهة ويستخدم صيفاً وشتاء ولكنه يحتاج للاهتمام من قبل الهيئة لكونه احد معالم القاهرة ويمثل وسيلة فعالة لنقل المواطنين إذا ما تم تطويره.