تعرضت محطة زابوريجيا للطاقة النووية، للمرة الثانية في أقل من أسبوع للقصف، وسط اتهامات مُتبادلة بين الجانبين الروسي والأوكراني، ومخاوف دولية من احتمالية وقوع كارثة نووية، والمصائب النووية ليست غريبة عن أوكرانيا، لكن ما قد يحدث في زابوريجيا شيء مُختلف تمامًا، في حال تعرضت للقصف، وليس هذا فحسب فالخطر حينها سيُهدد القارة الأوروبية بأسرها. اقرأ أيضًا.. عودة الكهرباء إلى محطة زابوريجيا النووية المشكلة في محطة زابوريجيا أنها أكبر من مفاعل تشيرنوبل، فهي أكبر محطة نووية في أوروبا، والمقارنة بين الحدثين صعبة، لكونهما مرفقان مختلفان، وتعد كارثة تشيرنوبل النووية التي حدثت في أوكرانيا عام 1986، عندما كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي، الأكبر من نوعها، وقادت إلى إخلاء 100 ألف شخص من المناطق المحيطة، وتسرب الإشعاع النووي حينها إلى القارة الأوروبية، وقالت موسكو آنذاك إن أقل من 50 شخصا توفوا بسبب الإشعاعات، لكن علماء يقولون إن العدد أكبر من ذلك بكثير. وسيطرت القوات الروسية على زابارويجيا في بداية الحرب التي اندلعت في 24 فبراير الماضي، وعادت إلى واجهة الأحداث مجددا في الأسابيع الأخيرة، مع تبادل الاتهامات بشأن قصف طال منشآت المحطة، التي لا يزال يعمل فيها عمال أوكرانيون. وكان السوفييت يستعملون مفاعلات" RBMK"، أي مفاعلات القنوات العالية، في تشيرنوبل، وهي عبارة عن تقنية سوفيتية قديمة، جرى تعديلها بعد الكارثة، ومع ذلك يجري استخدامها حتى يومنا هذا في داخل روسيا، رغم مخاوف السلامة، أما محطة زابوريجيا فتستعمل مفاعلات حديثة معدة للتعامل مع ضربات قوية مثل اصطدام طائرة بها. وبعد هجمات 11 سبتمبر الإرهابية في 2001، جرى تدعيم هذه المحطة بالإسمنت المسلح (بعض التقديرات تفيد بأنها 10 أمتار من الإسمنت المسلح) والفولاذ وأدوات إطفاء الحرائق ضد هجمات تشمل اصطدام طائرة مدنية كبيرة فيها، بحسب "الغارديان"، وجرى اختبار مباني محطة زابوريجيا فعليا ضد هذه الهجمات، ومع ذلك، يقول الخبراء إن هذه الإجراءات لا تكفي. والمشكلة التي تحيط في محطة زاباروجيا أنها لا تزال وسط النيران، فروسيا تجري حاليا استفتاءات في أربع مناطق أوكرانية للانضمام إليها، واحدة منها هي زاباروجيا، مما يعني أن خطر تعرضها للقصف مستمر في المستقبل المنظور. وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن الوضع في محيط المحطة النووية قد يتغير في أي لحظة. ويقول خبراء نقلت عنهم شبكة "سي أن بي سي" الأميركية أن المحطة النووية تقع في ساحة قتال، وثمة ذخيرة أقوى بكثير من الطائرة جرى استعمالها، ويقول هاميش بريتون- غوردون، الذي تولى قيادة قوات الدفاع الكيماوية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، في بريطانيا و"الناتو"، "إن القتال من محطة نووية جنوني. إنه ليس فكرة جيدة". ومما يزيد المخاطر في المحطة النووية، بحسب وكالة الطاقة الذرية، قلة قطع الغيار، وكذلك الأمر بالنسبة إلى أعمال الصيانة، فضلا عن تشوش الاتصالات مع الفريق الموجود في داخل المحطة، بحسب صحيفة "الغارديان"، ومن المخاطر الأخرى هو ضعف نظام التبريد في المحطة النووية، بحسب المدير المشارك في البرنامج النووي في معهد كارينغي للسلام الدولي، جيمس أكتون. وهذا يعني، بحسب أكتون، أن سيناريو كارثة فوكوشيما النووية التي حدثت في اليابان عام 2011 مرجح، حيث أدت موجات مد زلزالي حينها إلى حدوث "انصهار نووي" داخل المنشاة، أصيب على أثره كثيرون بالسرطان من إثر التسرب الإشعاعي، وتفيد تقديرات بأنه في حال تعطل أنظمة التبريد، فقد يحدث انهيارا للمفاعل وقد يكون هناك تأثير على دائرة قطرها 30 كيلومترا، والخطر في زاباروجيا لا يقتصر على المحطة النووية، فثمة صوامع تحتوي على المخلفات النووية في المحيط، ويمكن للتربة المحيطة أن تطلق إشعاعا إذا تعرضت للاختلال، حسبما أفادت سكاي نيوز عربية.