وجهت الولاياتالمتحدةالأمريكية تحذيرات إلى روسيا، من التبعات الخطيرة، إذا أقدمت على استخدام أسلحة نووية في أوكرانيا المجاورة، وترى موسكو أن الغرب بات طرفًا في الصراع، فيما تُحذر واشنطن من تقديم صواريخ بعيدة المدى للأوكرانيين، لأن ذلك سيكون بمثابة منعطف قد يقلب طبيعة الصراع. اقرأ أيضًا.. تفاصيل| الحرب العالمية الثالثة تدق الأبواب عقب غزو روسيالأوكرانيا وعاد احتمال لجوء روسيا إلى أسلحة نووية في أوكرانيا، إثر حديث موسكو عن استعدادها للدفاع عن أراضيها ووحدتها، بالوسائل الممكنة كافة، وهو ما فُهم بمثابة تلويح بالتصعيد واحتمال شن هجمات نووية تكتيكية، وزادت المخاوف من لجوء روسيا إلى الخيار النووي، بعدما مني جيشها بخسائر واسعة شرقي أوكرانيا، في إخفاق يعزوه الخبراء إلى استفادة كييف من الدعم الغربي السخي، سواء على الصعيد العسكري أو المادي. وقررت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن تبتنى ما يعرف بخيار "الغموض الاستراتيجي"، بشأن الرد الأميركي المحتمل، في حال أقدم الروس على استخدام أسلحة نووية في أوكرانيا. ويقول خبراء إن واشنطن تتبنى هذا الغموض الاستراتيجي، حتى تظل موسكو في حالة خشية وتحسب، لما يمكن أن ترد به واشنطن، وهو ما يعني عدم كشف الأوراق المتاحة أمام الخصوم. وأوردت صحيفة "واشنطن بوست"، أن وزارة الخارجية شاركت في إيصال التحذيرات إلى موسكو، فيما لم يجر الكشف عن المسؤولين الذين تولوا نقل تلك "المراسلات" إلى الروس. وأكد المسؤولون الأميركيون أن التحذيرات جرى توجيهها بشكل مستمر، طيلة أشهر، فيما لم يعرف ما إذا كانت واشنطن قد أرسلت تحذيرات جديدة إثر حديث بوتن في خطاب بمناسبة التعبئة العسكرية الجزئية، عن خيارات بلاده "للدفاع عن نفسها". وفي تهديد آخر، على نحو صريح، قال نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، ديميتري ميدفيدف، إنه عندما تقوم روسيا بإلحاق مناطق من الشرق الأوكراني، على إثر إجراء استفتاءات، فإنها ستعمل بشكل حازم على حماية أمن تلك المناطق. وأضاف ميدفيدف، وهو رئيس سابق لروسيا، عبر منصة "تيليغرام"، أن موسكو لن تكتفي وقتئذ بالاستعانة بالقوات المعبأة حديثا، بل ستلجأ إلى كافة الخيارات السكرية الممكنة؛ بما في ذلك الأسلحة النووية، فيما تضمن كلامه إشارة إلى الأسلحة "فرط صوتية". وشدد ميدفيدف الذي يحسبُ على صف المتحمسين للحرب في أوكرانيا، على أن روسيا اختارت طريقها، "وليس ثمة مجال للرجوع إلى الوراء"، بينما أوضح بوتن في خطابه، أنه لم يكن بصدد المزاح عندما تحدث عن كافة الخيارات. وتبدو واشنطن أقرب إلى الاطمئنان، فيما يقول مسؤولون أميركيون إنه لا وجود لمؤشرات على أن روسيا تحرك ترسانتها من أجل شن هجوم نووي في الوقت الحالي. لكن هذا الاطمئنان الأميركي يصطدم بالواقع الميداني الجديد في أوكرانيا، بسبب وضع القوات الروسية التي خسرت آلاف الكيلومترات، حتى اضطرت روسيا إلى الاستعانة بجنود الاحتياط من أجل تجاوز ما يُوصف ب"المأزق". ويقول رئيس جمعية مراقبة الأسلحة (منظمة غير حكومية)، داريل كيمبال، إن التحذيرات "النووية" التي كانت تطلقها روسيا طيلة الأشهر الماضية، سعت إلى تحذير واشنطن وحلفائها الغربيين من المضي قدما إلى حد بعيد في تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا. وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الدول الغربية قدمت لإيران مقترحها الأخير إزاء الصفقة النووية، مشيرا إلى أنه لا يزال يعتبر العودة للاتفاق النووي ممكنة.