أدت زيادة أسعار الطاقة إلى ضغوط كبيرة على المخابز الصغيرة التي تكافح من أجل البقاء في ظل ارتفاع الأسعار والتضخم. (اقرأ ايضا) مع ارتفاع أسعار الطاقة.. التضخم في ألمانيا يصعد فوق 5% خلال فبراير 2022 ويستعد مخبز عائلة شليشتريمين، والذي يعمل في كولونيا منذ الحرب العالمية الثانية، لإغلاق أبوابه نهائيا الشهر المقبل بسبب عدم قدرته على تحمل ارتفاع أسعار الطاقة في ألمانيا. نخشى زيادة سعر الطاقة بمقدار أربعة أضعاف ويقول إنكلبرت شليشتريمين الذي ورث المخبز عن والده قبل 28 عاما: "نعاني من توتر بشكل لا يصدق منذ الأسابيع والأشهر الأخيرة، عدة أزمات أتت بشكل متلاحق بعد الوباء، نخشى زيادة سعر الطاقة بمقدار أربعة أضعاف". وأشار شليشتريمين إلى ارتفاع تكاليف المواد المستخدمة في الخبز إلى الضعف، مضيفًا: "هناك أيضًا أزمة تكلفة الطاقة حتى الآن، لم نشهد سوى زيادة بنسبة 70٪ فقط لأننا نسخن الأفران بالديزل". وأسس أجداد شليشتريمين، المخبز في كولونيا قبل الحرب العالمية الثانية، وعرف بمخبوزات لفائف القمح وخبز الجاودار وكعك الشوكولاتة وحافظ إنكلبرت على الوصفات التقليدية كما حظر استخدام المواد الكيميائية المصنعة. أكد تحليل اقتصادي لمجموعة "QNB" أن فرض حدود قصوى للأسعار وضرائب على الأرباح غير المتوقعة لن يحل مشاكل سوق الطاقة الأوروبية. وأنتهي إلي أن الإجراءات المقترحة في أوروبا لفصل أسعار الكهرباء عن أسعار الطاقة غير كافية وغير فعّالة لخفض استهلاك الطاقة وحماية المستهلكين من ارتفاع الأسعار والحيلولة دون ترشيد الإمدادات لمنع حدوث تباطؤ كبير في النمو الاقتصادي، ومن المرجح أن يستمر ارتفاع أسعار الطاقة حتى فصل الربيع المقبل على الأقل، إن لم يكن لفترة أطول. ويمثل هذا الأمر مخاطر اقتصادية كبيرة لأوروبا في ظل تزايد التضخم وانخفاض النمو، حيث سيكون التوصل إلى إجماع يحقق منفعة متبادلة أمراً صعباً وسيستغرق وقتاً طويلاً في منطقة اقتصادية مترامية الأطراف ويواجه صُناع السياسات الأوروبيون مجموعة من الصدمات غير المسبوقة التي تؤثر سلباً على الاقتصاد، والتي تشمل الركود التضخمي والحرب في أوكرانيا وموجات الحر القياسية خلال فصل الصيف الماضي. وأثرت هذه الصدمات مجتمعة على أسواق الطاقة والكهرباء الأوروبية، ويُستخدم الغاز لإنتاج 20% من الكهرباء في أوروبا وغالباً ما يكون منتجاً حدياً (marginal producer)، لذلك فإن أسعار الغاز تحدد أسعار الكهرباء. وشهدت أسعار الكهرباء في أوروبا ارتفاعاً كبيراً ووصلت إلى مستويات قياسية جديدة، حيث ارتفعت إلى أكثر من 10 أضعاف متوسطها خلال العقد الماضي، ففي شهر يوليو، وافق أعضاء الاتحاد الأوروبي على تخفيض استخدام الغاز في أوروبا بنسبة 15% حتى فصل الربيع المقبل، وذلك من خلال الخطة الأوروبية لتخفيض الطلب على الغاز. ولكن هذه الخطة لم تكن كافية لأن روسيا واصلت تقليص حجم إمداداتها من الغاز إلى أوروبا، بل وهددت بمواصلة وقفها، وهذا يُحتم على القادة السياسيين البحث بسرعة عن وسائل للاستجابة السياسية الفعالة. ووفقا للتحليل الاقتصادي قدم صُناع السياسات الأوروبيون ثلاثة مقترحات سياسية رئيسية تتمثل في فرض ضرائب على الأرباح غير المتوقعة، وحد أقصى للأسعار، وتوفير حزم الدعم. أحد المفاهيم التي يجري النظر فيها في جميع أنحاء أوروبا هو فرض ضريبة على الشركات التي حققت أرباحاً كبيرة بشكل غير متوقع بسبب ارتفاع أسعار الطاقة. ولكن لا يوجد اتفاق داخل الاتحاد الأوروبي حول الشركات التي يجب أن تستهدفها هذه الضريبة ومصادر الطاقة المشمولة فيها (أي النفط، والغاز، والطاقة النووية، ومصادر الطاقة المتجددة). وفي حين أن بعض الدول، مثل إسبانيا واليونان وإيطاليا قد فرضت بالفعل مثل هذه الضرائب، فإن دولاً أخرى، مثل بلجيكاوألمانيا والنمسا، لم تفعل ذلك بعد. ولا تضع هذه الضرائب آلية محددة لإعادة التخصيص للمستهلكين وتأثيرها على الهدف المنشود غير واضح. بالإضافة إلى ذلك، قد لا يتم التنسيق بشأن تصميمها وتنفيذها عبر دول الاتحاد الأوروبي، وبالتالي فإنها تحمل في طياتها تحديات دستورية محتملة على مستوى كل دولة. هذا بالإضافة إلى أنها تقوض فكرة إعادة استثمار الأرباح للانتقال من إنتاج الطاقة بالوقود الأحفوري إلى مصادر طاقة أكثر نظافة واستدامة. إن فكرة تحديد سقف للأسعار تضع حداً أقصى للسعر الذي يمكن لشركات الطاقة الأوروبية أن تفرضه على عملائها. من حيث المبدأ، سيحد هذا الأمر للوهلة الأولى من مستوى التضخم الناجم عن ارتفاع أسعار الطاقة بالنسبة للمستهلكين، سواء للأسر أو الشركات. وبينما يمكن أن تساعد الحدود القصوى للأسعار في السيطرة على تبعات ارتفاع أسعار الطاقة، فهي تتجاهل تأثير ثروات المستهلكين. إن الضغوط والحوافز لدى المستهلكين الأكثر ثراءً لتقليل استهلاكهم للطاقة هي أقل مقارنة بالمستهلكين ذوي المستوى المنخفض من الدخل والسيولة. وبالتالي، فإن تأثير هذا الإجراء محدود، لأنه في معظم الحالات تنطبق قاعدة 20/80 حيث لدى أكبر الشركات والأسر الأكثر ثراءً أكبر مساهمة في استهلاك الطاقة. وأوضح التقرير لا يؤدي فرض حدود قصوى للأسعار إلى كبح ارتفاع أسعار الطاقة عندما يلبي احتياجات أساسية معينة لاستهلاك الطاقة. وأشار إلي أن صُناع السياسات الألمان إلى أن تحديد سقف للأسعار سيقلل من الأرباح الإضافية لدى شركات الطاقة، وبالتالي فإنه سيحد من تأثير ضرائب الأرباح غير المتوقعة. تابع: تعتبر حزم الدعم من التدابير المستهدفة التي توفر الدعم المالي للأسر ذات الدخل المنخفض والشركات الصغيرة والصناعات الأساسية من أجل تقليل الضرر الاقتصادي الناجم عن الارتفاع المؤقت في الأسعار. وإن حزم الدعم مركزة ومن المرجح أن تؤدي إلى فوائد اقتصادية أكبر من البدائل الأخرى قيد المناقشة. ومن المرجح أن تكون حزم الدعم أكثر فعالية لأنها تحفز المستخدمين على تقليل الاستهلاك. QNB : فرض حدود قصوى وضرائب لن يحل مشاكل الطاقة الأوروبية للمزيد من أخبار قسم الميديا أضغط هنا