معاناة يومية يعيشها المئات من أولياء أمور الأطفال ضعاف السمع داخل المدارس الحكومية بمحافظة الإسماعيلية مأساة يعيشها مئات بل ربما آلآلف من الأسر أمام عجز أطفالهم وتجاهل أجهزة الدولة توفير الرعاية الصحية والتعليمية لهم. "ليسوا صما".. هكذا أكدت الأمهات فى حديثهن معنا مرددين "أطفالنا ليسوا فاقدين للسمع . بل هم ضعاف للسمع قادرين على الكلام والتخاطب ونطق الكلمات , وقدراتهم العقلية والذهنية لا تختلف عن الأطفال الأسوياء لكنهم يتعرضون للتجاهل والإهمال من قبل أجهزة الدولة المختصة فى الصحة والتعليم بصفة خاصة". فصل دراسى يقوم عليه متخصصين فى مدرسة حكومية وطبيب متخصص فى التخاطب بمستشفى حكومى وسماعة جيدة توفر لأطفالهن. هى مطالب أمهات هؤلاء الأطفال . أحلامهن تنحصر فى رعاية أطفالهن ومساعدتهن على تجاوز المرض والتعافى . رافضين إلحاق أطفالهن بمدارس الصم والبكم ومعاملتهم كصما وهم قادرين على السمع والتحدث. وراء كل طفل حكاية ومعاناة أسرة كاملة . وعلى لسان أمهاتهم كان تلخيص المعاناة . فى إلحاقهم بالمدارس الحكومية . ومعاناة داخل المدرسة مع جهل المدرسين بأسس التعامل معهم ومعاناة مع انعدام الرعاية الطبية اللازمة لهؤلاء الأطفال. وفى تكاليف تركيب صيانة السماعات الباهظة التى يرتديها هؤلاء الأطفال. تقول "نسمة محمد "والدة الطفلة "روان" 6 سنوات : تداينت وزوجى لأجل توفير مبلغ "7000" جنيها قيمة السماعات ليتم تركيبها لطفلتى التى تعانى من ضعف فى السمع وكنت حريصة رغم ظروفنا المادية المتواضعة على أن أركب السماعات لطفلتى حتى لا أعرضها للتعامل فى فئة الصم والبكم. وعندما قارب عمر طفلتى على إلحاقها بالمدرسة عانيت كثيرا فى البحث عن مدرسة حكومية يمكنها قبول "روان" لأنهم يرون أنها ترتدى سماعات وأن التعامل معها صعب ولا يمكن إدماجها مع التلاميذ الآخريين. وبصعوبة بالغة تمت الموافقة على قبولها بمدرسة "أبوعطوة" الابتدائية للالتحاق بفصل رياض الأطفال. لكننى فوجئت أن الطفلة تأتى لى يوميا من المدرسة وهى تبكى وترفض الذهاب وعندما حاولت استفهام الأمر اكتشفت أن المدرسة المسئولة فى الفصل تتجاهل التعامل مع "روان" ولا تحاول إشراكها فى أى نشاط دراسى أو فنى ظنا منها أنها غير قادرة وأن نطقها للكلمات أقل من زملائها ". وتضيف " ألتقى بكثير من أمهات الاطفال ضعاف السمع في مراكز التخاطب واجد أنهن يعانون من نفس المشكلة التى أعانى منها وأن كل ما يحلمون به هو افتتاح فصل دراسى فى كل مركز داخل المحافظة لاستيعاب هؤلاء الأطفال يقوم عليه متخصصين من خريجى التربية الخاصة لتحقيق الدمج لهؤلاء الأطفال داخل المدارس العادية وإنقاذهم من الدخول فى مدارس الصم والبكم والتى يتم من خلالها القضاء تماما على ما قطعناه من أشواط فى علاج أطفالنا وتحسين نسبة السمع لديهم". وتلتقط أطراف الحديث " أم عمر" كلما اقترب موعد التقديم بالمدارس كلما ازددت هرعا وانتابنى الخوف من رفض أى مدرسة لقبول طفلى "عمر "7 سنوات "رغم أنه بدأ يتماثل للشفاء مع إجراء عملية" زرع قوقعة " وصلت تكاليفها إلى "160" ألف جنيها قمت بتدبير مبلغ "60" ألف جنيها وتم دعم برنامج "صبايا الخير "للعملية بمبلغ "100" ألف جنيها ، ورغم أن "عمر"بدأ مع جلسات التخاطب المستمرة التحدث وإخراج الكلمات بصورة سليمة إلا أن إدارات بعض المدارس عندما علمت بحالته رفضت التحاقه بها فى العام الماضى ، وأنا على أمل أن يتم قبوله هذا العام بأى مدرسة حكومية او خاصة حتى لا يضيع مستقبل طفلى". وطالبت أم عمر ، التربية والتعليم بالإسماعيلية توفير فصل دراسى فى المدارس الحكومية يستوعب اعداد الأطفال ضعاف السمع ويتم من خلال هذا الفصل الدراسى إتباع أساليب التعلم السليمة لهؤلاء الأطفال وتكثيف من جلسات التخاطب معهم حتى يمكن مساعدتهم على تحدى إعاقتهم المحدودة والتى تجعلهم فى صفوف الأسوياء ، وتقول " هم لا يقلون فى ذكائهم وقدراتهم الذهنية عن باقى الأطفال ولكنهم يحتاجون رعاية خاصة وتعامل مناسب يمكنهم من التغلب على مشكلتهم الصحية وتجاوزها "وتضيف "جميع محافظات الجمهورية بدأت تقوم بتوفير فصول دراسية "دمج " للأطفال ضعاف السمع عدا محافظة الإسماعيلية. فى الوقت الذى بدأت فيه كلية التربية بجامعة "قناة السويس" هذا العام تخريج الدفعة الأولى من خريجى التربية الخاصة ، وتطالب أن يتم توظيف هؤلاء الخريجين والاستفادة من علمهم ودراستهم وافتتاح فصول دمج داخل كل حى سكنى أو حتى داخل المركز لاستيعاب أطفالنا. وتقول " أم هدى "9 سنوات" المدرسين فى المدرسة فشلوا فى التعامل مع طفلتى على مدار عامين دراسيين ورغم أن طفلتى كانت بدأت تستجيب مع تركيب السماعات وجلسات التخاطب لنطق الكلمات إلا أننى اضطررت بعد كل هذه المعاناة أن الحقها بمدرسة الصم والبكم وللأسف هذا قضى على طفلتى تماما وبدأت تتعلم لغة الإشارة وتناست الحروف والكلمات التى كانت قد بدأت تنطقها ". وتقول "أمل أحمد" والدة الطفل "على" 8 سنوات" : إننا نعانى معاناة كبيرة مع انعدام الرعاية الصحية لأطفالنا "وتطالب بضرورة توفير كوادر طبية بالمستشفيات الحكومية أو المستشفى الجامعى لمتابعة حالات الأطفال الصحية معه. وقالت : إن طبيبة واحدة فقط تأتى ثلاثة أيام فى الأسبوع بمستشفى جامعة قناة السويس ولا يوجد بديل لها وأكدت أن أهالى الأطفال يعانون تكلفة صيانة سماعات الأطفال والبطارية وقالت : إن التأمين الصحى لا يوفر سماعات جيدة وأن الأهالى يضطرون لشراء السماعات على نفقاتهم الخاصة والتى تتعدى تكلفتها "8000 جنيها" وتحتاج لصيانة دورية .وتقول : إن الدولة تتجاهل تماما هؤلاء الأطفال ولا توفر لهم أية رعاية صحية لازمة فى الوقت الذى توفر فيه الرعاية الكاملة بالدول العربية الأخرى لهؤلاء الأطفال . ويقول "عادل عبد العظيم" وكيل وزارة التربية والتعليم بالإسماعيلية : إن هناك دراسة جدية لمطلب أولياء الأمور وإقامة فصل دراسى للأطفال داخل أحد المدارس الحكومية ، وأكد أن مديرية التربية والتعليم ليس لديها أية إحصاءات رسمية بحصر أعداد هؤلاء الأطفال واحتياجاتهم فى كل مركز .