زيلينسكي يصرح بأن الرئيس الأمريكي لم يتخذ بعد قرارا نهائيا بشأن صواريخ توماهوك    ترامب: الحرب في غزة انتهت والإدارة الجديدة ستبدأ عملها بسرعة كبيرة    صلاح وزوجته يحتفلان بالتأهل في أرضية ستاد القاهرة    البطاقة 21.. غانا تتأهل لكأس العالم 2026    سعفان الصغير: باب المنتخب مفتوح للجميع    مصرع شخصين في انقلاب سيارة بطريق مصر – الفيوم    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. مقتل صالح الجعفراوي خلال اشتباكات بين حماس وعائلة فلسطينية في غزة.. ترامب يغادر البيت الأبيض بعد قليل متجها إلى الشرق الأوسط.. والرئاسة الفرنسية تعلن تشكيل حكومة جديدة    مياه الشرب بدمياط تعلن فصل خدمات المياه عن قرية السنانية 8 ساعات    بدء تحرك الحافلات مع الصليب الأحمر لاستلام الأسرى الفلسطينيين (فيديو)    منتخب المغرب للشباب يفوز على أمريكا ويتأهل لنصف نهائى كأس العالم    عبد الظاهر السقا: تنظيم أكثر من رائع لاحتفال المنتخب بالتأهل لكأس العالم    نادر السيد يكشف تفاصيل مسيرته فى الملاعب حتى الاعتزال: لم انتقل من الزمالك للأهلي مباشرة.. قررت أكون حارس مرمى وأنا عمري 7 سنين.. بطولة أفريقيا 93 مع الزمالك كانت ملحمة.. واعتزلت كرة القدم عندما فقدت شغفي    رئيس الوزراء البريطانى يصل إلى شرم الشيخ للمشاركة فى قمة السلام    حصيلة ممتلكات سوزي الأردنية.. 3 وحدات سكنية ومحافظ وحسابات بنكية.. إنفوجراف    محمود حميدة وشيرين يشاركان فى مهرجان القاهرة بفيلم شكوى رقم 713317    غريب في بيتك.. خد بالك لو ولادك بعتوا الصور والرسايل دي ليك    محمد الشرقاوي لليوم السابع: عروض فرقة المواجهة والتجوال في رفح 18 أكتوبر    أنواع الأنيميا عند الأطفال وأسبابها وطرق العلاج    حسام حسن: أتشرف بالتأهل لكأس العالم لاعبا ومدربا.. وصلاح شقيقي الأصغر    إبراهيم حسن: لماذا لا نحقق نتائج المغرب في كأس العالم    زيزو: الوصول لكأس العالم كان أحد أحلامي.. والتصفيات كانت صعبة    فرنسا تُعلن تشكيل حكومة جديدة برئاسة لوكورنو لتجاوز الأزمة السياسية    ترامب: الصراع في غزة انتهى والإدارة الجديدة ستباشر عملها قريبًا    الأولى على القسم الجامعي "تمريض": التحاقي بالقوات المسلحة حلم الطفولة وهدية لوالدي    بعد تجاوزات إثيوبيا غير القانونية.. مصر تكشر عن أنيابها في أزمة سد النهضة.. متخصصون: ندافع عن حقوقنا التاريخية في نهر النيل والأمن المائي خط أحمر    نائب محافظ قنا يتفقد عددًا من الوحدات الصحية لمتابعة جودة الخدمات المقدمة للمواطنين    حبس رجل أعمال متهم بغسل 50 مليون جنيه في تجارة غير مشروعة    خبير تربوي يضع خطة لمعالجة ظاهرة العنف داخل المدارس    القائمة الكاملة لأسعار برامج حج الطبقات البسيطة ومحدودي الدخل    البنك المركزي يقبل سيولة بقيمة 125.6 مليار جنيه في عطاء أذون الخزانة اليوم    الغرف السياحية تكشف تأثير قمة شرم الشيخ على مدينة السلام    وزير الصحة يلتقي الرئيس التنفيذي لمعهد WifOR الألماني لبحث اقتصاديات الصحة    هل التدخين يبطل الوضوء؟ أمين الفتوى: يقاس على البصل والثوم (فيديو)    أسامة الجندي: القنوط أشد من اليأس.. والمؤمن لا يعرف الإثنين أبدًا    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : أول الحذر..ظلمة الهوى000؟!    نوفمر المقبل.. أولى جلسات استئناف "سفاح المعمورة" على حكم إعدامه    ابن النادي" يتصدر تريند "إكس" بعد تصاعد الأحداث المثيرة في الحلقات الثالثة والرابعة (صور)    بيحبوا يصحوا بدري.. 5 أبراج نشيطة وتبدأ يومها بطاقة عالية    بعد مصرع الطفل " رشدي".. مديرة الامراض المشتركة تكشف اساليب مقاومة الكلاب الحرة في قنا    تأجيل إستئناف المتهم الرئيسي ب " تظاهرات الألف مسكن "    الخريف.. موسم الانتقال والحنين بين دفء الشمس وبرودة النسيم    رئيس منطقة مطروح الأزهرية يكرم الطالبة هاجر إيهاب فهمي لتفوقها في القرآن والخريدة البهية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم 12-10-2025 في محافظة الأقصر    مي فاروق: أغنية «باركوا» علامة في كل الأفراح.. ومشاركة زوجي في ألبوم «تاريخي» صدفة    أوسكار عودة الماموث.. فيلم يخطو نحو الإبهار البصري بقصة إنسانية مؤثرة    دمياط: فصل المياه في بعض المناطق منتصف الليل حتى الثامنة صباحا    الخريف موسم الانتقال... وصراع المناعة مع الفيروسات الموسمية    بالأسماء.. الرئيس السيسي يُصدر قرارا بتعيينات في مجلس الشيوخ    "سلامة الغذاء" تنفذ 51 مأمورية رقابية على السلاسل التجارية في أسبوع    الضرائب: الفاتورة الالكترونية والإيصال الإلكتروني شرط أساسي لإثبات التكاليف ورد ضريبة القيمة المضافة    وزارة الصحة: 70% من المصابين بالتهاب المفاصل عالميا يتجاوز عمرهم ال55 عاما    تنفيذ ورش تدريبية مجانية لدعم الحرف اليدوية للمرأة في الأقصر    "الوطنية للانتخابات" تواصل تلقي طلبات الترشح لانتخابات مجلس النواب 2025 لليوم الخامس    مراكز خدمات «التضامن» تدعم ذوى الهمم    مدارس التكنولوجيا تعيد رسم خريطة التعليم الفنى    مصر تتسلم رئاسة المنظمة الدولية للتقييس "أيزو" لمدة 3 أعوام بعد فوز مشرف ومستحق    استبعاد معلمي الحصة من حافز ال 1000 جنيه يثير الجدل.. خبير تربوي يحذر من تداعيات القرار    وزير الأوقاف فى الندوة التثقيفية بالإسماعيلية: الوعى أساس بناء الوطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمريكا خسرت الرهان على «الإخوان»
نبيل فهمى وزير الخارجية الأسبق ل«الوفد»:
نشر في الوفد يوم 22 - 09 - 2022


تيار الإسلام السياسى يهدف إلى تغيير الهوية المصرية
السفير نبيل فهمى وزير الخارجية الأسبق، صاحب بصمات واضحة أثناء توليه حقيبة «الخارجية»، فى لحظات فارقة عقب ثورة 30 يونية، حيث تولى وزارة الخارجية فى الفترة من يوليو 2013 إلى يونية 2014، وكانت هذه الفترة من أصعب الفترات لإدارة السياسة الخارجية المصرية عقب الثورة.
«فهمى» الذى رصد كل هذه الأحداث فى كتابه الأخير «فى قلب الأحداث» من مواليد نيويورك 1951م وهو دبلوماسى مصرى مخضرم، شغل منصب سفير مصر فى الولايات المتحدة الأمريكية، وفى عام 2009، تم تعيينه عميدًا لكلية العلاقات العامة فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وهو ابن إسماعيل فهمى وزير الخارجية المصرى الذى استقال أثناء مفاوضات كامب ديفيد عام 1979م وعمل فى البعثة المصرية بمقر الأمم المتحدة فى جنيف، وفى أواخر الثمانينيات عمل مستشارًا فى البعثة المصرية للأمم المتحدة بنيوريوك فى عهد السفير نبيل العربى، وكان تخصصه هناك (نزع السلاح). كما عمل «فهمى» سفيرًا عام 1997 باليابان حتى عام 1999، وكان آخر منصب تقلده هو وزير الخارجية فى حكومة الدكتور حازم الببلاوى عام 2013، وحينما أعلن رئيس الوزراء الأسبق إبراهيم محلب فى عام 2014، عن التشكيل الوزارى الجديد بعد استقالة حكومة «الببلاوى» احتفظ «فهمى» بمنصبه الوزارى كوزير للخارجية حتى غادر منصبه.
نجاح «الحوار الوطنى» مشروط بقبول الرأى الآخر
«الوفد» التقت السفير المصرى المخضرم نبيل فهمى وزير الخارجية الأسبق، وهذا نص الحوار،،
بداية.. هل من الممكن أن تلخص لنا حالة العالم العربى كما ترصدها الآن؟
بإيجاز شديد، المجتمع الدولى عامة فى حالة اضطراب، والعالم العربى جزء من هذا المجتمع، ومن ثم يتاثر سلبيًا، وإنما يشهد كذلك تحديات ومشكلات إقليمية ووطنية، وعليه الوضع العربى الآن أمام عاصفة مكتملة، لأن النظام الدولى يمر بأزمة والوضع العربى مهتز ويحتاج إلى تقويم حتى يستطيع التعامل مع التحديات والمخاطر المتزامنة، تعدد القضايا الخلافية، النزاعات والخلافات الشرق أوسطية، وتفاقمها إقليميًا وفى إطار دولى مضطرب للغاية، سياسيا واقتصاديًا واجتماعيًا، يجعل الوضع العربى السياسى على المحك، بالنسبة للمستقبل.
من المسئول عن الوضع العربى الراهن وهل يمكن إلقاء اللوم على ثورات الربيع العربى فقط فى التسبب فى الحال الذى وصل إليه العرب؟
مرة أخرى العالم العربى جزء من المجتمع الدولى، ففى حالة وجود اضطراب دولى، فمن المنطقى أن يكون هناك أيضاً قلق واضطراب عربى، تفاقمت الأمور فى منطقتنا أكثر من مناطق أخرى، لاعتبارات عديدة من أهمها، أن العالم العربى ظل طويلًا لعقود من الزمن، يعتمد أكثر من اللازم على أطراف أجنبية، فى ضمان أمنه القومى، فى توفير غذائه، وفى تنمية اقتصاده، عندما اضطرب الوضع الدولى، اضطرب الوضع العربى، يضاف إلى ذلك أن الاعتماد المبالغ فيه على الغير، خلق عدم اتزان أمنى واقتصادى فى الشرق الأوسط بين أطراف عربية وأطراف غير عربية لم تعتمد كما اعتمد العرب على أطراف أجنبية بنفس القدر، وليس من المبالغة القول أن الأسواق العالمية حصل لها عولمة، وإنما القضايا والنزاعات حصل لها أقلمة فى الوقت نفسه، وهو ما ازداد تعقيدًا وخطورة مع الخلل فى ميزان القوة، وأضيف إلى ذلك أن الكثير من الدول العربية كان يغيب عنها الحكم الرشيد الكفء، مما أضاف عدم الاستقرار إلى المعادلة.
الموقف الأمريكى فى «سد النهضة» لا يساند الجانب المصرى
كيف ترى الجدل الدائر حول ما يطلق عليه «النيتو العربى» وهل هو مطروح بالفعل على الساحة السياسية الآن؟
«النيتو الغربى» كان «نيتو» يواجه الاتحاد السوفيتى سابقاً، آنيا وإيديولوجيا، فيما بين العرب فى إطار الجامعة العربية هناك منظومة دفاع مشترك لكن غير فعالة، وهى فى الأساس كانت موجهة ضد قضايا الاحتلال، وعلى رأسها الاحتلال الإسرائيلى لأراض فلسطينية وعربية قبل ذلك، ويجب التدقيق فى الصياغات، فاستخدام تعبير «نيتو عربى» أو «نيتو شرق أوسطى» وضع فى سياق تشكيل تحالف يوجه ضد إيران بالتحديد، وليس فى المصلحة أن تدخل أطراف عربية فى تحالف عسكرى ضد إيران، وقد تحدثت فى ذلك صراحة دول عديدة، فسجلت مصر أن هذا الموضوع لم يناقش، واعترضت الإمارات والسعودية على نفس الأمر، رغم تحفظهم على قلقهم من المواقف الإيرانية، وقد أعلن صراحة أن الدخول فى تحالف عسكرى أمنى ضد طرف آخر شىء ليس مطروحاً، فإذن فى رأيى- أنه تنظير جدلى الغرض منه الدفع من مكانة الجانب الإسرائيلى، وتحويل مركز الأمان من الولايات المتحدة إلى إسرائيل فى مواجهة المخاطر الشرق أوسطية، وهذا تحول مصطنع غير صادقٍ وغير سوى.
كيف ترصد الصراع العربى - الإسرائيلى فى ظل النكبات العربية خاصة فى الأراضى الفلسطينية؟ وكيف ترى مصطلح «دمج إسرائيل فى المنطقة» خاصة بعد زيارة «بايدن» للشرق الأوسط مؤخرًا؟
بصراحة.. إسرائيل جزء من المنطقة جغرافيا، وفيما بينها وبين عدد من الدول العربية بما فيها مصر اتفاقيات سلام، حتى ما قبل الاتفاقيات الإبراهيمية الحالية، المسألة أن هناك سياسات إسرائيلية وواقعًا إسرائيليًا غير مشروع فى احتلال الأراضى العربية، وبالتحديد فى الأراضى الفلسطينية فى الضفة الغربية والقدس ومحاصرة غزة، فضلًا عن الأراضى السورية فى الجولان، وهناك نزاع أيضاً مع لبنان، فالقبول بها كشريكٍ بالمنطقة يستلزم إنهاء الاحتلال للأراضى الفلسطينية، اعترف أن الاهتمام اليومى بالقضية الفلسطينية انخفض كثيراً، نتيجة لتفاقم وتعدد النزاعات والاضطرابات الإقليمية الأخرى على طول شمال أفريقيا وامتدادًا إلى المشرق العربى وجنوبًا تجاه الخليج، نزاعات فيما بين عرب وغير عرب، وقد يتم تسليط الأضواء على قضايا أخرى مرحلية، إنما قضية احتلال أراضى وسلب الحق الفلسطينى دولته وممارسة هويته الوطنية لن تزول، وسيعاد الاهتمام بها مستقبلاً، وأدعو الأطراف الفلسطينية أن تنشط فى التأكيد على ثوابت الحل السلمى والحق الفلسطينى، وفى التأكيد على مخالفات إسرائيل القانونية تجاه الشعب الفلسطينى تحت الاحتلال، إسرائيل كدولة محتلة وفقًا للقانون الدولى تتحمل مسئولية تأمين وحماية الشعب الفلسطينى تحت الاحتلال، هناك مخالفات إسرائيلية فى التوسع الاستيطانى، والعديد من القضايا الأخرى، إذن على الجانب الفلسطينى التأكيد على قضيته، وممارسة ضغط سياسى بالأدوات المتاحة حالياً، مع التركيز على الجانب الإنسانى والقانونى إلى أن تتهيأ الظروف لتنشيط المفاوضات مرة أخرى، وأعلم أن الجانب الفلسطينى يعتزم التحرك مرة أخرى لتنشيط فكرة أن يقبل فى الأمم المتحدة كدولة عضو تحت الاحتلال، وهذا فى حد ذاته يعيد التذكير بالقضية حتى وإن تعرض لفيتو أمريكى من الولايات المتحدة، وقد أقرت الجامعة العربية بالأمس القريب تأييد المجلس العربى لهذه الخطوة.
العرب يواجهون «عاصفة مكتملة».. والعالم فى حالة اضطراب
البعض يرى أن الجامعة العربية وصلت إلى نفقٍ مسدودٍ وأنَّ الحاجة إليها تلاشت فى القضايا الإقليمية المحورية فما رأيك أم أن الوضع الراهن يقتضى ضرورة الإبقاء عليها كهيكل عربى جماعى فعَّال؟
أرى من الأهمية الإبقاء على الجامعة العربية، وأتفهم أن قدرة الجامعة العربية على توفير الحلول المرجوة تتضاءل فى ظل الخلافات العربية، ومع هذا أرى أنها تجمع عربى مهم بل ضرورى وتزداد أهميته فى مراحل الاختلاف بقدر ما تصعب مهمته فى هذه المراحل، فالمسألة ليست تجمعًا للاحتفال، بل هى تجمع لبناء المستقبل وحل القضايا الحالية والتاريخية، وأدعو العرب إلى توظيف الجامعة العربية توظيفًا أفضل، فمسألة أننا لا نجتمع على مستوى القمة إلا عندما يكون هناك اتفاق شىء مستغرب جدًا، ولذلك فإننى سعيد بأنَّ قمة الجزائر ستعقد فى نوفمبر القادم، فعلينا الاجتماع بشكل دورى حتى مع وجود اختلافات لمناقشة تلك القضايا وعلى الجامعة العربية كمؤسسات أن تنشط فى ابتكار أفكار تساعد على بلورة توافقات عربية، وفى رأيى أن زيارة «بايدن» للمنطقة كانت فى الأساس لأغراض انتخابية أمريكية، وأعنى بذلك أنه كان له هدفان: أولًا ضبط أسعار البترول العالمى، لأن هذا يؤثر فى الوضع الاقتصادى الأمريكى، ويؤثر فى فرص نجاح الحزب الديمقراطى فى انتخابات الكونجرس نوفمبر القادمة، الهدف الثانى كان تقويم العلاقات الأمريكية مع الحليف الإسرائيلى، وأيضاً مع بعض الحلفاء أو الأصدقاء العرب تمهيدًا لدخول الولايات المتحدة فى الاتفاق النووى مرة أخرى مع إيران، وهو استكمال لتنفيذ وعد أعلنه «بايدن» فى الحملة الانتخابية السابقة بأنه سيعود للاتفاق النووى، علما أن فرص التوصل إلى اتفاق قلَّت كثيرًا خلال الأيام الأخيرة لعدم التوافق حول الاقتراح الأوروبى، ومن ثم فالزيارة كلها كانت لأغراض انتخابية قادمة ولأغراض انتخابية سابقة، ولم تكن الزيارة بغية استقرار الشرق الأوسط أو بغية تشكيك أوضاع شرق أوسطية جديدة، وما تردد عن احتمال تشكيل «نيتو» شرق أوسطى هو تسريبات إسرائيلية فى الأساس، للاستفادة من أى تحرك أمريكى حتى لو كان تحركًا غير راضية عنه بسبب الاتفاق النووى مع إيران.
زيارة «بايدن» الأخيرة لأغراض انتخابية.. ولا تستهدف استقرار المنطقة
كيف رأيت التقارب الأمريكى مع جماعة الإخوان المسلمين خاصة أن سيناريو الأحداث التى وقعت عام 2011، حتى سقوط الجماعة من سدة الحكم دفع الكثير للحديث عن مؤامرة ثنائية بين الإخوان وواشنطن؟
الساحة الأمريكية ساحة حوار مفتوحة، مثلها مثل أغلب الساحات الغربية، ترتب على ذلك استغلال تيارات مختلفة لهذه الساحة للترويج لأفكارها، فجماعات الإسلام السياسى «الإخوان» بالتحديد استغلت الاضطراب الأمريكى بعد أحداث 11 سبتمبر فى «2001» بأن تطرح نفسها كالبديل المعتدل، هذه ناحية، ومن ناحية أخرى كان هناك تيار أمريكى بالفعل يرى أن تيار الإسلام السياسى سيفوز فى السباق السياسى فى الشرق الأوسط فى نهاية المطاف، كان ذلك فى المستقبل القريب أو المستقبل البعيد، وهو تقدير خطأ، وبعد طرد شاه إيران وأحداث الجزائر فى الثمانينيات انتشرت الرؤى الأمريكية بأنَّ التيار السياسى الإسلامى سيفوز ويغلب فى الشرق أوسطية، فإذن التوجه الأمريكى لم يكن دعمًا للإخوان قناعة بالأيديولوجية الإخوانية، إنما كان منطلقه أنه يجب أن نلتف حول الفائز الجديد، المفهوم الأمريكى مفهوم مادى، يريد أن يكون دائمًا مع الطرف الأقوى، فتقديرهم كان أن الإخوان سيكونون الطرف الأقوى فى المنطقة، ولذلك صدموا عندما وجدوا أن هذه التجربة لم تنجح فى مصر وتونس بصفة عامة، إذن بالفعل كان هناك ارتياح أمريكى للتوجه السياسى الإسلامى، إنما لم يكن هناك تبنٍ للفلسفة السياسية الإسلامية، وأيًا كان توجههم أعتقد أنها كانت قراءة خاطئة من جانب الأمم المتحدة وانعكاسًا لضعف تقدير الولايات المتحدة للشارع العربى.
الدخول فى تحالف عسكرى ضد إيران ليس فى صالح الأطراف العربية
فى رأيك ما الظواهر الجديدة التى من الممكن أن تخلفها الحرب الروسية – الأوكرانية وهل سنشهد تحالفات جيواستراتيجية عالمية جديدة وحالة من الاستقطاب السياسي؟
كما ذكرت المجتمع الدولى يمر بعاصفة مكتملة، فالنظام الدولى المعاصر أقيم على أساس نتائج الحرب العالمية الثانية منذ «70» سنة عندما انتهت الحرب إلى قطبين، قطب غربى برئاسة الولايات المتحدة وقطب شرقى برئاسة الاتحاد السوفيتى، وفى آخر الثمانينيات انهار الاتحاد السوفيتى، وشهدنا صعودًا آسيويًا صينيًا هنديًا، ثم صعودًا متعددًا لأطراف عديدة، فإذن نتائج الحرب العالمية الثانية ونظام القطب أو القطبين انتهى، وأود الإشارة إلى أن أقطاب الحرب العالمية الثانية مارسوا السياسة ووضعوا نظامًا دوليًا على أساس نظريتين، النظرية الأولى: أن الغرب والشرق يشكلان توازن قوى بينهما كل منهما يرضى عن الثانى، بدون تجاوزات فجة، لكن ستكون هناك بعض التجاوزات، النظرية الثانية، أن لكل منهما ساحة نفوذ لا يتخطاها الطرف الآخر جذرياً، بمعنى أن يكون هناك توازن قوى بينهما وأنَّ حركة كل منهما لا تتجاوز نقاط معينة، وهناك أمثلة سريعة تذكر مثل أزمة الصواريخ السوفيتية فى كوبا، حيث أعلنت الولايات المتحدة أن هذا غير مقبول وأنَّ هذا قد يؤدى إلى صدام نووى، فسحب الاتحاد السوفيتى صواريخه، ومن جانبها تجنبت الولايات المتحدة التوغل جذريًا فى شرق أوروبا إلى أن انهار الاتحاد السوفيتى. وعندما انهار قطب من القطبين، أصبح هناك اضطراب لأنه لايوجد توازن قوى وكل طرف يتوغل فى ساحة النفوذ الأخرى، وهو ما شهدناه فى أوكرانيا، فلا يمكن لدولة أن تدخل دولة أخرى صغيرة وتحتل أراضيها، فهذا يخالف القانون، ولذلك انتقدت الدخول الروسى إلى أوكرانيا، إنما لكى أكون صريحًا وعادلاً، أعتقد أن الغرب استفز روسيا كثيرًا، لأنه دخل فى مناطق ساحات النفوذ الروسية من نقاط مختلفة، وكلاهما أخطأ، لأنهم ظلوا يتعاملون مع النظام الدولى على أساس قطبين، وعلى أساس أن لكل منهما حقًا فى مساحات نفوذ وبقية العالم يتحرك فى غير ذلك.
يجب الحفاظ على «الجامعة العربية» مهما كانت خلافات الأعضاء.
ومع انتهاء قطب من القطبين ومع ظهور النمر الصينى وتعدد نقاط النفوذ عالميًا، أصبح المجتمع الدولى مضطربًا، وفى اعتقادى أن المجتمع الدولى سيعاد تشكيله على مدار 5 سنوات أو عقد كامل فى سياق عولمة الأسواق وأقلمة النزاعات، قد تجد الصين نشطة فى ساحة معينة أمنيًا وسياسيا وغير نشطة فى ساحات أخرى أمنيًا وسياسيا، وتجد روسيا وليست الاتحاد السوفيتى قدراتها أقل فى ساحات معينة وغير نشطة فى أخرى، فهناك تحالفات مختلفة حسب الموضوع، والولايات المتحدة رغم تفوقها العسكرى والاقتصادى، مرهقة عملياتيًا، فقد أعلن «بايدن» صراحة قبل حضوره للشرق الأوسط أنه أول رئيس جمهورية أمريكى يحضر للشرق الأوسط دون أن تكون القوات الأمريكية فى عملية اشتباك على الأرض، لأن بعد «أفغانستان» وقبلها «العراق» الساحة الأمريكية لم تعد تتقبل الدخول فى نزاعات عسكرية كثيرة، إذن سيتم إعادة تشكيل النظام الدولى تنتشر فيه عولمة الأسواق وأقلمة النزاعات، والأطراف التى كانت تعتمد على الغير فى دعم عسكرى لابد أن تعيد توازن وضعها الأمنى، وهذا ينطبق أيضاً على الشرق الأوسط، وأعتقد أن التوترات فى أوكرانيا هو أعراض المشكلة وليست المشكلة فى حد ذاتها، وإنما هو تأكيد على أننا نمر حاليًا بمرحلة إعادة ترتيب النظام الدولى.
الأديان لا تزال تشكل أحد العوامل المهمة للصراعات العالمية وهناك رؤية تشير إلى أن الحرب الروسية – الأوكرانية هى بالأساس ذات أبعاد دينية فما رأيك فى هذا الطرح؟
واجه العالم مع العولمة سؤالًا ذاتيًا، فقد شاهدنا مدى نجاح البعض، وتفوق البعض اقتصاديًا وأمنيًا، وشاهدنا أيضاً مدى معاناة البعض الآخر فى التعامل مع أوضاعه، إذن التناقض وعدم العدالة فى استفادة أطراف مختلفة، أثار تساؤلات عديدة بما فيها تساؤلات ذاتية عن الهوية، بمعنى أن انتشار نظام العولمة خلط الأوراق بين الأمريكى والفرنسى والأفريقى والآسيوى، وجعل الكثيرين يتساءلون نحن من بالضبط؟ ولذا ستجد أنه فى الساحات الصناعية والزراعية فى الدول المتقدمة والدول النامية، فى تنامٍ فى التوجه المحافظ، تنامٍ فى السعى إلى إيجاد هوية ذاتية، والهوية الذاتية فى كثيرٍ من الأحيان ترتبط بالدين، فهناك تنامٍ فى التيار الدينى فى مختلف أنحاء العالم، لكن لا يعنى هذا أن النزاع فى أوكرانيا هو نزاع دينى، فهو نزاع جيواستراتيجى لا يرتبط بالدين، لكن هناك تنامياً دينياً فى كل المجتمعات بالعالم.
الشرق الأوسط كان مسرحًا كبيرًا دارت فيه الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتى فهل الكرة تعود مرة أخرى فى الوقت الراهن، وهل سيعود الشرق الأوسط إلى لعبة الشطرنج الكبرى؟
لا أمانع إطلاقًا أن نكون فى لعبة شطرنج، إنما أريد أن نكون طرفًا فى هذه اللعبة وليس أداة يتم اللعب
بها، وفى المقام الأول الرد هنا فى أيدينا نحن إذا استمررنا على ما كنا عليه بالاعتماد على الغير أكثر من اللازم سنجد أننا مرة أخرى فى ساحة اللعبة وتحريكنا يتم من قبل الغير، أما إذا استفدنا من دروس التاريخ وتحركنا بشكل أفضل مبادرين محددين موقفنا، نستفيد من دروس الماضى وننظر إلى المستقبل، نوازن بين الاعتماد الذاتى والتفاعل الإقليمى، والاعتماد الدولى إذا أجدنا فى هذا التوازن سنساهم فى تحديد مستقبل أفضل لنا، أما إذا عدنا مرة أخرى إلى الحلول السهلة بالاعتماد على الأخ الأكبر أو القوة الكبرى فسينتهى الأمر فى النهاية إلى تكثيف أوضاعنا بما يحقق مصلحة الغير.. إذن المسألة فى أيدينا إلى حدٍ كبيرٍ.
عقب زيارة «بايدن» للشرق الأوسط بساعات أكدت جيرالدين جريفيت الناطقة الإقليمية باسم وزارة الخارجية أنه من المستحيل فرض الولايات المتحدة أى حل لأزمة سد النهضة من الخارج وأنَّ أمريكا مستعدة لتقديم الدعم للدول الثلاث مصر وإثيوبيا والسودان فما رأيك؟
أعتقد أن هذا التصريح صادق، فالولايات المتحدة ليست فى ظرف يسمح لها بفرض أى شىء على أى من الأطراف الثلاثة، أضيف إلى ذلك، أن الولايات المتحدة لها علاقات قوية مع مصر، وعلاقات قوية أيضاً مع إثيوبيا، ومن ثم لن تتجاوز أو تقف مع طرف على حساب الطرف الآخر حتى وإن رأت أن هذا الطرف على حق، فالولايات المتحدة لن تقف على مبدأ، إنما تنظر إلى المصلحة الآنية والمصلحة طويلة الأجل، فهو حق قد يراد به باطلاً، ولكنه كلام صادق، لكن نرجو أن نرى الدول الكبرى التى تتحمل مسئولية رئيسية فى الاستقرار الأمنى الدولى تقف مع الحق والشرعية الدولية ومع القانون الدولى، فكل ما نتمسك به هو قواعد القانون الدولى المنظمة للبحار، وللممرات المائية عابرة الحدود.
ما تقييمك لبيان قمة جدة الذى عبَّر عن دعم القادة للأمن المائى المصرى ولحل دبلوماسى يحقق مصالح جميع الأطراف فى أزمة سد النهضة وهل يمثل ذلك مكسبًا لمصر من قرارات القمة؟
بدون شك الإشارة إلى المصالح المصرية فى هذا المجال شىء إيجابى ومفيد، آمل أن يترجم إلى مواقف ملموسة وعلى أرض الواقع إذا لم تستجب إثيوبيا، وأتطلع أن نشهد تطورًا فى مواقف أطراف القمة فى اتصالاتها مع إثيوبيا لنقل هذه الرسالة بوضوح، بما فيها من حوافز فى حالة وجود اتفاق وفيها أيضاً من تنويه بأنه لا يمكن السكوت على ما يتم المساس به من المصالح المصرية.
ملف إيران استحوذ على النصيب الأكبر من قمة جدة مؤخرًا خاصة أن كل البيانات أكدت على منع إيران من امتلاك السلاح النووى.. كيف رأيت ذلك؟ وهل ترى أن عودة العلاقات المصرية- الإيرانية لابد أن تتصدر أولوية السياسة الخارجية المصرية؟
المجال النووى العسكرى وهو مجال استراتيجى لا أقبل بالغموض أو الاستثناءات فيه، فهو مجال يهدد الأمن القومى عن عمدٍ أو خطأ، مجال خطر، إذا شاهدنا فى سياقه سياسات خاطئة، أو سياسات خشنة، ولذا لا أقبل بأى غموض فى الالتزامات ولا أقبل بأية استثناءات، أعنى بذلك يجب أن يكون الاتفاق النووى مع إيران واضحًا بجلاء، فى جانبها النووى والإقليمى، لكن يجب أيضاً التعامل مع الاستثناء الإسرائيلى ووجود إسرائيل خارج المنظومة الدولية لمنع انتشار النووى، فلا أقبل بالغموض الإيرانى ولا الاستثناء الإسرائيلى. وكلاهما يؤثر على الأمن القومى المصرى.
كيف ترى الوضع فى حدودنا الشرقية مع إسرائيل وقطاع غزة والغربية مع ليبيا، وجنوبًا مع السودان؟
بدون شك الوضع فى جميع هذه الساحات خطر، وأضف إلى ذلك الحدود الشمالية، «البحر الأبيض المتوسط» فالوضع فى ليبيا مؤسف ويؤثر فى ترتيبات أمنية مصرية على الحدود، فعدم وجود منظومة دولة وطنية فى ليبيا مستقرة يفتح مجالًا لتيارات عديدة ويفتح مجالًا لتجاوزات من قبل توجهات مختلفة، وأضف إلى ذلك أن تعدد الأطراف المتنازعة على الساحة الليبية يجعل هناك بركانًا قابلًا للانفجار فى أى وقت، الوضع فى البحر الأبيض المتوسط أقل توترًا بدون شك عن أى مناطق أخرى وإنما التوترات التركية اليونانية بالتحديد تخلق دائمًا احتمالًا للصدام، وإذا نظرنا شرقًا هناك وضع أكثر استقرارًا داخل سيناء، إنما بعد الحدود المصرية نرى غياب حل للنزاع الممتد أكثر من سبعين عامًا يمكن الشعب الفلسطينى أن يمارس حقه الوطنى بجوار إسرائيل حتمًا هذا يخلق توترًا واضطرابًا ويخلق مجالًا للانفجار فى أى وقت، ومن ثم نجد أنفسنا فى موقف رافض للاحتلال الإسرائيلى، رافض للتعنت ضد الشعب الفلسطينى، ونشعر بالقلق من تداعيات ذلك على الأمن القومى المصرى أيضاً، فى سيناء وغير ذلك، الوضع المشرقى غير مستقر فما نشهده فى سوريا والعراق ويؤثر فى سوريا والعراق، يؤثر على استقرار هذه المنطقة ويؤثر على استقرار الساحة المحيطة بها مثل الأردن وغير ذلك، وأعتقد أن الاجتماعات التى تتم بين مصر والأردن والعراق اجتماعات مفيدة للغاية، وغياب سوريا عن اجتماعات الجامعة العربية يعكس أن هناك شيئًا منقوصًا غير طبيعى، وكنت أتمنى أن تكون القمة القادمة فرصة لعودة سوريا ولكن هذا لن يتم، فهناك نوع من القبول بأنَّ المناخ لم يصل بعد بشكل مناسب للعودة، ولكننى أدعو سوريا والعالم العربى للتحاور بشكل أكثر جدية، أما الحدود الجنوبية لمصر فمازالت قضية المياه هى القضية الأساسية وستظل أيًا كان فهناك نمو سكانى ممتد ومتواصل فى مصر يفرض علينا التزامات معينة، وهناك عدم انضباط مائى على مياه النيل عبورًا بالسودان يمنع السودان من استثمار المناطق الزراعية بشكلٍ كاملٍ، وعدم وجود اتفاق إطارى للدول الثلاث حول ما يسمى بسد النهضة غير سليم.
ملف العراق الآن كيف تراه؟
أرى أن أسباب التوترات الرئيسية هو المنظومة التى وضعتها الولايات المتحدة ما بعد دخول العراق فى أوائل هذا القرن والصياغة الطائفية التى تم وضعها تخلق المجال للتنازع الطائفى المرتبط بالهوية الطائفية وليست الهوية الوطنية، ومنذ عامين كانت هناك بوادر تقدم فى العراق، وحينذاك عبرت عن ترحيبى بذلك واعترفت أننى كنت لا أتوقع أن نشهد هذا التقدم خلال هذه الفترة، لكننا وجدنا هناك ردة مرة أخرى، لأن المساس بالهوية الوطنية شىء خطير ويؤدى فى النهاية مع أى خلل فى المطالب أو المصالح أو التوازنات إلى تفتيت لكيان الدولة، أرجو أن يتجاوز العراق الظرف الحالى لمصلحة العراق ولمصلحة العالم العربى أيضاً.
أفريقيا ظلت أسيرة للنفوذ الأجنبى وسلب ثرواتها الطبيعية والصراعات الداخلية والقبلية فإلى متى ستظل القارة السمراء مسرحًا للصراعات الدولية وما السبيل لتحقيق النهضة الأفريقية؟
رغم مشكلات أفريقيا وتأخرها فى التنمية لكننى أرى أن الحالة الأفريقية من أفضل الحالات فى الساحة الدولية، قد يتفوق عليها قليلا الوضع فى آسيا، وأيقنت القارة الأفريقية بعد أن عانت من الاستعمار الأوروبى القديم لسنين طويلة أن إعادة كتابة التاريخ ليس من مصلحة أحد، وأيقنت أن الاعتماد على الغير لن يحقق لها ما تريد، ولذلك وجدنا معدلات النمو فى أفريقيا أسرع من معدلات النمو فى كثيرٍ من الدول الصناعية، نقطة البداية منخفضة للغاية، ومن ثم مازال هناك مجال واسع للتنمية للوصول إلى نفس المرتبة، إنما هناك تحرك إيجابى اقتصادى فى أفريقيا لاتجاه هذه الدول للاعتماد على الذات، فضلا عن الاستثمار الجيد للشباب، وأعتقد أن نسبة المبادرة الذاتية فى أفريقيا من قبل الشباب مرتفعة جدًا، هذا لايعنى أن الطريق سهل ولا يعنى أن أفريقيا لاتحتاج إلى مساعدة، فمشكلة أفريقيا المديونية الضخمة المتراكمة من سنوات طويلة، وتفاوت نسبة الفقر مقارنة بمناطق أخرى، لكن معدل النمو سريع، إنما لكى نصل إلى المستويات المقبولة لابد أن يكون هناك دعم لأفريقيا، إنما التوجه السياسى الاقتصادى إيجابى بصراحة، وينطبق نفس الشئ بالتحديد على قدرة أفريقيا على تنمية اقتصادها بأساليب صالحة للبيئة، عدم الاعتماد على توليد الطاقة بالسبل الطبيعية يعنى ضرورة التحول التكنولوجى من الطاقة التقليدية إلى الطاقة المستدامة كبديل، هذه التكنولوجيا مكلفة، ومن ثم يجب أن يكون هناك دعم دولى لتحول الاقتصاديات الأفريقية من الطاقة التقليدية إلى الطاقة المستدامة واستخدام تكنولوجيات عالية الجودة فى التصنيع.
أخيرا.. ما تقييمك لحالة الحراك السياسى فى مصر عقب دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى للحوار الوطنى؟ وما أهم الملفات التى تراها ضرورية لطرحها على رأس الأجندة السياسية؟
مصر مرَّت بثورتين فى ثلاث سنوات، وكان المطلب الشرعى من الثورتين بالمشاركة فى بناء مستقبل مصر الجديدة، والذى خرج عن هذه المعادلة بالتحديد تيار الإسلام السياسى، لأنه كان فى ذهنه هوية غير الهوية الوطنية المصرية، لكن الغالبية العظمى ممن شاركوا فى 2011 و2013 كان هدفهم بناء مصر جديدة مزدهرة، أكثر استقرارًا، ومن ثم بعد أن تم إرساء قدرٍ كبيرٍ من الاستقرار من المنطقى والمستحب أن نفتح الحوار مرة أخرى لمختلف الأطياف المصرية، اليسارى، اليمينى، الوسطى، العلمانى، وغير ذلك، وكل من يلتزم بالهوية الوطنية المصرية أهلا به، ففى رأيى دعوة الرئيس للحوار الوطنى خطوة جيدة ومنطقية فى ضوء قيام ثورتين فى ثلاث سنوات بهدفٍ واحدٍ مدى نجاحها سيرتبط بمدى استعدادنا للاستماع للرأى والرأى الآخر والقبول بالتوجه العام فى الساحة، وعلى الغالبية والأقلية الاتفاق على أن هناك رأيا والرأى الآخر طالما ظل فى إطار الحفاظ على الهوية المصرية، وهناك قضايا كثيرة يجب طرحها أولا النظام السياسى الداخلى، كيف ندير مصر سياسيا، هل سيكون بين أحزاب أم رئاسى برلمانى أم رئاسى فقط، فلابد من وجود منظومة سياسية تسمح بالرأى والرأى الآخر، والكل يقبل بقرار الأغلبية حتى أن اختلف معه فى الرأى. أيضاً يجب الحديث عن حق المواطن وحق المجتمع، فلابد أن نجد وسيلة ونناقش التباين فى القدرة الاقتصادية الوطنية، فى رأيى يجب أيضاً مناقشة دورنا الخارجى وما هى تجديات المستقبل، مع كل هذا لابد أن يكون التركيز الأول على الشباب وفى رأيى على التعليم والصحة، ليس كإجراءات فهى مسئولية الحكومة، ولكن يجب طرح منظومة التعليم وفلسفتها للنقاش وطرح الرؤى بالكامل، ففى رأيى أن التعليم والصحة حق وطنى لكن كيف يتم توفيره هذا هو السؤال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.