4 محاور تضمن حقوق العاملين ونجاح دور اتحاد الأوراق المالية ربما تكون روايتك قصيرة، ولكن اختيار كلماتها، وصياغتها بدقة قد تدفعك أن تحافظ على القمة، فالخروج من حدود التفكير التقليدى إلى الإبداع، وتحدى المستحيلات يجعلك تتخذ منعطفا مختلفا، فلا تربط نفسك بطريق معين، وسطر مسيرتك بنجاح التجارب.. لا تتمسك بما لا يليق بك، فما أكثر السعادة عندما تنجز كل ما هو له معنى فى رحلتك.. وكذلك محدثى منهجه اختيار ما تريده بعناية شديدة، كون هذا الاختيار يحدد مصيرك للأبد. يقاس نجاحك بقوة رغبتك، وكبر حلمك، وكيفية تعاملك مع العثرات فى طريقك.. اختيار الهدف والإصرار على تنفيذه، هو ما يغير كل شىء، وعلى هذا كان مشواره منذ صباه. الدكتور حاتم البنا رئيس مجلس إدارة شركة زالدى للاستثمارات، والمرشح لانتخابات عضوية مجلس إدارة الاتحاد المصرى للأوراق المالية مقعد إدارة المحافظ والصناديق.. عدم التوقف عن التطوير المستمر للذات سلاحه للحفاظ على ما يحققه من نجاحات متتالية، حب العلم والتعلم الدائم فلسفة يلتزم بها، بسيط وقادر على تحمل المسئولية والقيادة، وهو سر تفوقه، لا مكان لليأس أو الاستلام فى قاموسه. سور خرسانى يفصل الحديقة الداخلية عما خارجها، أشجار ما بين المثمرة، وما يحمل طابع الزينة، تحيط بسور الحديقة الداخلى، مجموعة من الورد والزهور تعكس ذوق الأسرة ومدى ثقافتها، المنزل عائلى يشتمل على عدد من الطوابق.. عند المدخل الرئيسى يبدو التصميم أكثر كلاسيكية، البساطة فى الأشكال والديكورات، هو الأساس فى المكان، مزيج من الألوان الذهبية والخضراء هو التصميم السائد.. لوحات تحمل العديد من الرسومات، التى تجسد وتعكس الطبيعة بأشجارها وشواطئها.. الانتيكات والمجسمات من أهم الديكورات، مجسم الخيل الذى يركض يعد رمزا للقوة والصبر والعزيمة للوصول إلى ما يريد، ومن هنا تكون الطاقة الإيجابية المستمدة لمحدثى.. الهدوء والنظام هما السائدان فى أركان المكان.. على بعد أمتار، وعلى يمين المدخل تبدو غرفة مكتبه وقد تكدست بالملفات، والكتب، المتنوعة، بمجلدات تاريخية، واقتصادية، وكتب تتعلق بشخصيات ذات دور مهم فى التاريخ. ربما نشأته فى عائلة تعمل بمجال التدريس الجامعى ساعد فى تشكيل شخصيته الباحثة عن الجديد، وإثراء حياته العملية، والعلمية، من هنا تكون غرفة مكتبه ضخمة، يتسم تصميمها باللون المكتبى البنى، القصص والروايات والاقتصاد تتصدر المشهد فى مكتبته، لكل كتاب تأثير فى شخصيته.. سطح المكتب منظم، ومرتب، لا يضم سوى بعض الملفات الخاصة بالعمل، وأجندة ورقية، لترتيب أفكاره، وتقييم أدائه العملى.. قصاصات ورقية سطر بصفحاتها مشواره العملى ببداية توحى بالتحدى والإصرار بقوله «لا ترضى عن نفسك، فتطلع دائما للأفضل». بمنطق تنمو الموهبة مع الهدوء، وتنمو الشخصية بخوض معترك الحياة، يكون تفكير الرجل، مزيج من الهدوء والحماس يسيطران على تفكيره، يتعمق فى التفاصيل، حتى يصل إلى تحليل دقيق، رؤية تبنى على الموضوعية، حينما يحلل المشهد اقتصاديا يؤسس تفسيره على العلم، والأرقام، يقول إن «المراقب والمتابع للمشهد الاقتصادى عالميا، يتبين تكرار الأزمات، وهو ليس بأمر جديد على اقتصاديات الدول، سواء نتيجة الأزمات، سواء كانت هذه المتغيرات خارجية أو داخلية، ورغم ذلك إلا أن الحكومة نجحت فى تجاوزها بأقل الخسائر، ويتكشف ذلك فى تصريحات الحكومة مؤخرا، حول الوضع الداخلى مقارنة باقتصاديات العالم، فى ظل الإجراءات الاستباقية التى تم اتخاذها». يفتش محدثى دائما عن الأفضل، ولديه القدرة على ترتيب أفكاره، وهو ما يتكشف عندما يتحدث بأن الأوضاع أفضل حالا، رغم كل التحديات التى يواجهها الاقتصاد المحلى، والتعامل معها بطريقة إيجابية، حيث أن الأمور تسير بطريقة أفضل، ويتضح ذلك من خلال معدلات النمو الاقتصادى، والناتج المحلى الإجمالى، ولكن المتغيرات الخارجية كان لها الدور الأكثر تأثيرا على تراجع قيمة العملة المحلية بسبب المتغيرات الخارجية، وتأثيرها على ارتفاع السلع، والخدمات، والطاقة، حيث تحاول الحكومة العمل على مواجهة كل ذلك، سواء فى توفير العملة، وبالتالى احتياجات تحسن الاحتياطى النقدى. متفائل الرجل بما هو قادم، ويتكشف هذا التفاؤل فى رؤيته المستقبلية للاقتصاد، حيث يقول إن «المشهد الخارجى يرسل بحالة من الهدوء القادم فى ارتفاع السلع، وأسعار البترول، ونفس الأمر فيما يتعلق بأسعار السلع الاستراتيجية بعد تحسن الأجواء الأوكرانية، الروسية بما يتيح تحرك أسعار القمح بالإضافة إلى أنه رغم هذه الأزمات إلا أنه كانت هناك إيجابيات للاقتصاد الوطنى، نتيجة إيقاف إمدادات الغاز الروسية عن دول الاتحاد الأوروبي، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الغاز، وأصبحت مصر شريك رئيسى لإمداد دول الاتحاد الأوروبي بالغاز، فى ظل الخطوات الاستباقية التى اتخذت بتعاقدات التصدير، وكذلك تدفق الاستثمارات الأجنبية، خاصة العربية فى السوق المحلية، وهو استثمار حقيقى مستدام، سوف ينعكس إيجابيا بعد اعتراف الحكومة بخطورة الاعتماد على الأموال الساخنة فى الاقتصاد. أذن كيف ترى المشهد القادم فى الاقتصاد؟ - بهدوء وتفكير مرتب يجيبنى قائلا إن «الاهتمام بوثيقة ملكية الدولة، من خلال زيادة نسبة مساهمة القطاع الخاص، سوف يعمل على تنشيط الاقتصاد، وبالتالى دفع عجلة النمو والتنمية، بسبب تجاربه السابقة، وقيامه بدورتين للإصلاح الاقتصادى، رغم أن القطاع الخاص واجه العديد من المعوقات بسبب جائحة كورونا، وتدخلت الدولة إلى أن بات الأمر مستقرا، ثم بدأت فى التخارج تدريجيا إلى أن يتمكن القطاع الخاص بتحمل المسئولية بمفرده». الإخلاص فى العمل، والحرص على تقديم إضافة أهم ما يميز الرجل عندما يتحدث عن التضخم، ومدى استمراريته فى السوق المحلى، يعتبر أن معدلات التضخم ستتراجع تدريجيا، مع تحرك عجلة الاقتصاد، والاتجاه إلى الاستثمار، وليس الاستهلاك، وهنا سوف يعمل على زيادة المعروض فى المنتج المحلى، يتبعها انخفاض فى الطلب على الاستيراد، وزيادة فى الإنتاج المحلى، بما يسهم فى توفير الاحتياطى النقدى، وذلك من خلال تحرك القطاع الخاص، مما سوف يعمل على إحساس رجل الشارع بثمار الإصلاح الاقتصادى، خاصة أن المواطن قبل جائحة كورونا راح يلمس هذا التحسن، بعد ارتفاع الناتج المحلى الإجمالى، مع استقرار معدلات النمو السكانى، وحزمة المبادرات التى تبنتها الحكومة للخروج من هذه الأزمات، ومتوقع أن يتحقق لك خلال الفترة القادمة. البساطة فى عرض التفاصيل بدقة من السمات المميزة للرجل.. عندما يتحدث عن السياسة النقدية ممثلة فى البنك المركزى، تجده أكثر حماسا، يعتبر أن قرارات البنك المركزى اتسم بالإيجابية، والجرأة التى أفادت السياسة النقدية، وحركت المياه الراكدة بالاقتصاد، ورغم الإشادة بدور البنك المركزى فى المرحلة الأولى إلا أنه لا يخف تحفظاته فى الأزمة الروسية الأوكرانية، أن البنك حاول الحد من التضخم، إلا أن ذلك لم يحدث، مما انعكس سلبيا على السوق، وكان من الأفضل تحرير سعر الجنيه. حدث جدل فى عملية رفع وخفض أسعار الفائدة بين الخبراء والمراقبين.. فهل الأفضل الاستمرار فى رفع أسعار الفائدة أم خفض أسعارها؟ .. بثقة وخبرة كبيرة يجيبنى قائلا إنه «آن الأوان للتوقف تدريجيا عن رفع أسعار الفائدة، خاصة أن الاقتصاد فى حاجة إلى التنشيط، وإقبال المستثمرين على الاستثمار والتوسعات الاستثمارية، وبالتالى يتطلب إعادة النظر فى رفع أسعار الفائدة، والتوجه إلى سياسة خفض أسعار الفائدة». لا يتوقف عن التطوير المستمرة وهو ما يمنحه ميزة، حينما يتحدث عن الاقتراض الخارجى تجده أكثر صراحة يقول أن «الاقتراض الخارجى يتطلب إدارة لإدارة الدين الخارجى، بحيث أن يتم الدراسة قبل خطوة الاقتراض، تحديد عملية توجيه أموال الاقتراض، والخطوة الأخرى مصدر سداد الاقتراض، مع مراعاة تحديد سعر الصرف فى وقت السداد، بما يعنى العمل على انتهاج فلسفة القطاع الخاص فى إدارة الاقتراض، بما يكون أكثر ملائمة». يستكمل الرجل رؤيته فى استقرار أسعار الصرف.. يقول إن «سعر الصرف نتيجة عرض وطلب، بسبب الاستيراد مقابل الصادرات، وبالتالى فى ظل الاستيراد المستمر، لابد من انخفاض العملة، وفى هذا الصدد يتطلب المشهد لتحقيق التوازن والإنتاج والاتجاه إلى الصناعة والمنتج المحلى، مع العمل على رفع السلع والمنتجات المستوردة عبر أن يكون الدولار حرا». العمل والإخلاص من السمات المستمدة من والده الدكتور الجامعى، لذلك تجده مخلصا فى تحليله ورؤيته لملف السياسة المالية، يرى أن الملف يتطلب أن يتم إدارته بتنوع، فى ظل حالة منظومة الضرائب المرهقة للمواطنين والمستثمرين، مما يدفعهم إلى التوقف عن الاستثمار، وهذا يتطلب العمل السريع على سرعة ضم الاقتصاد غير الرسمى إلى منظومة الاقتصاد الرسمى، بما يحقق الفائدة على الإيرادات، ولتحقيق ذلك يتطلب الأمر العديد من المحفزات، المتنوعة للقطاع غير الرسمى، من إعفاءات ضريبية لمدد محددة، وتبسيط التسجيل، مع تعميق الثقة لدى العاملين بالقطاع، بما يعمل على الدخول فى القطاع. «سعيك المستمر، وتتبع كل سبل الاجتهاد سوف يصل بك إلى ما ترغب» هكذا يؤمن الرجل، ونفس الأمر عندما يتحدث عن الاستثمار والوصول إلى حجم استثمار يتلاءم وإمكانيات الاقتصاد الوطنى، يعتبر أن استقطاب الاستثمارات سواء المحلية أو الأجنبية تتطلب جهودا مضاعفة، خاصة أن الاستثمار الأجنبى يركز عند ضخ الاستثمارات فى أسواق الدول إلى القدرة الإنتاجية للسوق المستهدف، ووضع البنية التحتية لهذا السوق، بما يسمح ببناء مصانع، كما تفحص حال التشريعات والقوانين بهذا السوق، والتسهيلات المقدمة، وموقف سلاسل الإمداد ومقارنتها بالأسواق الأخرى، بالإضافة إلى النظام المالى، مستشهدا فى ذلك بما شهده سوق السيارات وتخارجها من السوق المحلى، ومن أجل تحسين هذا الملف لابد من عودة وزارة الاستثمار على أن يتولى إدارتها واحد من رجال الاستثمار، وكذلك العمل على دعم الوزارة بكل ما يسهم فى تحقيق مستهدفاتها، مع فض الاشتباكات التى تكون بين الوزارات والجهات التى تحول دون إتمام المشروعات والتوسع فيها، فى ظل وجود نظام مالى قوى. لا يخفى الرجل فزعه على القطاع الخاص وما يواجهه ويعانيه من إجراءات روتينية تحول دون تحقيق مستهدفاته فى النمو التنمية، ولا يتحملها أى مستثمر، خاصة مع المنافسة غير المتكافئة من جانب الحكومة، وهو ما تدفعه إلى عدم العمل سواء كان هذا الاستثمار أجنبى أو محلى والذى يحتاج أيضاً إلى اهتمام وتذليل العقبات، كونه اللاعب الرئيسى فى السوق، القادر على استقطاب أموال أجنبية. على مدار السنوات الماضية شغل ملف برنامج الطروحات الحكومية الخبراء والمراقبين، والمبررات التى تدفع الحكومة أن تكون مترددة فى حسم الملف، لكن محدثى له رؤية خاصة فى هذا الصدد قائمة على أن الاستثمار ليس له وقت مناسب، وآخر غير مناسب، لأن صناعة الوقت يكون من الحكومة، التى مفترض أن تكون قادرة على خلق الظروف التى تسمح بالطرح، وعدم قدرتها على إدارة الملف باحترافية، يستدعى إسناد الملف إلى القطاع الخاص، ورجال الأعمال والصناعة لإدارته، مع العمل على طرح شركات أكثر جاذبية، وإتاحة الفرصة لزيادة نسبة المصريين والأفراد لقدرتهم على تحقيق النجاح للطروحات. لماذا الرغبة من جانبك فى خوض انتخابات عضوية مجلس إدارة الاتحاد المصرى للأوراق المالية؟ .. بموضوعية وصراحة يجيبنى قائلا إن «ما أسعى إليه هو العمل على تحقيق أهداف الاتحاد، بحيث يكون ممثلا للعاملين بهذا القطاع، بحيث يكون الاتحاد قادرا على استكمال المثلث فى السوق، مع الرقابة المالية، والبورصة، ودور الاتحاد أيضاً فى وضع ميثاق شرف للمهنة، وعلى هذا الأساس يتطلب أن يكون المرشح يحظى بخبرة عملية وفنية بالسوق والصناعة، وقادرا على تحقيق طموحات العاملين فى السوق، لذلك يهدف البرنامج الانتخابى للرجل على 4 بنود تتصدرها حماية حقوق الأعضاء من خلال مخاطبة الجهات الرقابية والعاملة فى السوق بما يحمل القدرة على الخبرة والاحترافية لتحقيق المطلوب، وكذلك العمل على نشر التوعية، من تدريب العاملين بالسوق، ورفع كفاءة العاملين، وصقلها، بالإضافة إلى دراسة شكاوى العملاء فى السوق، قبل التوجه للرقابة المالية، مع العمل على وضع قواعد صارمة وملزمة للعاملين بالالتزام بالقوانين. العلم مع العمل هما قمة الاخلاص، للوصول إلى القمة، والحفاظ عليها، محطات تحمل العناء والمسئولية بحثا عن خدمة الآخرين بالعلم تسجل فى ذكريات الرجل، مغامراته جعلته غير تقليدى، يفتش طوال الوقت على التميز الذى يمنحه الصدارة، ونجح على مدار رحلته فى ذلك إلى أن حقق جزءا من طموحاته، الانضمام إلى مجلس إدارة الشركة، ويستكمل مسيرة نجاحه باستراتيجية واضحة قائمة على محاور تتمثل فى تفعيل رخصة صناديق الاستثمار، والحصول على صندوق أو اثنين خلال الفترة القادمة، خاصة الصناديق الخاصة، وكذلك العمل على استقطاب محافظ دخل ثابت، بما يسمح بالتنوع، بالإضافة إلى العمل على رفع قيمة الأصول المدارة من 700 مليون جنيه إلى نحو 1.5 مليار جنيه مستهدف إدارتها خلال العام القادم 2023. الاجتهاد والإخلاص فى العمل هما شريعته إلى لا ينحرف عنها، لذلك كان حريصا على تزيين ذكرياته بنصيحة أولاده بذلك.. لكن يظل شغله الشاغل خدمة المستثمرين فى السوق سواء من خلال الاتحاد أو الشركة الذى يسعى الوصول به للريادة.. فهل يستطيع ذلك؟