تطلب ما تتمنى ويأتي لك في مكانك، مهما كنت بعيدًا، وفي أسرع وقت، دون تعب ولا كلل، فورًا تجد أمامك عاملًا عانى الأمرين ومر بالعقبات، ليقدم لك ما طلبت وهو مبتسمًا ودودًا، إنه عامل الدليفري. رجل يبتسم دائمًا، يرتدي زيًا ثابتًا يلبسه يوميًا يعبر عن علامته التجارية، لا يخلع غطاء الرأس عادة، وربما يكون هذا دليلًا على سيره لفترات طويلة تحت الشمس، تجده يتحرك بسرعة لتوصيل الطلبات إلى الزبائن، عندما تراه بين الناس تسطيع سريعًا أن تحكم عليه وتقول إن هذا هو عامل توصيل الطلبات. محارب تظهر أهميته في الأزمات الطيار، أو عامل الدليفري، أو المرسول، مهنة وجع القلب كما يطلق عليها البعض، يجلس صاحب الطلب في مكانه، ويكون العامل على أهبة الاستعداد عندما يطلب منه ذلك، يركب وسيلته وسريعًا يحاول الوصول إلى هدفه، ليكتسب بعد ذلك جنيهات معدودة للغاية وبعضهم لا يأخذ مرتبًا أصلًا ويعتمد كل الاعتماد على "البقشيش". تظهر قيمة عامل الدليفري وأهمية ما يفعله، في أحلك الظروف وأصعبها، ويزداد الطلب في الوقت المتأخر من الليل، وفي الأيام شديدة الحرارة، أو حتى شديدة البرودة، وحدث ولا حرج انتشارها بشكل واسع في أزمة كورونا وخوف الناس من النزول إلى الشوارع، ولكن استمر عامل التوصيل في مهام عمله بكل شجاعة وجرأة. يمتلك "المرسول" جينات عطاء لا تنتهي، وكأنه شخص يهتم بأمرك للغاية ويعرفك منذ زمنًا طويلًا، ما عليك إلا أن تطلب "الأوردر" عن طريق الانترنت أو حتى الاتصال بالهاتف المحمول، ويأتي به هو لك بكل الود والحب وبابتسامة واسعة وصوت منخفض. ساعات طويلة ودخل ضعيف لعامل توصيل الطلبات تصل ساعات العمل لهذه الفئة، إلى ما يزيد عن 12 ساعة متواصلة، ويكون الحساب بين العامل ورب العمل بأشكال مختلفة، منها أنه لا يعطيه أي مرتب، ويكون رزقه الوحيد من خلال "البقشيش"ورسوم خدمة التوصيل. وفي الشركات الكبرى، يكون النظام عادة بمرتب شهري بسيط بالإضافة إلى "البقشيش"، وغيرها من الشركات التي تعد على أصابع الأيدي وللعلامات الكبرى، التي تعطي مرتبًا مناسبًا وتأمينًا صحيًا وماديًا ضد الطوارئ لعامل "الدليفري". ويعمل بعض عمال "الدليفري"، في أكثر من مكان في وقت واحد، بعيدًا عن عمله الأساسي في الصباح مثلًا إذا كان موظفًا أو غير ذلك، وبعد الظهيرة يركب وسيلته ويتفق مع مطعم وصيدلية مثلًا، ويبدأ دوامه ومن يحتاج شيئًا يهاتفه ويذهب لتوصيل الطلبات للمنازل، دوامة وساقية لا تتوقف. صعوبات ومخاطر طيار توصيل الطلبات يمر عامل التوصيل بمعاناة كبيرة ومضايقات واسعة، ومخاطر يمكن أن تصل إلى الوفاة، من أجل راحتك أنت فقط، مهنة تعتبر تطوعية حتى وإذا كان صاحبها يتقاضى مقابلها أمولًا قليلة. معاملة سيئة من بعض الزبائن، السير في أحلك الظروف، حوادث ومضايقات وإصابات، متاعب عدة يواجها عامل توصيل الطلبات خلال عمله، ومنها حوادث تصادم سير كثيرة منها ما إلى إصابات وأخرى إلى وفاة. "بيقفلوا في وشنا الباب"، بهذه الكلمات بدأ أحمد محمود حديثه ل"بوابة الوفد"، مؤكدًا أنه يواجه بعض العقبات خلال عمله كطيار مع أحد المطاعم، وأن هناك بعض الزبائن تعامله هو وزملائه بطريقة سيئة عند توصيل الطلب، ويغلقون في وجوهم الباب عندما يدخلون لجلب الأموال من الداخل، أو حتى بعد استلام "الأوردر" غير منتظرين انصراف العامل. فيما حكى عمر السيد صعوبة يومه لكسب لقمة العيش في هذه المهنة، موضحًا أنه يعمل كعامل توصيل طلبات منذ الرابعة عصرًا وحتى الرابعة فجرًا، وأنه يتعامل مع مطعم للمأكولات البحرية وصيدلية في نفس الوقت. وقال: "بشتغل في حاجتين دليفري المطعم والصيدلية،وعشان الصيدلية معلهاش ضغط كتير لما بيحتاجوني بيكلموني وبروح أوصل الطلبات، في ناس بتفضل تزعق على أي حاجة، الأكل بارد اتأخرت أي حاجة بيتلككوا عليها عشان يزعقوا". وأكمل: "البنزين والتصليحات كل حاجة عليا، حتى لو عملت حادثة في الطريق أو أي حاجة، وبضطر أنزل في عز المطر أو الشمس أو أي ظروف ده أكل عيش". مطالبات بتأمين صحي ومعاشات فيديو .. إياد أصغر دليفري في مصر الأغلب بين عمال "الدليفري"، لا يملك شيئًا غير صحته والوسيلة التي يتنقل بها، يذهب إلى المحال ويسأله العمل، وعندما يوافق صاحب العمل ينتظر العامل أمام المطعم أو السوبر ماركت، وعندما يطلب أحد "أوردر" يجري سريعًا لتوصيله. ويقول مصطفى محمود، عامل توصيل في سوبر ماركت ل"بوابة الوفد": "في ناس كويسة جدًا معانا، وفي ناس بتعاملنا كأننا شحاتين تزعق فينا عادي وتبصلنا بشكل وحش، على فكرة أنا مباخدش أي مرتب من المحل هو خمسة جنيه رسوم توصيل الطلب ولو في بقشيش". وأردف: "محتاجين نرتاح بس، حتى لما نكبر أو نتعب يبقى في حاجة تهتم بينا وتعوضنا وتعوض عيالنا، معاشات أو نقابة لينا أو الدولة تنظم لنا شغلنا". ويتابع محمود إبراهيم، عامل توصيل في أحد المطاعم: "ساعات بتعب وبدفع دم قلبي في العلاج والتعب عشان معنديش تأمين، محتاجين بس نطمن إن آخر الشهر هنلاقي فلوس وهناخد مرتب، شاغلين الساعة بساعتها لو تعبنا شوية مش هنلاقي ناكل". اتيكيت التعامل مع عامل الدليفري (إنفوجراف) جاى فى السريع.. عفاريت الدليفرى جاهزين للمساعدة حتى فى الأعياد اعرف جيدًا أن هذا العامل، ما هو إلا إنسان، وسار في الحر والبرد حتى يأتي لك بطلبك فأرجوك ابتسم في وجهه. لا تغلق في وجهه الباب قبل الاستلام، وإذا كنت تريد أن تأتي بشيء من الداخل ولا تريده يرى فاستأذنه أولًا. انتظر بعد استلام طلبك حتى ينصرف تمامًا، واغلق الباب بعد ذلك حتى لا يشعر أنه عديم القيمة، أو إنك لاترغب في وجوده. إذا غيرت رأيك ولم تعد تريد الطلب، عندما يأتي لك العامل فاعطي له حقه، لقد تعب وقدم الخدمة ووصل إليك، وليس ذنبه أي اختلاط أو شيء آخر. لاتصرخ في وجهه عندما يتأخر عليك، افهم منه السبب بهدوء، وإذا تعدى حدوده فكل ما عليك هو الاتصال بالشركة المسؤولة عنه. مهنة لا تقبل النساء "دليفري" طريقة استخراج أوراق الأحوال المدنية بالمحمول نادرًا ما ترى سيدة تعمل في مثل هذه المهنة، ويعد ذلك دليلًا كبيرًا على صعوبة هذه المهنة وخطورتها، وأنها تحتاج رجلًا حتى يتعامل معه طالب "الأوردر" باحترام، خاصة وأنه يدخل المنازل ويدق أبواب البيوت. تخيل معي ماذا لو عملت سيدة "دليفري" لتوصل الطلبات إلى المنازل؟ كم ستنال من المضايقات والمعاكسات ربما تصل إلى التحرش؟ يجب أن يساوى في هذه المهنة كأي عمل شريف أخر، بين أبناء المهنة الواحدة، وبين الرجال والنساء، حتى يتمكن الجميع من العمل بكل راحة تحت مظلة "الدليفري"، يتقنون عملهم ولا يخافون من مستقبل مبهم لهم ولأسرهم، يجب أن يأسس لهم كيانًا منظمًا يحاسب المخطأ ويكافئ الناجح والمفيد فيها. أخبار ذات صلة: مرسول تطلق مسابقة التميز الصحفي بالتجارة الإلكترونية وخدمات التوصيل أيمن النجار: إضافة شركاء جدد لمرسول الفترة المقبلة (شاهد) مرسول تستهدف الوصول إلى 3 ملايين عميل مصري بنهاية 2022