قال الدكتور محمود حامد الحصري، مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة بجامعة الوادي الجديد، إن منطقة أبو صير التابعة للبدرشين في محافظة الجيزة، هي واحدة من أكثر جبانات منف ثراءً، وهي تختلف عن "أبو صير بنا" التي تقع جنوب غرب سمنود بحوالي 6 كم، وتختلف أيضًا عن "أبو صير الملق" التي تقع شمال غرب بلدة أشمنت، وإلى الشمال من ميدوم بحوالي 15 كم. واشتق اسم أبو صير من (بو أوزير)، وهو مقر الإله أوزير، وفي القبطية عرفت باسم "بوصيري" وتعني "بيت أو معبد أوزوريس"، وباليونانية" بوصيريس" وبها "مدينة موتى" أو منطقة مدافن ترجع إلى عصر الدولة القديمة، تقع إلى شمال منطقة سقارة بعدة كيلومترات. اقرأ أيضًا:- الوفد ينفرد بأول حوار مع (الملك رمسيس الثاني) قبل موكبه الأخير ويكشف حقيقة لعنة الفراعنة وأضافت الحصري في تصريحه ل"الوفد"، أن أبو صير تشتهر بما تضمه من معابد الشمس لملوك الأسرة الخامسة، وأهرامات بعض ملوك هذه الأسرة، وجبانات من عصور مختلفة، وتمثل جزءًا من سلسلة الأهرامات التي تمتد جنوبًا من أهرامات الجيزة ثم تمر بأبو صير وسقارة ودهشور. وأكد أن الأسرة الخامسة استخدمت منطقة "أبو صير" بعد أن امتلأت منطقة الجيزة بمدافن وأهرامات الأسرة الرابعة، حيث تضم المنطقة أربعة أهرامات من الأسرة الخامسة بالإضافة لمعابد الشمس. وأوضح مدرس الآثار واللغة المصرية القديمة بجامعة الوادي الجديد، أن معابد الشمس خصصت لعبادة إله الشمس رع خلال فترة الدولة القديمة وتحديدًا في الأسرة الخامسة في منطقتين هما أبو غراب وأبوصير والمسافة بينهما في حدود 1 كيلومتر وقد بنيت معابد أبو صير على غرار معبد الشمس في مدينة أون، وهي تتكون من معظم المعابد التي بناها ستة أو سبعة من ملوك الأسرة المصرية الخامسة ولكن لم يتم اكتشاف سوى اثنين منها وهم معبد أوسركاف ومعبد ني أوسر رع. وتابع: معابد الشمس ظهرت مرة أخرى في عهد الملك أخناتون في الدولة الحديثة، ومن الملوك الذين بنيت في عهدهم معابد الشمس أوسر كاف - وساحورع - ونفر إر كا رع - ونفر ف رع - ونفر ف رع نيو سي رع - ومنكاو حور كايو)، أما جد (كا رع) وهو الملك الثامن من الأسرة الخامسة أوقف فجأة بناء معابد الشمس. وأكد أن معبد نيوسي رع المكشوف بالقرب من قرية أبو غراب لايزال يحمل بقايا مثيرة للإعجاب، لاسيما المذبح الرئيسي الذي يضم مذبحًا تم التضحية به جيدًا ويتألف من عدد من أجزاء المرمر. وجدير بالذكر، أن البعثة الأثرية الإيطالية البولندية المشتركة والعاملة بمعبد الملك "نى وسررع" بأبو غراب شمال أبو صير، كشفت عن بقايا مبنى من الطوب اللبن أسفل المعبد، والذي تشير الدراسات المبدئية إلى أنه ربما يكون أحد معابد الشمس الأربعة المفقودة من الأسرة الخامسة والمعروفة من خلال المصادر التاريخية، والتي لم يتم الكشف عنها حتى الآن، صرح بذلك الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، لافتا إلى أنه سيتم استكمال الحفائر بالموقع للكشف عن المزيد حول هذا المبنى. طالع المزيد من الأخبار عبر موقع الوفد