عرفت أن الهلاك للفنان إن هو استراح أو ابتعد أو بخل على نفسه فأخذت تشد على نفسها، فمن ناحية تلملم ما غنته من قبل، وتغنى أغنيات جديدة تتوافق ومستجدات العصر، ثم تعيد توزيع أغنيات قديمة رأت فى إعادة توزيعها ضرورة. ومنذ أيام شاركت بحفلتين الأولى بالاسكندرية والثانية بالقاهرة فى اطار الاحتفال السنوى بعيد الموسيقى العالمى وقد جاءت من سويسرا التى تقيم بها للاحتفال بهذا اليوم المشهود بوطنها مصر. سألتها: ماذا قدمت فى الحفلتين، وكيف كان رد الجماهير؟ أغنيات قدمتها فى بداية الطريق مع فرقة «المصريين» مثل ماشية السنيورة، لما كان لون البحر أزرق، وأغنيات أخرى لحنها الفنان هانى شنودة لنجاة وفايزة أحمد وعمرو دياب ومحمد منير وأغنية جديدة بالعامية المصرية والإنجليزية والفرنسية من كلمات الشاعر هانى زكى والحان وتوزيع الفنان هانى شنودة الذى قدم لى الحفلتين ورد الجمهور على كل ذلك كان رائعاً وأفضل مما كنت أظن أو أحسب وهذا بفضل الله وبفضل الاجتهاد والبروفات المتواصلة من أجل إنجاز الحفلين واخراجهما بأفضل صورة تليق بمصر فى عيد الموسيقى. كيف ترين الاختلاف بين الموسيقى لدينا والموسيقى فى سويسرا وأوروبا؟ لدينا مشروعات موسيقية تقف جنبا الى جنب مع المشروعات الموسيقية العالمية على الإعلام ان يهتم بها يظهرها للمصريين وللعالم، فمصر عظيمة سواء فى حالة البناء او الأنقاض، لكن علينا أن نواصل تقديم الفن الجيد للجماهير المتعطشة للجمال لان تراكم القبح عاماً بعد عام يخلف جيلاً بعد جيل من الانسانية المتردية، وهذا لا يليق بنا فى وقت نحن نملك فيه مشروعات موسيقية كما نملك طبيعة وموقعاً خلاباً وكما نملك تاريخاً مذهلاً انظر لو لم يحتف المصريون القدماء بالموهوبين فى عصرهم، ما رأينا كل ما رأيناه من أهرامات أو مسلسلات أو تحنيط أو معابد أو تراث أدبى رفيع مدون من عصرها وما استمتعنا ولا أستمتع العالم الآن بالموسيقى، اذ هو يعيش على منجزات ما قدم أجدادى للموسيقى والغناد سواء فى اكتشاف الآلات الموسيقية والمقامات والإيقاعات وحتى التجليات الروحية التى كست العابدين فى العالم. هل ما زلنا فى حاجة الى سينما يقدم من خلالها المطربون أغنيات جميلة؟ بالفعل نحن فى حاجة الى ذلك وقد قدمت ثلاثة أفلام من قبل والكثير من نجاحات الماضى فى الغناء كان وراءها السينما والتليفزيون كما كانت الإذاعة ومسلسلاتها وإنتاجها لكن ينابيع كثيرة حفت واستبدلت ببحور وينابيع أخرى لا يصب الكثير منها فى صالح الموسيقى والغناء. لماذا قمت بتوزيع أغنية «وأنا كل ما أقول التوبة». . التى لحنها بليغ وغناها عبدالحليم من قبل؟ لقد وزعها لى الفنان هانى شنودة توزيعاً أعجب شاعرها عبدالرحمن الأبنودى وهذا يؤكد أن الأجيال لا تتصادم بل تتضافر ويقدم بعضها بعضاً شريطة أن يكون العمل جميلاً، فصدقونى البقاء للفن الجاد ومن حرصى على فنى سأصور عشرة كليبات جديدة. من يعجبك من الأجيال السابقة أو الجديدة؟ يعجبنى كل جميل، والأغنية الجميلة التى لا أغنيها بينى وبين نفسى أو أغنيها للحماهير فحسب أنى أستمع اليها باستمتاع ولا أمل من الفن الجميل، وهذه عادة كل أذن تتوق الى الجمال، وهذا الذى يجعل المستمع حين يستمع إلى فن جميل جيد يكون أولى المستمتعين به، فلقد تربى على الجمال الذى لا يأتى إلا بالجمال أيضاً.
