الفيروس الجديد انتشر بين أطفال 11 دولة ومخاوف فى باقى الدول منظمة الصحة العالمية تؤكد: نوع جديد من الفيروسات الكبدية وأسبابه غير معلومة د. شريف حتة: القىء والإسهال أهم الأعراض والمضاعفات تصل إلى التليف وسرطان الكبد وزارة الصحة: لم تظهر أى حالات بعد.. ومستعدون للمواجهة حالة من الهلع شهدها المجتمع المصرى مؤخراً بعد انتشار مرض جديد فى العديد من الدول الأوروبية وهو «التهاب الكبد الغامض» الذى يصيب الأطفال، وهو ما أثار حالة من الرعب لدى الآباء والأمهات فى مصر خوفاً على فلذات أكبادهم، خاصة أن العالم لا يزال يعانى تبعات فيروس كورونا المستجد الذى لا يزال يطارد البشرية. وسجلت منظمة الصحة العالمية 169 حالة على الأقل حتى الآن فى 11 دولة ظهرت لديها أعراض التهاب كبدى لا يعرف سببه، وبدأت الحالات فى الظهور فى أواخر شهر إبريل الماضى، منها 74 حالة فى بريطانيا و9 حالات فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، و13 حالة فى إسبانيا، و12 فى إسرائيل، و5 حالات فى أيرلندا، و3 حالات فى إسبانيا، وعدد من الإصابات فى الدنمارك وهولندا وأيرلندا، وإيطاليا، والنرويج، وفرنسا، ورومانيا، وبلجيكا. فيروس غامض وأشارت المنظمة إلى أن الفيروس الغامض يصيب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة وست سنوات، ما أثار الرعب والفزع فى العالم، خاصة أن أسبابه ليست معلومة للأطباء حتى الآن، وبعد وفاة أحد الأطفال المصابين زادت حالة الرعب، خاصة أن علماء منظمة الصحة العالمية لا تتوافر لديهم معلومات عن أسباب ارتفاع عدد الحالات. كما خضع عشرة أطفال من بين المصابين لعمليات زرع كبد، وأشارت المنظمة إلى أنه من المرجح رصد المزيد من حالات الإصابة خلال الأيام المقبلة. وأوصت منظمة الصحة العالمية بإجراء اختبار الدم وعينات من البول والبراز والجهاز التنفسى، ولم توص بفرض أى قيود على السفر أو المعاملات التجارية مع أى دولة أخرى يتم فيها تحديد الحالات، وذلك بناءً على المعلومات المتاحة حالياً. مجهول الهوية ومن جانبها، قالت هيئة التأمين الصحى البريطانية، إن الفيروسات المعتادة التى تسبب التهاب الكبد المعدى بأنواعه مصنفة من A حتى E، ولم يرصد أى منها بين حالات الإصابة فى المملكة المتحدة، مشيرة إلى أن الأبحاث تجرى حالياً لمعرفة الأسباب الأخرى للعدوى، ولم تستبعد الهيئة أن تكون الإصابة بكوفيد-19 من بين الأسباب المحتملة، وأضافت أنه لا توجد صلة واضحة بين الإصابة ولقاحات فيروس كورونا. مصر ترفع شعار الأمان وفور انتشار فيروس الالتهاب الكبدى، طالبت وزارة الصحة والسكان، مديريات الشئون الصحية فى جميع أنحاء الجمهورية، باتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة، وإفادتها بأى حالات إصابة ينطبق عليها تعريف الحالة، بالإضافة إلى ضرورة تحديد الحالات المحتملة والتحقيق فيها والإبلاغ عنها، إلى جانب جمع المعلومات وعوامل الخطر وأى روابط أو أدلة أخرى وتقديمها من قبل الدول الأعضاء إلى منظمة الصحة العالمية، ويجب مراجعة المعلومات الخاصة بتوقيت ومكان ظهور الحالات، وكذلك المخالطين لعوامل الخطر المحتملة. وأكد المتحدث الرسمى للوزارة الدكتور حسام عبدالغفار على «حرص وزارة الصحة والسكان على متابعة الأحداث الصحية العالمية التى تعلنها منظمة الصحة العالمية والجهات الأخرى، بهدف رصد المستجدات على الساحة الدولية»، مشيراً إلى أنه لا يوجد خطر من انتقال المرض من شخص لآخر حتى الآن، لافتاً إلى أن الوزارة تتابع بشكل مستمر، من خلال قطاع الطب الوقائى، الأحداث الصحية وترصدها بشكل روتينى من خلال منظومة الترصد القومية على جميع المستويات داخل مصر. وأضاف: «حرصاً من القطاع الوقائى بوزارة الصحة والسكان على تحديث المعلومات الصحية وتوعية المسئولين الصحيين بأى مستجدات تطرأ فى مجال الصحة على الصعيد العالمى، فقد جرى تعميم منشور علمى على جميع المستشفيات بجميع المحافظات لزيادة وعى العاملين، وفى إطار الإجراءات الوقائية المتبعة حال الإبلاغ من خلال منظمة الصحة العالمية أو الجهات الصحية الدولية عن أى حدث صحى». لا داعى للقلق وعلق الدكتور شريف حتة، أستاذ الصحة العامة، على ذلك قائلاً: لا داعى للقلق فهذا المرض لم يظهر بمصر حتى الآن، مشيراً إلى أن هذا المرض عبارة عن التهاب يصيب الكبد، العضو الحيوى الذى يتعامل مع العناصر الغذائية وينقى الدم، ويساعد على مكافحة الالتهابات، وعندما تكون الكبد ملتهبة، أو متضررة، يمكن أن تتأثر وظيفتها، ويمكن أن يختلف المرض فى شدته تبعاً للسبب، مشيراً إلى أن بعض أنواع التهاب الكبد خفيفة ولا تتطلب علاجاً، ويمكن أن تصبح الأشكال الأخرى من المرض مزمنة، لافتاً إلى أن معظم الأشخاص المصابين بفيروس الكبد الوبائى، لا تظهر عليهم أعراض ولا يعرفون أنهم مصابون إلا بعد تمكن المرض منهم، وتظهر الأعراض للأشخاص عادة من أسبوعين إلى 12 أسبوعاً من التعرض لفيروس التهاب الكبد، وحتى الآن لم تتم معرفة سبب انتشار هذا المرض. وتابع حتة بأن أعراض الالتهاب الكبدى الغامض تبدأ من الجهاز الهضمى، مثل آلام المعدة والإسهال والقىء، مع ارتفاع فى درجة حرارة الجسم، وعند ظهور هذه الأعراض يجب ملاحظة لون البشرة والبول إذا كان داكناً أو لون البراز الفاتح واصفرار العين، لأن إنزيمات الكبد المرتفعة تؤدى إلى اصفرار الجلد، بالإضافة إلى حدوث آلام فى المفاصل، وحكة فى البشرة- وارتفاع درجة الحرارة- والشعور بالإعياء والإرهاق طوال الوقت- وفقدان الشهية، ومن مضاعفات الإصابة بالالتهاب الكبدى حدوث تليف فى الكبد، وقد يصل الأمر إلى الإصابة بسرطان الكبد. وللوقاية من هذا الوباء، وضع أستاذ الصحة العامة، عدة إرشادات، منها الحفاظ على النظافة الشخصية، مثل غسل اليدين، والفحص الدورى، للكشف المبكر على أمراض الكبد، والابتعاد عن أى شخص يعانى سعالاً أو عطساً، وتناول الأطعمة السليمة والمتوازنة والحرص على شرب السوائل، مع عدم أكل الأطعمة مجهولة المصدر أو خارج المنزل.