حسمت حيثيات الحكم فى مجزرة استاد بورسعيد، الجدل الذى أثير حول قيام عناصر مأجورة من خارج روابط ألتراس المصرى، بتنفيذ الجريمة، أكدت الحيثيات أن الروابط الثلاث متورطة فى ارتكاب المجزرة، وفقاً لمخطط مسبق ومدروس بهدف الانتقام من جمهور الأهلى. وتضمنت الحيثيات وصفاً وقيعاً لكيفية التخطيط للمذبحة وتنفيذها، ودور الأشخاص المتهمين فيها. قالت الحيثيات إن روابط ألتراس المصرى الثلاث اختتمت صباح يوم المباراة وقبلها بيوم وبيومين كل فى المكان المخصص له وبالاتفاق والتنسيق فيما بينهم لإعداد وسيلة تنفيذ جريمتهم الشنعاء ورسم خطة تنفيذها فأعدوا لهذا الغرض أسلحة بيضاء بكافة أنواعها، مطاوى وسنج وسكاكين و«أدوات راضة» عصى وكمية من الحجارة ومواد مفرقعة بكميات كبيرة و«شماريخ وباراشوتات وصواريخ نارية» وصواعق كهربائية وجميعها مما يستخدم فى الاعتداء على الأشخاص، كما أعدوا ولأول مرة «عصى» بيضاء تشع نوراً أخضر عند إضاءتها لاستخدامها للتعرف على بعضهم البعض لحظة الهجوم على المجنى عليهم بالمدرج حال قيام المتهم الثالث والسبعين/ توفيق ملكان طه صبحية مهندس الكهرباء والإذاعة الداخلية بالاستاد بإطفاء الأنوار عقب المباراة مباشرة. ورسموا خطة تنفيذ جريمتهم وكان من بين عناصرها تقسيم أنفسهم الى مجموعات تترصد جمهور ألتراس الأهلى فى الأماكن التى أيقنوا سلفاً قدومهم إليها، فتوجهت المجموعة الأولى يوم المباراة الى محطة قطار بورسعيد للاعتداء عليهم لحظة وصولهم إليها وفشلت هذه المجموعة فى تحقيق مأربها نظراً لقيام الأمن والقوات المسلحة بتغيير خط سير وصول الجماهير بإنزالهم من القطار عند محطة الكاب والتى تبعد عن مدينة بورسعيد بحوالى ثلاثين كيلو متراً وأعدوا لهم حافلات أقلتهم الى المدينة عبر منفذ الجميل، والمجموعة الثانية تترصدهم عند مدخل الاستاد ونجحت هذه المجموعة فى تنفيذ ما اتفقوا عليه والتى ما إن شاهدت الحافلات قادمة وبها جماهير ألتراس الأهلى حتى بادرتهم بوابل من الحجارة ألقوها عليهم مما أدى الى تهشم زجاج الحافلات واصابة بعض من المجنى عليهم،ومن بين عناصر هذه الخطة أيضاً الاستعانة ببعض المتهمين من أرباب السوابق والذين ليست لهم علاقة بكرة القدم للاشتراك معهم فى قتل المجنى عليهم على ان يلتقى الجميع داخل الاستاد والهجوم على المجنى عليهم وقتلهم عقب انتهاء المباراة، ثم قامت الروابط بتوزيع أنفسهم داخل الاستاد فرابطتا ألتراس مصراوى وجرين ايجلز استقرت بالمدرج الغربى بينما جلست رابطة سوبر جرين بالمدرج البحرى الشرقى وذلك بالاتفاق فيما بينهم حتى يتمكنوا من الإطباق على جمهور ألتراس الأهلى ومحاصرتهم بالمدرج الشرقى لحظة الانقضاض عليهم عقب انتهاء المباراة. وما أن دخل جمهور ألتراس النادى الأهلى الاستاد من باب المدرج الشرقى المخصص لهم والمعين على خدمته المتهم السبعون/ محمد محمد محمد سعد ضابط شرطة حتى فوجئوا وعلى غير المعتاد في المباريات بقيام المتهم الثالث والسبعين/توفيق طه ملكان صبحية مهندس ومسئول الإذاعة الداخلية للاستاد بقطع البث الإذاعى ويعلن عن وصول جماهير ألتراس الأهلى وكأنه يعلن عن وصول الضحايا. فبادرهم جمهور ألتراس المصرى بأعداده الغفيرة والتى تزيد على السعة المقررة للاستاد والذى تمكن من دخول الاستاد بعد أن فتح لهم المتهم الثانى والستون مدير الأمن أبواب الاستاد على مصراعيه ودون الحصول على تذاكر لحضور المباراة ودون اجراء ثمة تفتيش لهم لضبط ما يحوزه أ يحرزوه من أسلحة وأدوات وألعاب نارية مما تستخدم فى الاعتداء على الأشخاص بوابل من السباب والهتافات المعادية، وقاموا بإلقاء الألعاب النارية الشماريخ وبكثافة على لاعبى النادى الأهلى وجهازه الفنى أثناء فترة الإحماء مما اضطرهم الى الهرولة والهروب الى غرفة خلع الملابس دون أن يحرك الأمن ساكناً. وما إن استقر المجنى عليهم فى أماكنهم أبصروا لافتة مرفوعة بالمدرج الغربى المخصص لجمهور ألتراس المصرى مدوناً عليها باللغة الإنجليزية عبارة ترجمتها «موتكم هنا» ويرفعون علم النادى الأهلى وعليه نجمة داوود. كما شاهدوا وعلى غير المعتاد في المباريات وجود أعداد غير قليلة من جمهور ألتراس النادى المصرى داخل مضمار الملعب والمحظور وجودأحد بها لمخالفة ذلك للوائح والأنظمة الرياضية ودون تدخل من المتهم الثانى والستين مدير الأمن وقواته بإبعادهم من مضمار الملعب. وبدأت المباراة فى جو مملوء بالتوتر والشحن المعنوى الزائد وازداد السباب والهتافات المعادية بين جمهور الفريقين وتبادل إلقاء الألعاب النارية وتلاحظ أن عبارات السباب والهتافات من جمهور النادى المصرى كانت غريبة عن مثيلاتها في المباريات السابقة إذ إن كلها كانت تحمل معنى التهديد بالقتل ومنها على سبيل المثال «يااللى الحكومة حامياكو... بعد الماتش... لفظ خادش للحياء» ومثل «العلقة بره». وطوال أحداث المباراة تلاحظ نزول بعض من المتهمين من جماهير ألتراس المصرى لمضمار الملعب إما قفزاً من أعلى أسوار المدرج أو بكسر أبوابه بعضهم حاملاً لألعاب نارية وأسلحة بيضاء والآخر يخلع ملابسه ومن بينهم المتهمون الثالث والرابع والسابع والتاسع والعاشر والحادى عشر والثانى عشر والثالث عشر والثالث والثلاثون والرابع والثلاثون والثامن والثلاثون والتاسع والخمسون وفقاً لترتيبهم بقائمة الاتهام، ويتوجهون إلى المدرج الشرقى لمحاولة الاعتداء على المجنى عليهم من جمهور النادى الأهلى، وتمكن ضباط الأمن المركزى المنوط بهم تأمين مضمار الملعب من القبض عليهم وآنذاك تدخل المتهم الثانى والستون مدير الأمن بفعله الايجابى طالباً تركهم وإعادتهم مرة أخرى للمدرجات بدلاً من ضبطهم وضبط ما معهم من ممنوعات وإبعادهم عن المباراة وتحرير المحاضر اللازمة لهم، وهو الأمر الذى شجع هؤلاء المتهمين وآخرين مجهولين على تكرار ذلك مرات عديدة وطوال المباراة، وكأنهم فى بروفة تدريبية لهم ولباقى المتهمين في كيفية تنفيذ الهجوم على المجنى عليهم عقب انتهاء المباراة وفى ذات الوقت الوقوف على رد فعل الأمن نحوهم حيال ذلك. وبين شوطى المباراة أفضى المتهم السابع والستون مدير إدارة البحث الجنائى الى المتهم الثانى والستين مدير الأمن بما ورد إليه من معلومات هامة وخطيرة مفادها اعتزام المتهمين من جمهور ألتراس النادى المصرى النزول الى أرض الملعب عقب انتهاء المباراة مباشرة والهجوم على المجنى عليهم من جمهور ألتراس النادى الأهلى بالمدرج الشرقى والاعتداء عليهم إلا أن الأخير لم يحرك ساكناً حيال تلك المعلومات ولم يتخذ ثمة اجراءات أوتدابير أمنية للعمل على منع هذا الاعتداء، ولم يخطر مرؤوسيه وقواته بتلك المعلومات ووضع الخطة المناسبة للتعامل معها حتى يتمكن وقواته التى حشدها للمباراة من العمل على منع هذا الهجوم وحماية أرواح المجنى عليهم من جماهير ألتراس النادى الأهلى. وأثناء سير المباراة وفى منتصف شوطها الثانى تقريباً رفعت لافتة فى المدرج الشرقى المخصص لجمهور ألتراس النادى الأهلى مدون عليها عبارة «بلد البالة ماجابتش رجالة» للتأثير على جمهور ألتراس النادى المصرى مما زادهم إصراراً على إصرارهم والمضى قدماً نحو تنفيذ مخططهم الاجرامى بالاعتداء على المجنى عليهم وقتلهم، وقد شوهدت هذه اللافتة مع المتهم العاشر/ محمد محمود أحمد البغدادى وشهرته «الماندو» حاملاً إياها ويصيح بعبارة اليافطة أهيه وبعد انتهاء المباراة. وقبل نهاية المباراة بحوالى عشر دقائق تقريباً قام المتهم الثالث والسبعون مهندس الكهرباء ومسئول الإذاعة الداخلية وعلى غير المعتاد في المباريات بقطع الإذاعة. وتوجه المتهمون إلى المدرج الشرقى مكان وجود المجنى عليهم من جماهير ألتراس الأهلى وآخرون مجهولون لتنفيذ قصدهم المصمم عليه بقتل المجنى عليهم. وقبل صعودهم للمدرج الشرقى أمطروا المجنى عليهم بوابل من الحجارة والألعاب النارية فبثوا فى نفوسهم الفزع والهلع والخوف والرعب من هذا الهجوم الغاشم والكاسح عليهم ومعظمهم من الشباب صغير السن عزل حضروا لمشاهدة مباراة رياضية فى كرة القدم لا للدخول فى معركة حربية وكل ما يحملونه أدوات تشجيعية وأعلامهم ويتزيون بزيهم الرياضى الذى يميز ناديهم ولم يكونوا يعلمون بمصيرهم المحتوم وأنهم سوف يلقون حتفهم فى مباراة رياضية وبهذه الوحشية وهذا العنف وإلا كان رجماً منهم بالغيب وما حضروا لمشاهدتها أبداً وقد انتهت حلقاتها بمعركة أدار رحاها المتهمون من جانب واحد وغير متكافئ. ومن شدة وهول المفاجأة والتى أذهلت عقولهم وشلت تفكيرهم اذ كيف يواجهون هذه الجحافل الجرارة والتى أطبقت عليهم من كل حدب وصوب، وأصبح تفكير كل منهم منحصراً فى كيفية النجاة بنفسه، فمنهم من اسرع بالهروب الى الممر المؤدى لباب الخروج لقربه من مكان جلوسهم فى الجزء الأسفل للمدرج ومنهم من صعد الى أعلى المدرج، والآخرون ظلوا فى مكانهم لأنهم لم يتسن لهم اتخاذ أى قرار لسرعة هجوم الجناةوكثرة عددهم وما شاهدوه أعجزوه عن التفكير، وكلهم لاقوا حتفهم أياً كان موقعه واصيب من نجا منهم باصابات خطيرة فى أنحاء جسده كادت تودى بحياته وإصابات نفسية وعصبية تفوق الاصابات الجسدية من شدة وهول ما رأى وهو يحاول درء الاعتداء الواقع عليه والنجاة بنفسه وزملاؤه يسقطون صرعى وقتلى من حوله الوحد بعد الآخر ولا يستطيع الذود عنهم وانقاذ حياتهم. ولم تفلح الخيارات الثلاثة التى لجأ اليها المجنى عليهم والتى انتهت جميعها بقتلهم وإصابات الآخر منهم ولكن اختلفت كل طريقة عن الأخرى بأنها كانت أشد منها بشاعة وأكثر ضراوة. فالمجنى عليهم الذين أسرعوا بالهروب من اعتداء المتهمين وبطشهم بهم الى الممر المؤدى للسلم الذىينتهى بباب الخروج ظناً منهم أنه الطريق الوحيد للنجاة بأنفسهم ولكنهم كانوا كالمستجيرين بالرمضاء من النار اذ فوجئوا بالمتهم السبعين/ محمد محمد محمد سعد الضابط المعين على خدمته قد أحكم غلقه قبل نهاية المباراة بحوالى خمس دقائق وانصرف من مكان خدمته ودون مقتضى فتعالت صيحاتهم وصرخاتهم واستغاثاتهم به أو أى من أفرادالشرطة لفتح الباب لهم الا ان صراخهم وصياحهم واستغاثاتهم ذهبت أدراج الرياح. وظلوا يندفعون الواحد بعد الآخر فى اتجاه باب المدرج حتى تكدس هذا الممر الضيق بالمئات منهم وانحشروا جميعهم من الباب المغلق والسلم وفتحة الممر المؤدية الى المدرج وأصبحوا فى حيرة من أمرهم فالمتهم السبعون أغلق الباب من أمامهم والمتهمون من ورائهم أمام فتحة الممر وبعد ان حشروهم فيه وبأعدادهم الغفيرة يوالون قذفهم بالحجارة والتعدى عليهم بالعصى والصواعق الكهربائية وأسلحتهم البيضاء بكافة انواعها وحتى لا يستطيع أيا من المجنى عليهم ان يفكرفى العودة الى المدرج مرة أخرى، وقد بلغ فحش المتهمين الاجرامى فى سبيل تنفيذ قصدهم المصمم عليه بقتل المجنى عليهم بأن قاموا باطلاق الألعاب النارية بكافة أنواعها وبكثافة شديدة داخل الممر وأمامه حتى بدت فتحته وكأنها ينبعث منها حمم بركانية انفجرت فجأة من بركان خامد،فأصيب المجنى عليه من شدة تكدسهم وقد حشرهم المتهمون بالمئات فى هذا المكان الضيق وما أحدثته الألعاب النارية من أدخنة كثيفة داخل الممر بضيق فى التنفس ونتج عن ذلك سقوطهم صرعى وقتلى بالاختناق نتيجة اسفكسيا اعاقة حركة الصدر التنفسية وبلغ العنف مداه بأن قام المتهم التاسع والأربعون/ حسن محمدحسن المجدى بالتعدى على المجنى عليهم داخل سلم الممر أحيائهم وأمواتهم وخزاً فى أجسادهم بسلاحه الأبيض «مطواة» قاصداً من ذلك وباقى المتهمين قتلهم. ومن حاول من المجنى عليهم المحشورين داخل الممر النجاة بنفسه أخذ يحاول جاهداً رفع جسده الى أعلى عله يجد نسمة هواء نقية يستنشقها تعيد الى رئتيه وقلبه نبض الحياة فإذا به يجد نفسه يقف فوق جثث أصدقائه القتلى وباقى المجنى عليهم من المصابين والذين يصارعون الموت واصفاً ذلك المشهد المأساوى شاهد الاثبات الأول/محمود طلعت محمد سيد أحمد لدى سماع أقواله أبلغ وصف بعبارة انه كان يشعر وكأنه يقف فى الهواء، ما أبلغ هذا الوصف والذى ان دل على شىء فإنما يدل على ان قانون الجاذبية الأرضية قد تعطل ولو للحظات داخل هذا الممر، ما هذا المشهد الدرامى الحزين والذى يعجز أى أديب عالمى مهما أوتى من خيال واسع أن يصفه أو يتصوره. ومن شدة التكدس والتدافع خلف باب المدرج من المجنى عليهم بأعدادهم الغفيرة حتى سقط الباب الحديدى أمامهم فسقطوا عليه فوق بعضهم البعض قتلى ومصابين ولم يؤثر هذا المشهد الرهيب فى نفوس وقلوب المتهمين والتى اصبحت كالحجارة أو أشد منها قسوة فقابلوهم بالحجارة على أحيائهم وأمواتهم وبلغت الخسة والدناءة بهم بأن أمسك المتهم الأول/ السيد محمد رفعت مسعد الدنف قالب طوب وظل يهوى به على رأس ووجه أحد المجنى عليهم وهو ملقى أرضاً حتى نزفت الدماء منه بغزارة قاصداً من ذلك وباقى المتهمين قتله ولم يكفوا عن موالاة قذف المجنى عليهم بالحجارة الا بعد تدخل بعض من جنود القوات المسلحة باطلاق النار حولهم فى الهواء حتى تمكنوا من تفريقهم. وقد سقط الباب الحديدى بمن فوقه من أعداد غفيرة من المجنى عليهم على المجنى عليه/ يوسف حمادة محمد يوسف والذى تصادف خروجه وشاهد الاثبات السابع عشر/ هشام رضا سيد احمد غزالى قبل انتهاء المباراة من هذا الباب والذى ظل مفتوحاً طوال المباراة لقضاء حاجياتهما ولدى عودتهما فوجئا بالمتهم السبعين/ محمد محمد محمد سعد قد قام بغلقه وشاهدا المجنى عليهم وهم يتدافعون نحو الباب وقد تعالت استغاثاتهم وصراخهم بمن ينقذهم ويفتح الباب لهم فانطلقا يبحثان عن المتهم السبعين والذى اختفى فجأة فلم يعثرا عليه فعاد المجنى عليه ومعه حجر كبير حاول كسر قفل الباب به لانقاذ رفقائه المجنى عليهم وحال ذلك سقط الباب بمن فوقه عليه فأحدثوا به اصابات بمقدمة ومنتصف الفخذ الأيمن،وهى اصابة رضية حيوية حديثة من المصادمة الشديدة بجسم صلب راض ذات صقل أدت الى كسرب عظمة الفخذ الأيمن وتحرك طرفى الكسر عن بعضهما وتورم شديد بالفخذ الأيمن ونزيف شديد داخل أنسجته أدى الى هبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية انتهى بوفاته الى رحمة الله تعالى على نحو ما هو ثابت بالتقرير الطبى الخاص به. كما انطلق المتهمون بأعدادهم الغفيرة حاملين أسلحتهم البيضاء وأدوات تنفيذ جريمتهم العديدة والمتنوعة كالوحوش الضارية خلف باقى المجنى عليهم والذين ظلو ا بالمدرج بعد ان اطبقوا عليهم من كل مكان وأحكموا حصارهم فيه فى مشروع إجرامى أحكموا تنظيمه وتنفيذه ووزعوا أدوار الشر وتبادلها فيما بينهم وكلهم على مسرح الجريمة يأتى عملاً من أعمال تنفيذها ويشدون من أزر بعضهم البعض. فمنهم من أشهر فى وجوه المجنى عليهم أسلحتهم البيضاء والمتنوعة مهددينهم بالاعتداء عليهم بها حالة كون المتهمين اكثر من شخصين والواقعة ليلاً فبثوا فى نفوسهم الرعب والرهبة والفزع والخوف وتمكنوا بهذه الوسائل القسرية والوحشية من اجبارهم على نزع ملابسهم والاستيلاء عليها وعلى كل ما معهم من متعلقاتهم الشخصية حقائب وأموال وهواتف محمولة وأدوات تشجيعهم كرهاً عنهم وذلك كله حال قيام باقى المتهمين بالاعتداء على المجنى عليهم بأدواتهم الصلبة الرياضية عصى وشوم وقطع خشبية وحديدية ومقاعد وبلا شفقة أو رحمة فى مواضع قاتلة على رؤوسهم ومختلف أنحاء أجسامهم قاصدين من ذلك قتلهم ومن شدة احكام وتسديد وموالاة الضربات حتى أسقطوا المجنى عليهم صرعى وقتلى وجرحى الواحد بعد الآخر حتى اختلطت دماؤهم الذكية النقية بأرض المدرج الأسمنتية وبمقاعده والتى نزع المتهمون الكثير منها لاستخدامها فى التعدى على المجنى عليهم وقتلهم غير مكتفين بما معهم وما حملوه من أسلحة وأدوات تنفيذ جريمتهم لحظة صعودهم للمدرج. ومن حاول من المجنى عليهم الفرار بأنفسهم من هول ما رأوه بالصعود على أعلى المدرج ظناً منهم انه السبيل الوحيد لنجاتهم والبعد عن بطش المتهمين بهم فكان قتلهم أشد بشاعة وأكثر ضراوة وخسة من سابقيهم من المجنى عليهم اذ تعقبهم المتهمون وأسرعوا بالعدو خلفهم وأطبقوا عليهم والتفوا حولهم بعد ان أدخلوهم فى شباكهم وظلوا يتوسلون اليهم ويتسعطفونهم ويسترحمونهم بأن يتركوهم أحياء لكن ماذا يجدى كل ذلك مع جناة عتاة معتادى الإجرام وقد تجردت قلوبهم وعقولهم ومشاعرهم من الشفقة والرحمة فاعتدوا عليهم بالضرب بكافة ما معهم من أسلحة بيضاء وأدوات صلبة راضة فى مختلف أنحاء جسدهم وجردوهم من ملابسهم واستولوا عليها وعلى كل ما معهم من متعلقاتهم الشخصية وأموالهم كرهاً عنهم. وأخذوا يحملونهم بعد تكتيفهم من أرجلهم وأيديهم وحملهم ورفعهم الى أعلى ملقين إياهم الواحد بعد الآخر من أعلى سور المدرج والذى يبلغ ارتفاعه أحد عشر متراً بقصد قتلهم، حتى ان المجنى عليه/ أحمد وجيه عبدالصادق حاول الخلاص بنفسه من بين أيديهم فأسرع المتهم السادس والخمسون/ عبدالعظيم غريب عبده وشهرته «عظيمة» حال وجود المتهمين الرابع والسابع والثالث والخمسين والتاسع والخمسين والواحد والستون على مسرح الجريمة يشدون من إزاره بتكتيفه وباقى المتهمين وخنقه بلف الكوفيه التى يرتديها المجنى عليه حول رقبته وتمكنوا عقب ذلك من حمله ورفعه الى أعلى وإلقائه من أعلى السور الحديدى للمدرج قاصدين من ذلك قتله ليلحق بباقى المجنى عليهم. وأبت عدالة السماء وأرض بورسعيد الطاهرة الا ان تكون خير شاهد على وقائع إلقاء المجنى عليهم من أعلى المدرج بالاضافة الى باقى شهود الاثبات وما جاء باعترافات المتهمين فكادت تخرج عن ثوابتها وتعاطفت مع المجنى عليه/ محمد حامد احمد مصطفى شاهد الاثبات الرابع ليظل حياً بعد ان القاه المتهمون من اعلى المدرج ليشهد ويقص ويروى بتحقيقات النيابة العامة جلسة المحاكمة بشاعة وفداحة ما رآه من فزع ورعب بدءاً من هجوم المتهمين الكاسح والغاشم عليهم ودور كل متهم من المتهمين والذين شاهدهم قبل واقعة القائه من أعلى المدرج وقبل قيام المتهم الثالث والسبعين مهندس الكهرباء باطفاء الأنوار فى التعدى على كل من يقابلونه من المجنى عليهم من جماهير ألتراس النادى الأهلى بكافة أنواع أسلحتهم البيضاء وأدواتهم الصلبة الراضة بقصد قتلهم وهويحاول وباقى المجنى عليهم النجاة بأنفسهم فصعد الى أعلى المدرج فإذا باثنين من المتهمين يأتيان من خلفه ويمسك احدهما بساقه اليمنى والآخر باليسرى من عند ركبتيه ولخفة وزنه تمكنا من حمله وأحكما تكتيفه عنوة عنه ورفعاه الى أعلى وألقياه من أعلى المدرج قاصدين من ذلك قتله، فاذا به يسقط على قدميه وذراعه اليسرى مرتطماً بالأرض غير مصدق نفسه أنه مازال على قيد الحياة فاختبأ خلف قطعة صاج بجوار سور الاستاد محتبساً أنفاسه خشية أن يراه المتهمون حياً فيتعقبوه، ويجهزوا عليه ويقتلوه وظل فى مكانه لفترة طويلة متحملاً آلامه الشديدة حتى سمع صوت أحد سيارات الاسعاف فحاول جاهداً الوصول اليها والتى أقلته الى احدى المستشفيات. فأحدثوا به إصابات وهى عبارة عن كسر بالفقرتين القطنيتين الثالثة والرابعة كما ثبت من مناظرة النيابة العامة له وجودجبس طبى على ذراعه اليسرى وذلك على النحو المبين بالتقرير الطبى الخاص به. وقد تزامن مع كل ذلك وتعاصر معه قيام المتهم الثالث والسبعين/ توفيق ملكان طه صبحية مهندس الكهرباء والإذاعة الداخلية بالاستاد بالاسراع فى اطفاء انوار الاستاد وبعد دقائق قليلة من انتهاء المباراة وأثناء تنفيذ المتهمين لجريمتهم وقبل تمام تنفيذها وذلك بالمخالفة للقواعد المتبعة لإضاءة الملاعب والتى توجب عدم اطفاء الأنوار الا عقب التأكد من اخلاء الاستاد نهائياً من الجماهير، ورغم التنبيه عليه من شاهد الاثبات الثالث والستين بقائمة الشهود/ محمديونس سعد معوض مدير عام هيئة استاد بورسعيد قبل انتهاء المباراة بعدم اطفاء الأنوارورغم مشاهدته لحظة نزول المتهمين لأرض الملعب والهجوم على المجنى عليهم بالمدرج الشرقى حال خروجه من غرفة الاذاعة الداخلية متجهاً إلى غرفة التحكم ورغم مشاهدته للمجنى عليهم مصابين وهوفى طريق خروجه من الاستاد الا انه أسرع باطفاء الأنوار وغادر الاستاد الى خارجه وظل يحوم حوله كى يرقب عن بعد نتيجة عمله الاجرامى بمشاركته ومساهمته وتسهيله للمتهمين تنفيذ جريمتهم. فكانت عدالة السماء له ولباقى المتهمين بالمرصاد فإنه فضلاً عن تعرف الشهود على المتهمين لحظة الهجوم على المجنى عليهم والبدء فى تنفيذ جريمتهم وقبل قيام المتهم الثالث والسبعين باطفاء الأنوار، فإذا بالفنار الخاص بارشاد السفن والرابض فى مياه البحر أمام الاستاد من الجهة لبحرية كاد يزيد سرعة دورانه وتأتى أنواره مع الانوار الخارجية المجاورة للاستاد ليكونا نوراً على نور ليكشف وجوه المتهمين أثناء تمام تنفيذ جريمتهم امام أعين شهود الاثبات ومنهم المجنى عليهم والذين ظلوا أحياء بعد أن شرع المتهمون فى قتلهم.