أنا من عاشقى فيلم الكارتون (شركة المرعبين) وأشاهده أسبوعياً ولكننى اكتفيت فى الآونة الأخيرة بمشاهدة البث المباشر لشركة المرعبين ماركة الإخوان الذين يمارسون هذا الإرهاب المضحك الذى يعتقدون أنهم بممارسته سوف يرعبون الإعلاميين ويكممون الأفواه ويقصفون الأقلام، والغريب أن هذا الإرهاب الإعلامى الذى يمارسه الإخوان الآن، لا يعبر عن قوة حقيقية شعبية ولكنها مجرد أبواق تمارس التهويل والتشويش والضجيج لإخافة المجتمع. إن ما حدث مع ريهام السهلى فى الآونة الأخيرة يؤكد أن الدولة المصرية فقدت عقلها وأننا نحكم بنظام القبيلة وأن هذا التصرف «قرصة أذن» موجهة لجميع الإعلاميين، واختيار ريهام يعنى أنه حتى المعارضة التى تتسم بكل قواعد المهنية وتقدم الرأى والرأى الآخر بكل حيادية دون أن يكون لرأيها الشخصى أى تأثير على عملها، مما يعنى أنهم قادمون لا محالة إلى سحل كل المعارضين وهذا يدل على أننا أمام نظام فاشى جاهل فاقد للأهلية ويستحق أن يكون على رأسه هؤلاء الحكام من الإخوان. كلنا يعرف أن الإرهاب سلاح، تستخدمه الدول، والجماعات الفاشية العميلة، للهيمنة والترويض وإخافة المعارضين، اعتقاداً منهم أنهم لا سبل لتطويع المجتمعات، وبرمجتها، وتسييرها فى خط معين إلا بإظهار العين الحمراء والفوشيا إذا أمكن ولا مانع من مزج هذا التهويل بالشعارات الديمقراطية السخيفة، مثل (أنا رئيسكم المنتخب) والتفاخر البغيض والمعيب بحرية التعبير، وأكذوبة الشرعية واحترام الرأى الآخر وهم للأسف لا يعرفون سوى تنفيذ السمع والطاعة اللذين فطموا عليه. فكيف لفاقد الشىء أن يعطيه، إن الجماعة بداية من مرشدها المحرك للأحداث والحاكم النهى والبرفانات التى تحكمنا المتمثلة فى الرئاسة والحكومة ومجلسنا النيابى المفتعل ما هى إلا أداة ترويع من نوع أبطال الفيلم الكارتونى (شركة المرعبين)، إنهم يعتقدون أن العنف سيجعلنا نركع ولكن كل وسائل التعسف والتعذيب لن تثنى الإعلاميين عن أفكارهم وآرائهم، وإذا كان الإخوان خرجوا من السجون ليكبلوا الأفواه ويمارسوا القمع، فالإعلام الحر بكل من فيه فى انتظارهم، خاصة أننا نعيش أفول نجمهم الذى سطع فى سماء الكذب والتضليل وسحقته الحقيقة الجلية بأن المصريين لن يساقوا كما يساق الإخوان من جماعة الإرشاد دون تفكير وأن الإعلام لن يسقط مهما حدث تحت أقدام فاشية الإخوان التى يقودها المرشد وأتباعه، وسيظل الإعلام الحصن المنيع القادر على إزاحة الأفكار الإخوانية المدمرة، والتوجهات السادية الإخوانية. إن الإعلاميين لا يحملون عداء للإخوان الذين استلموا السلطة ولكنهم لن يقفوا مكتوفى الأيدى أمام العجرفة الإخوانية والجرائم الوحشية والبربرية التى يتعرض لها الإعلام والتى تكشف عن مدى المحنة التى يتعرض لها المصريون، فمن يكتب مقالاً أو يقول رأياً معارضاً يصبح مستهدفاً لا محالة من جحافل الإخوان للاختلاف الفكرى الذى قد يحدث هنا وهناك فى فترات متباعدة فيصبح وسيلة لكى يروى مكتب الإرشاد عطشه من دماء الحرية وينال من أصحاب الفكر والرأى بكل خساسة بتصرفات تصل إلى حد الفعل الإجرامى أننا سنكتب ونصرخ بأعلى صوتنا أنكم أفاقون وكاذبون ولا مكان لكم بيننا بعد الآن لقد عرفناكم وأننا لا نخاف هذه الأفعال الخسيسة. من المؤكد أن ما تعرضت له ريهام السهلى هو مؤلم بكل المقاييس الإنسانية، إنها جريمة بكل الأعراف والشرائع الدينية والوضعية لا يعرف الإخوان الطغاة أعداء الحرية وعلى رأسهم الرئيس ونظامه الذى من المفروض أن يحمى الكُتاب والصحفيين والإعلاميين وتقع مسئوليتهم عليه لأنهم الثروة الفكرية لهذا البلد الحزين لأنهم يريدون الخير لمصر، كل حسب اجتهاده، فكيف يمكن أن نسمح بهذا الاعتداء الصارخ الذى يطال ممثلى السلطة الرابعة والإعلاميين. إننا يجب ألا نكتفى بمجرد الإدانة والاستنكار ولن يجب أن يكون هناك موقف إعلامى رسمى من قبل الإعلاميين، لا يشجب فقط هذه الاعتداءات المستمرة ولكن عليه رفض استضافة أى إخوانى. وكفانا ما شربناه من هذا الهراء الإخوانى وعلى الجميع اتخاذ موقف جاد لمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة التى تدعو إلى الاعتداء على الإعلاميين ويقينا يقف وراءها أياد خبيثة ومشبوهة يعدمها مكتب الإرشاد الذى لا يلجأ إلى القمع وتدجين المجتمعات فقط بل يستخدم وسائل الإعلام الحكومى وتابعيه من القنوات الإخوانية والدينية للتأكيد على استخدام الآراء العنيفة، لردع الإعلام المضاد للأخونة، بشكل أكثر فظاظة وفجاجة وترويعاً لإرهاب الناس وبرمجتها، وذبح القطة للمعارضين، فتوعز لوسائل إعلامها، بأن تصورهم على شكل إرهابيين، ويريدون حرق البلد ومخربين، فتخلق فى ذهن المتلقى صورة مخيفة للوطنيين الإعلاميين المعارضين، وتحاول ترسيخها، لكى تصبح حقيقة واقعة، فيتحول الشعب ضدهم، ويخاف من الإعلان عن تأييدهم، خوفاً من بطش السلطة، إننا أمام إعلام محترف لا يخاف من إرهاب الإخوان، والتحريض الذى يمارسونه بتزييف الحقائق، وقلب المفاهيم، بحجة الدفاع عن الشرعية والرئيس المنتخب، رغم أن الهدف الحقيقي، من تلك الأساليب هو الضغط على أصحاب الكلمة الحرة للتنازل، عن القيم والأفكار وتجريد الإنسان المصرى من عقله ليصبح خانعاً للجماعة بهذا التهريج الإرهابى، لتحقيق أهدافه، وإخافة الإعلام، معتمداً على صيغة الهجوم المركز وممارسة الهجمة المسعورة، على الفضائيات المصرية المعارضة للإخوان.