فى كتابه: «عرب بلا رب» يتبنى براين ويتاكر بشكل واضح أطروحة الباحث غسان عبدالله بشأن ما يسميه: «العلمانية الجديدة فى العالم العربي» (1999)، وهو يستعرض أعمال مفكرين علمانيين لم يوصف أيٌّ منهم بالملحد، وغسان يعتقد أن معظمهم ملحدون أو منكرون لوجود الله على الأقل، وكثيرٌ منهم أقرّ بذلك «سرًّا». ويضيف الباحث أن نقدَ الإسلام فى العالم العربى ليس سهلًا، وعندما نقرأ ما يكتبه العقلانيون باللغة العربية فإننا نطوّر فكرة عمَّا كان يقصده هؤلاء الكتّاب عندما يستخدمون أساليبَ محددةً للتعبير عن أفكارهم، وبالتالى يمكننا استبصارُ مواقفهمُ التى لا يجرؤون على البوحِ بها صراحةً!!. وهذا الحديث الصريح عن «السري» و«العلني»، ظاهرة مهمة. وممن تناولهم غسان عبدالله: محمد شحرور؛ ويصفه بأنه اتخذ موقفًا مناهضًا للإسلام، ورغم انتقاداته المتكررة ظلَّ مترددًا فى نبذ الدّين، وقبوله به بدا خضوعًا للواقع السياسيّ لا خضوعًا لله!!. يقول شحرور: «بما أنّ للدّين دورَه المعياريّ الهامّ» بمجتمعاتنا، «فإنّى أعتبر تجاهله مستحيلًا»، ولقد جرَّب الليبراليون ذلك وفشلوا «وأراد الماركسيون فرض العلمنة... لتدمير الدّين، ففشلوا أيضًا». ومثال آخر لذلك، موقع «مركز بحوث الدّين» ويصف نفسه بأنه «مركز أبحاث حديث إسلامي»، هدفه «تحديثُ رؤيتنا للقرآن وتوسعتها من أجل توضيحِ حالات سوء الفهمِ، وفهم رسالاته وإمكاناته التى تم إهمالها»، يقول الموقع :«نؤمن بأنَّ القرآن يرفض جميع أشكال الخرافات والعبادة العمياء والتمييز والظلم والعدوان والاستبداد ونظام الحكم الدّينى والتقاليد القمعية». ويتفادى الموقع الإلحادَ الصريحَ عبر «إعادة تعريف الله»، يقول: «نحن لا نؤمن بالإله كما يراه التيارُ الرئيس فى الأديان، بل نؤمن بإله، أو بالأحرى بقوةٍ لا ندركها، ليس له شكلٌ أو مكانٌ». وللحديث بقية.