يتناول براين ويتاكر مؤلف كتاب: «عرب بلا رب» منعطف إلغاء الخلاف وتأثيراته فى النقاشات حول الدين ودوره فى الحياة، يقول: ألغى أتاتورك العلمانيُّ المتشدّدُ، «الخلافةَ» (1924) وفى 1925 تسبَّبَت كتابات على عبد الرازق، (شيخ أزهري) بجدلٍ واسعٍ بكتابه: «الإسلامُ وأصول الحكم»، وادّعى فيه أنّ الإسلام لم يحدّد نمطاً للحكم. وأنجب القرن العشرون مفكرين كثيرين مالوا للعلمانية كطه حسين ونجيب محفوظ، أمّا عدد الملحدين (سراً أو علانية) فلا يمكن الجزم به. وقد كان للماركسية أتباعٌ عرب كُثرٌ بعد الحربَ العالميّةَ الثانيةَ، ومال النّاس للتّعبير غير المباشر عن إلحادهم بنقاشاتٍ فى الوجوديّة مثلاً، والجوَّ فى ذروةِ اليساريةِ العربيةِ كان مُهيأً أكثر للتشكيك بالأديان من الآن. بدرة (ناشطة نسائية ولاأدرية لبنانيٍّة) تذكرُ حالاتٍ لبنانية وسورية؛ «حيث لمْ يكنِ الإلحاد فى عزلةٍ، بل فى مجتمعاتٍ» وتضيف: لمْ أكنْ جزءاً من هذه المجموعات، وبانتقالى لبيروتَ اكتشفتُ عالَماً موازياً وجيل ينتمى لهذه الخلفية ممن نشؤوا «ضمن هذه المجموعات الشبابية اليساريّة وتربوا على هذه القيم»، وخصوصًا: «الحركة الوطنية اللبنانية» وضمّت أحزاب: الاشتراكى (كمال جنبلاط) والقومى السورى الاجتماعي، والشيوعيين. و»الإلحاد، وإنْ لم يتمَّ التعامل معه كموضوع بحدِّ ذاته»، لكن «المثقفين الذين نشطوا خلال فترة الحرب الأهلية كانوا يتبنَّون الفكر العلمانى ويحرضون ضدَّ الأديان كثيرًا»، «ويصوِّرُ أدبُ الحربِ الأهليةِ اللبنانيّةِ الكثيرَ مِنَ الآراء الإلحادية». خمسينيات وستينيات القرن العشرين، سادها تفاؤلٌ كبيرٌ، فكان التديّنُ يتراجعٍ بين «ذوى الثقافة العالية»، بالمنطقة، وكانت الآراء الإلحاديّة إنْ تمَّ إعلانها «تعكس غرورَ النخبة أكثرَ مِنِ اتِّخاذِها شكل العدائية البغيضة لرجال الدّين فى أوائل القرن العشرين». عمومًا، نادرًا ما روّجَ الشيوعيون والاشتراكيون للإلحاد علناً بالدّول المسلمة. وللحديث بقية