فى كتابه: «عرب بلا رب» يثير برين ويتاكر قضية تبلغ الغاية فى الخطورة هى الربط الذى يروج له كثير من الملحدين وكثير من العلمانيين العرب المتطرفين، إذ يزعمون أن الإلحاد «شرط للتقدم»! يقول وياكر: ذكر فيل زوكرمان في: «دليل كامبردج للإلحاد» أنّ: «الدوَلَ ذاتَ النسبةِ المرتفعةِ من الملحدين» من أكثر الدول صحةً وغنىً. وبالمقارنة بين الترتيب العالمى فيما يخصّ الدين، ومؤشر الأممالمتحدة للتنمية البشرية، تكون النتائج صادمةَ. الدول الخمس والعشرونَ الأعلى ترتيباً بالمؤشر (باستثناء إيرلندا) بها نسبة ملحدين مرتفعةً جداً. تضمنتِ الدول الخمسونَ، الأدنى ترتيباً، نسباً منخفضةً جداً من الملحدين. ووجد «زوكرمان» أنّ: الدول الأربعين الأشد فقراً (باستثناء فيتنام) متدينة بشكل كبير. الدول الخمس والثلاثين الأعلى أمية بين الشباب، متدينةٌ بشكل كبير. الدول العشر ذات المستوى الأعلى فى المساواة بين الجنسين «ملحدةٌ». ولا يدّعى زوكرمان أن الإلحاد سبب المنافع بالمجتمعات الأقل تديناً، لكنه استنتج أن المجتمع السليم يؤدّى لانتشار الإلحاد!، ويؤدى انعدام الأمن الاجتماعى لانتشار الإيمان بالله!. وثمة جدل حول دور الانترنت فى انتشار الإلحاد، والملحدون لا يرونه «السبب»، «وإنما مجرّدُ وسيلة»، حيث لن يسعى وراء المواد الإلحادية إلا من توافق أفكارهم. ورغم التحذيرات، أقبلَ المسلمون على الإنترنت؛ وبحلول 2000 أصبح لدى أغلب الحركات الإسلامية المعروفة ومجموعات وأفراد وجودٌ افتراضى، فذلك نوع من الدعوة، وكثيرون يعتبرونها واجباً دينياً، والبعض أثارته فكرة أن يجمع الإنترنت يوماً مسلمى العالم فى «أمة رقمية». الطريف أن ويتاكر يعترف بأن أمريكا استثناء من هذه القاعدة فهى غنية ومتقدمة و«مؤمنة» وهذا موقف مراوغ، لأنها ليست استثناءً بل دليل قاطع على أن الربط بين الإلحاد والتقدم أكذوبة كبرى! وللحديث بقية