حذرت الحقوقية ناهد أبو القمصان رئيس المركز المصرى لحقوق المرأة من "الزواج الاستهلاكى" الذى يقوم على المصلحة المادية فقط بين الطرفين ، مشيرة إلى هذا الزواج يعد خطرا كبيرا على المجتمع المصرى ؛ بما يحمله من نتائج سلبية على الزوجين والأبناء . ودعت أبو القمصان الى سرعة إصدار قانون الأحوال الشخصية بعد مناقشته جيدا من جميع الأطراف والمؤسسات ذات العلاقة. وقالت في ندوة نظمها نادي ليونز جاردن سيتي برئاسة حازم خليل، ورعاية اجلال بهادر : لا ينتبه كثيرون الآن الى نوع من الزواج يتفق فيه الرجل والمراة على ان زواج رسمي يقوم مصلحة نفعية متبادلة ، كأن يشترى لها سيارة او شقة او اى مقتنيات فاخرة ، مقابل ان تكون زوجة ثانية سرية لا تجلب له المشاكل . وأردفت: ولكن سرعان ما تتبدل الأحوال وتشتعل المشاكل بعد عام من الصمت او اكثر ، وتقلب الزوجة الثانية الطاولة ، وتبدأ تهدد وتتوعد ثم تطلب الطلاق بعد أن حققت ما ارادت وأخذت مصلحتها وطارت ، غير مكترثة بما في احشائها أوما أنجبته من ابنة او ابن ، سيدفع وحده عند الكبر ثمن هذا الزواج القائم على المصلحة فقط . تحدثت أبو القمصان في البداية عن أهمية الزواج كرباط مقدس اساسه المحبة والمودة ، ووصفته بأنه شراكة يتوحد فيه كل طرف في الآخر دون تسلط او إرادة منفردة ، فاذا ما أراد احدهم الانفصال وفض الشراكة ، يجب ان يكون ذلك باحسان واحترام ، قائلة من رحمة ربنا بنا انه لدينا أربعة مذاهب دينية ، فلماذا لا نأخذ منها مجتمعة مع قليل من التجديد العصرى ، ونضع قانونا متوازنا للمراة والأسرة ؟. وأشادت بدور منظمات المجتمع المدنى بشكل عام وأندية الليونز بشكل خاص في دعم قضايا المراة ، والدفاع عن حقوقها والمساهمة في القوانين والتشريعات التي تنظم حياتها الشخصية والاسرية . واستعرضت أبو القمصان نشاة وتطور قانون الأحوال الشخصية منذ صدوره قبل 100 سنة ، وتطرقت الى تعديلاته بدءا من عام 1926 و1929 و1946 و1959 و و1979 و1985 ، فصدور قانون الخلع عام 2000 ، وأخيرا قانون محكمة الاسرة عام 2004، مشيرة الى أنه يجرى تعديل جديد حاليا على القانون الذى قدمته الحكومة للبرلمان وأثار موجة من الجدل وطاله العديد من الانتقادات ، فتم سحبه بتوجيهات من القيادة السياسية ، لتقديمه بشكل افضل وبما يليق والمكتسبات التي حصلت عليها المراة في السنوات الأخيرة . وأضافت: عند صدور القانون كانت ظروف المراة مختلفة تماما سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، تماما كالمجتمع الى تعيش وتعمل به ، ولم يكن عدد سكان مصر بهذا التعداد الكبير ، ولا عدد حالات الطلاق بهذا الحجم ، مشيرة الى ان وصول نسبة الاناث الى 59%، وتفاقم حالات الطلاق شهريا ، يفرض على المشرع وصانع القرار سرعة الاستجابة للمتغيرات العصرية وحماية المجتمع من آثار الطلاق المدمرة للفرد والاسرة والمجتمع . ولفتت أبو القمصان الى أهمية التجديد الفقهى، وقالت: لو ان الامام أبو حنيفة يعيش بيننا الآن ، لأسرع بالتغيير وأنصف المرأة وعالج بآرائه الفقهية المتطورة كل مشاكلها الحالية ، التي لم تكن موجودة في عهده ولا في العهود اللاحقة التي شهدت تعديلات بسيطة لم تمس جوهر القانون وابقت على جموده الفقهى . وأشارت إلى قانون الخلع الذى حرر المرأة من حالة العبودية للرجل وجعلها قادرة على استرداد حريتها وكرامتها بخلع الزوج أمام القاضي ، وبدلا من تحصل على طلاقها بعد تسع او عشر سنوات ، صارت تأخذ حقها في عدة اشهر بسيطة وبدون رجعة للزوج وتطرق الحوار الى العديد من المشاكل التي لم يحلها القانون الحالي بسبب طول فترة التقاضى و صعوبة تطبيق الاحكام وتنفيذ القانون ، والمواد السالبة للشخصية القانونية للمراة ، ووجود العديد من التناقضات منها على سبيل المثال ما يتعلق بالولاية ، ففي الوقت الذى تكون فيه اللاية للاب ثم الجد والعم ، يأتى القانون ويحاسب الام وليس الاب إذا ما تعرض الابن او الابنة لاى ضرر او إهمال وفقا لما يعرف باسم ( الولاية على النفس ) . كما تناول الحضور مشاكل التعدد ، والميراث ، وأكدوا ضرورة إخطار الزوجة الأولى بالزيجة الثانية، وإذا ما طلبت الأولى الطلاق او اتفقا على ذلك يتم ذلك امام القاضي في المحكمة ، وذلك لسرعة الإجراءات وحصول كل طرف على حقوقه وحفاظا على أستقرار الأبناء . وتحدث الدكتور نشات يوسف رئيس نادى ليونز هليوبليس عن بعض المشاكل الجنسية التي قد تكون سببا في الطلاق وفشل العلاقة الحميمية ، وتساءلت المذيعة سهير شلبى: لماذا لا يعاد النظر في قسيمة او عقد الزواج ويكون فيها نص اختيارى ومن دون اى شروط يسمح فيه بان تكون العصمة في يد المراة بعد موافقة الزوج على ذلك ؟ وبالتالي يتم الحد من مشاكل ما بعد الانفصال ، كون العقد هنا شريعة المتعاقدين . وفى حوارهادىء ، تدفق النقاش ، من الأستاذ حازم خليل متحدثا عن مشاكل الميراث ومعاناة المطلقة مع شقة الزوجية الحضانة والنفقة وغيرها من المشاكل المحبطة والقاتلة للمراة معنويا ونفسيا فضلا عن فقدانها الأمان الاجتماعى ، باستمرار النظرة الدونية لها كمطلقة تجد نفسها في نهاية المطاف وحيدة ،كالغريق في بحر تتقاذفه الامواج . كما تحدثت الأستاذة راجية هاشم رئيس لجنة البيئة وهانم الشبراوى عضوالمجلس القومى للمراة وعدد من قيادات المجتمع المدنى والوسط الاعلامى . واتفق الجميع على ضرورة تكرار مثل هذا اللقاءات البناءة ، واستمرار مسيرة دعم المراة المصرية والزود عن حقوقها ، وبذل المزيد من الجهد للحفاظ على كيان الاسرة المصرية من التفتت والانهيار وحماية رجال الغد والمستقبل من قوانين قد تضر بهم وتقودهم الى هاوية الانحراف . حضر الندوة لفيف من الشخصيات العامة والقيادات النسائية باندية الليونز وعدد من الإعلاميين والمذيعين ومن بينهم : المذيعة سهير شلبى والاعلامية شيرين عفت ومنى وعزه خليل ودينا العجماوي وأمين عام نادى ليونز جردن سيتى هبه الطربلسي والمهندسه عبله زين العابدين والدكتوره ولاء سليم رئيس المؤسسه العلاجيه ونانسي المهدي وسناء رشيد والدكتوره ايناس حلمي اسماعيل والدكتوره زينب يوسف والاستاذة مني ابوجازيه ونفين لطفي وانجي الشافعي ومني فراج مسؤل تنميه العضويه ومايسه لطفي وناديه البربري وفواد مجاهد وهانم الشبراوي ودكتوره هدي العقباوي وهدي السملوطي وميرفت الديب ورباب بيومي وسهير اباظة (ليونزالعروبه) ومرفت محمود وراجيه هاشم (ليونز الزمالك ميدل ايست ) واحمد الاشرفي ليونزهوريزون.