وزير الاتصالات: التكنولوجيا مهمة لخلق حلول مبتكرة للتخفيف من تداعيات التغير المناخى «طلعت» يستعرض مع «تك ماهندرا» العالمية الحوافز المقدمة للاستثمار الأجنبى فى مجال التعهيد شاركت مصر بوفد رفيع المستوى من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات برئاسة الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فى فعاليات المعرض والمؤتمر الدولى للهواتف المحمولة فى برشلونة بإسبانيا الذى انطلق خلال الفترة من 28 فبراير حتى اليوم الأربعاء. عقد الدكتور عمرو طلعت على هامش مشاركته فى المؤتمر الدولى للهواتف المحمولة لقاءات على مدار يومين مع عدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين ومسؤولى المنظمات الدولية، وكبرى الشركات العالمية العاملة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، منها تك ماهندرا العالمية، وسامسونج للتوسع فى استثمارات الشركة بمصر، كما بحث فرص الاستثمار ودعم آليات التعاون المشترك مع البحرين. أكد طلعت أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تخلق حلولاً مبتكرة للتخفيف من تداعيات التغير المناخى وبناء اقتصاد أخضر، مشيراً إلى أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والجهات التابعة لها تقوم بدور مهم فى وضع المعايير الخضراء مع المجتمع الدولى، حيث تشارك الوزارة كعضو فى لجنة الدراسة 5 داخل الاتحاد الدولى للاتصالات، والتى تعمل على وضع معايير للامتثال البيئى، واقتصاد إعادة التدوير، وتخفيف تغير المناخ والتكيف معه، والمشتريات الخضراء، وقياس البصمة الكربونية لمنتجات وخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، داعيا رواد صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى الشراكة والعمل من أجل مستقبل أكثر اخضرارًا واستدامة. جاء ذلك خلال مشاركته فى جلسة حول آليات بناء سياسات رقمية للتعامل مع تحديات التغيرات المناخية، موضحًا جهود قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى مصر لترسيخ دعائم العمل فى التخفيف من آثار التغير المناخى من خلال تبنى سياسة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الصديقة للبيئة (الخضراء) فى كل الأنشطة والمبادرات الخاصة بالقطاع، مشيراً إلى أنه يتم تطوير البنية التحتية للاتصالات فى أكثر من 4500 قرية على مدار ثلاث سنوات ضمن مبادرة حياة كريمة التى تستهدف ما يقرب من 58٪ من سكان مصر، انطلاقاً من أهمية توفير أدوات الاتصالات والانترنت لأهالى القرى لتمكينهم من التنمية، موضحاً أنه يتم ربط القرى بكابلات الألياف الضوئية تماشياً مع مساعى الحفاظ على البيئة حيث تستهلك كابلات الألياف الضوئية 12 مرة طاقة أقل لنقل البيانات من الكابلات النحاسية، مؤكداً أن مصر لديها خطة طموحة للتوسع العمرانى من خلال بناء 40 مدينة جديدة خلال العقدين المقبلين، حيث بدأت فى تطوير الاستراتيجية الوطنية للمدن الذكية والمستدامة التى تتضمن خططًا لتجهيز مدن جديدة ترتكز على بنية تحتية وتقنيات صديقة للبيئة، مع العمل بالتوازى على التحول التدريجى فى المدن القديمة لنماذج أكثر اخضرارًا واستدامة. أضاف طلعت أن مصر تعد أحد المحاور الرئيسة لعبور الكابلات البحرية الدولية التى تنقل البيانات من خلال شبكة 4000 كم فى مصر، حيث تمتلك الدولة المصرية إمكانات كبيرة فى صناعة مراكز البيانات التى يتم إنشاؤها وفقاً للمعايير واللوائح البيئية الخضراء، مشيراً إلى أن مراكز البيانات تساهم بنحو 2٪ من انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى على المستوى العالمى ما يجعل من التحول إلى مركز البيانات الخضراء أمر ضرورى، موضحاً أنه يتم تبنى منظومة تشاركية أبراج المحمول التى تقلل من انبعاثات الكربون، فضلاً عن نشر الألواح الشمسية فى مواقع الاتصالات، مشيراً إلى اهتمام الوزارة بملف الإدارة الرشيدة للتعامل مع المخلفات الإلكترونية حيث يتم تنفيذ مشروعات مشتركة مع الجهات الدولية لدعم هذا التوجه فى كل من الحكومة والقطاع الخاص، وتمكين رواد الأعمال والشركات الناشئة والشركات الصغيرة من المشاركة بدور فعال فى ذلك. أشار طلعت إلى أنه وفقاً للمبادرة العالمية للاستدامة الإلكترونية GeSI فإن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لديها القدرة على الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى فى العالم بنسبة 20٪ بحلول عام 2030 من خلال مساعدة الشركات والمستهلكين على الاستخدام الذكى وتوفير الطاقة، موضحاً مشروعات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لاستخدام التقنيات الحديثة فى التكيف مع تغير المناخ والتى من بينها إرشاد المزارعين حول سبل الاستخدام المسؤول للمياه والموارد الأخرى من خلال تطبيقات مختلفة مثل تطبيق «هدهد» المساعد الذكى للفلاح، وبوابة كنانة أون لاين، وتنفيذ عدد من المشروعات لإدارة المياه الجوفية، والتعاون مع هيئة الأرصاد الجوية المصرية للتنبؤ وإدارة مسارات الفيضانات المفاجئة والتخفيف من آثارها، والعمل على بناء نظام التنبؤ بحالات الطقس المدعوم بالذكاء الاصطناعى وخدمة تنبيهات الطقس القاسى بناء على الموقع الجغرافى، منوهاً إلى أن الوزارة تعمل على تقييم عدد من المشروعات التى تهدف إلى تمكين الاستدامة البيئية بما فى ذلك: استخدام الذكاء الاصطناعى لتحسين استخدام الطاقة بناء على دراسة الاستهلاك وكذلك فى تحسين طرق المرور والتنقل لتقليل انبعاثات الكربون. أكد طلعت ترحيب الحكومة المصرية باستضافة مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأممالمتحدة لتغير المناخ القادم COP27 فى شرم الشيخ من أجل البناء على ما توصل اليه كل من مؤتمر الأطراف COP 26 وميثاق جلاسكو للمناخ، واتفاقية باريس للمناخ. كما التقى وزير الاتصالات، مانيش فياس رئيس قسم حلول الاتصالات والإعلام والترفيه والرئيس التنفيذى لخدمات الشبكات لدى شركة تك ماهيندرا Tech Mahindra العالمية التى تعد من أفضل 15 مزوداً لخدمات تكنولوجيا المعلومات على مستوى العالم، تناول اللقاء سبل التعاون مع الشركة فى مجال التعهيد، بحضور المهندس عمرو محفوظ الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا». شهد اللقاء استعراض استراتيجية مصر الرقمية لصناعة التعهيد (2022-2026) والتى تهدف إلى تسريع نمو اقتصاد المعرفة وترتكز على تطوير المهارات الرقمية والقدرات اللغوية للشباب وتطوير النظام البيئى وتعزيز مكانة مصر الدولية فى الأسواق المستهدفة، وتم تسليط الضوء على قدرات ومميزات مصر كمركز اقليمى وعالمى متميز فى صناعة خدمات التعهيد، والحوافز المقدمة للاستثمار الأجنبى المباشر فى إطار الاستراتيجية.