توجت الانتفاضات الشعبية في عالمنا العربي بالخبر الذي أذاعه الرئيس الأمريكي أوباما قبل بضعة أيام.. خبر قتل القاتل أسامة بن لادن ومجموعة معه في قصر فخم، قيمة أرضه فقط مليون دولار.. وأين؟ بحي سكني راق »أبوت أباد«، لا يبعد سوي بضعة أميال عن إسلام أباد عاصمة باكستان، وليست في ساعات الجهاد الكبير بهضاب أفغانستان ومغارات تورا بورا. والحق أن نهاية زعيم أكبر تنظيم إرهابي معاصر علي ذلك النحو قد جاءت وفقا لتوقعات العقلاء، أن يموت مقتولا، ولا يعرف لجثته مكانا، خاصة وقد ألقي بها، حسب الرواية الرسمية، في بحر عمان. ومن سخرية الأقدار أن يجيئه الموت في وقت حجَّمت فيه قوي التغيير تأثير التنظيمات الإرهابية من نوع تنظيم القاعدة، التي لم تسفر أنشطتها عن شيء سوي قتل آلاف الأبرياء وتشويه صورة الإسلام. فكم من الجرائم روعت بها العالم تلك التنظيمات ومن بينها أخص بالذكر جريمة اختطاف أربع طائرات أمريكية بما فيها من ركاب، تلك الجريمة التي نفذها مجموعة من الإرهابيين التابعين لتنظيم القاعدة، صباح يوم الحادي عشر من سبتمبر في أولي سنوات العقد الأول من القرن الواحد والعشرين. ومن أهم الأفلام التي عرضت لجريمة الاختطاف في ذلك اليوم حالك السواد فيلم »يونيتد 93« لصاحبه المخرج الانجليزي القدير »بول جرينجراس« 2006، وموضوع فيلمه الآخاذ يدور حول الطائرة الوحيدة بين الطائرات الأربع المختطفة التي لم يفلح مختطفوها في تنفيذ المهمة التي كلفوا بها، ألا وهي تدمير مبني الكونجرس الأمريكي، الذي يجمع مجلس الشيوخ والنواب ويرجع فشل المختطفين الي بطولة ركاب الطائرة الذين ما إن وصلهم خبر انهيار البرجين التوأم في حي مانهاتن بفعل اصطدام طائرتين مختطفتين بهما، حتي عملوا جاهدين علي إفساد المخطط الإرهابي، بالشروع في مقاومة الإرهابيين لتغيير مسار الطائرة، الأمر الذي أدي الي اقتتال، انتهي الي سقوط الطائرة وموت كل من عليها بأحد سهول ولاية بنسلڤانيا، حيث عثر علي الطائرة حطاما وبفضل ذلك كتب لمبني الكونجرس الأمريكي النجاة من دمار أكيد. وأعود الي القاتل المقتول »بن لادن« لأقول إن رئيس الولاياتالمتحدة السابق »چورچ بوش« أراده حيا أو ميتا مثلما يحدث في أفلام الغرب الأمريكي المولع بها الرئيس. ولقد تحقق له ما أراد، ولكن بعد مضي حوالي عشر سنوات علي جريمة ذبح لا عقلاني راح ضحيتها آلاف الأبرياء. وعن سيرته لاسيما ما كان منها متصلا بمطاردته في أفغانستانوباكستان، يعد مصنع الأحلام بهوليوود أفلاما ملؤها الحركة والتشويق. لعل أهمها مشروع فيلم مأخوذ عن مؤلف لواحد ممن كانوا يطاردون »بن لادن« اختار له اسم »اقتل بن لادن«!! وأغلب الظن أن »كاترين بيجلو« هي التي ستقوم بترجمة ذلك المشروع الي لغة السينما. ومعروف عنها انها أول امرأة تفوز هي وفيلمها »خزانة الإيذاء« بجائزتي أفضل فيلم ومخرج 2010، ومما ضاعف من قيمة فوزها أن الفيلم المهزوم أمامها هو ومخرجه كان الفيلم الذي حقق أعلي إيرادات في تاريخ هوليوود بل في تاريخ السينما. وأعني به فيلم زوجها السابق »چيمس كاميرون« الذي اختار له اسما غريبا »أڤاتار«!!