الفنانة وفاء عامر، تعيش هذه الأيام حالة من الصمت الرهيب، فسرتها علي انها حالة احباط كبيرة بسبب الأحداث التي نعيش فيها حاليا، وأشارت ان الرئيس محمد مرسي يريد أن يكون عصره، عصر المفاجآت، لأفعاله المختلفة عن احاديثه التي يطرحها علي الشعب، فهو تحدث في بادئ الأمر عن الطبقة الفقيرة والعشوائيات.. ثم فوجئنا بزيادة أسعار السلع، السلطة في مصر أصبحت في يد الجماعة، والمرحلة التي تمر بها مصر، من أخطر المراحل التي مرت علي تاريخها، في ظل غياب الأمان وعودة المجازر الدموية من جديد، والرئيس هو المسئول عنها، لأنه راعي مصر حاليا وكل راع مسئول عن رعيته، وأؤيد مقاطعة الانتخابات البرلمانية، لأن مصر في هذه المرحلة غير مؤهلة لكافة الانتخابات. ما رأيك في الانتخابات؟ - المقاطعة هي حل من الممكن إعادتنا الي الطريق الصحيح من جديد ولكن ما أريد فهمة، هل من يدعون للمقاطعة، قاموا بدراسة موقف مصر الحالي جيدا، والنتائج التي سيترتب عليها هذه المقاطعة، من الضروري ان تكون هذه المقاطعة مدروسة جيدا، لأن من الواضح أن هذه الأيام لا يوجد شيء علي ما يرام، ومعظم الحلول مطروحة تحت خط الاحتمالات، مصر في هذه المرحلة لا تحتمل ما يحدث حاليا، ولذلك أطالب الجميع بالاهتمام بمصلحة مصر والخوف عليها وعلي شعبها الذي يمر حاليا بأسوأ أيام يعيشها، وتهميش المصالح الشخصية في هذه الفترة. معني ذلك أن هذا الحكم منع الإخوان من السيطرة علي البرلمان؟ - عندما سمعت عن دعوات المقاطعة تخيلت طريقين من الممكن أن تسير فيهما مصر الأول هو نجاح المقاطعة وتوصيل رسالة رفض السياسة الحالية للجماعة بشكل كبير يكون له صدي عال من الممكن أن يغير المسار الذي نتجه فيه حاليا، والثاني هو فشل هذه المقاطعة وبالتالي سيطرة كاملة للإخوان علي البرلمان وإزهاق جميع القوي السياسية الأخري، ولذلك فإن هذا الحكم انهي علي نار القدر الذي كان من الممكن أن يدخلنا في نهاية مؤلمة لوطننا. هل إضراب أجهزة الأمن من الممكن أن يؤدي للفوضي؟ - الشرطة ليست عدوا أو غزاة، إنهم ابناء هذا الوطن، ومن المؤكد أن إضرابهم بسبب الظلم والتفرقة بينهم وعدم المساواة في العمل، فالكبير يحاسب الأصغر منه علي الأوامر التي أعطاها له بعد تنفيذها، فكان لابد من وقفة للإنهاء علي هذا الظلم الذي يعانون منه خاصة أنهم في وش المدفع ويحاسبون علي تنفيذ الأوامر التي يعطيها رؤساؤهم لهم، وجميعا شعرنا بقيمة وأهمية الشرطة بعد الفوضي والبلطجة التي نعاني منها منذ اليوم الأول لغيابهم عن عملهم أثناء الثورة، فلقد أثبتوا أنهم الدرع الواقية للشعب الذي لا غني عنه. وكيف تشاهدين المشهد السياسي؟ - حالة من الدمار والمجازر الدموية، تسيطر علي المشهد السياسي، وكل يوم شباب يموتون دون ذنب، وخطورة الموقف تتمثل أن الرئيس ونظامه غير معترفين بما يحدث حاليا، وينظرون الي الأمور من نطاقهم فقط، ولذلك اشعر ان مصر حاليا تمر بأسوأ ايام علي مدار تاريخها، وعلي الرئيس الالتفات الي شعبه ويحافظ علي الأمانة التي أعطاه الله إياها، لأن كل ما يحدث حاليا هو المسئول الأول عنه، صحيح ان الرئيس لم يقتل الشعب بالنيران والأسلحة، ولكنه الراعي، وكل راع مسئول عن رعيته، ولذلك لابد أن يعود الي أحاديثه في بادئ الأمر التي تحدث فيها عن الغلابة والعشوائيات ويحاول تنفيذ ما وعد الشعب به، لأن الناس تعاطفت في بادئ الأمر معه، لانهم شعروا انه يهتم بمحدودي الدخل والطبقة المعدومة ويريد أن يجنب الشعب كارثة نزيف الدماء، ولكن ما يحدث حليا مخالف لذلك تماما. وكيف سيكون مستقبل الفن في ظل هذه الأحداث؟ - الفن واضح من البداية أنه خارج حسابات النظام الحالي، الرئيس تحدث في بادئ الأمر قبل نجاحه في الانتخابات عن كل شيء ولم يقل كلمة واحدة عن الفن، ولذلك فإن الصورة تتحدث عن نفسها، ولا تحتاج لأي كلام، ومن الطبيعي مطالبة الفنانين حاليا بالمحافظة علي الفن وحرية الإبداع ويطالبون الدولة بالاهتمام به، لأن الرئيس اذا تحدث حاليا عن الفن بعد تهميشه في البداية، لن يحظي بأي مصداقية، ولكن نحن كفنانين نحاول فعل كل ما بوسعنا للمحافظة علي هذه الرسالة الثقافية الهامة، ولكن النظام الحالي يحاول تحجيم الفن وتهميشه بشتي الطرق. ما تأثير ذلك علي الدراما؟ - الأحداث السياسية الحالية جعلتني غير مهتمة بالموسم الدرامي القادم أو بأي شيء، وأعاني من حالة احباط كبيرة لا تؤهلني لأي عمل، ولكن من المؤكد ان الإنتاج سينحدر بدرجة كبيرة هذا الموسم. لماذا تغيبين عن الدراما هذا الموسم؟ - كيف أستطيع القيام بعملي في غياب الأمن النفسي، اعتبر فني رسالة وليس تجارة ولابد ان اكون في حالة نفسية جيدة حتي استطيع القيام بعملي علي اكمل وجه، ولكن في هذه المرحلة افضل الانسحاب للحفاظ علي عملي وجمهوري، خاصة مع وجود نار مشتعلة بداخلي علي مستقبل هذا الوطن.