بعد قرار جبهة الإنقاذ الوطني بمقاطعة الانتخابات البرلمانية في محاولة للتخلص من هيمنة الجماعة علي الفكر السياسي في المرحلة الراهنة. وهو ما يمكن اعتباره رسالة واضحة من ممثلي الشعب المصري تشير الي رفضهم لحكم الإخوان الديكتاتوري الذي أصبح قاب قوسين أو أدني من القضاء علي الثورة، بالإضافة لدعوات العصيان المدني التي تعتبر محاولة لمواجهة فكر الجماعة الاستعماري، لتصبح الانتخابات البرلمانية وسيلة جديدة يسعي الإخوان من خلالها لتزييف إرادة الشعب وتثبيت شرعية مصطنعة لا يرضي عنها المصريون. ومع تعالي هتافات مقاطعة الانتخابات البرلمانية امتزجت أصوات النخبة والبسطاء في انتقاد هذه الخطوة التي ترسخ حكم الجماعة وتضرب بالمعارضة وسواد الشعب المصري عرض الحائط ومن بين هذه الأصوات نجوم في عالم الفن صرحوا بعدم خوض لانتخابات ودعوا لمقاطعتها فكان لزاما علينا معرفة الاتجاه الرسمي الذي تمثله النقابات الفنية التي نستطلع آراء القائمين عليها في هذا التحقيق. يري الدكتور رضا رجب، القائم بأعمال نقيب الموسيقيين أن مصر عانت كثيرا في عهد الجماعة التي تريد تهميش كل شيء لتحقيق مصالحها فقط، لذلك لابد من إنهاء هذه المرحلة، التي كلفت مصر الكثير من الخسائر، وأكد أن المقاطعة هي الحل الأمثل لإسقاط الفكر الإخواني ولكن يجب أن تنفذ جيدا ولا تكون مجرد اقتراح مثل العصيان المدني الذي لم ينفذ في كافة المحافظات. وبرر رجب عدم نجاح العصيان المدني بحالة الإحباط وضعف الوضع الاقتصادي الذي جعل الناس غير مؤهلين للتصدي لما يحدث الآن نظرا للخوف من سوء الحالة أكثر فالأغلبية تريد تأمين حياة كريمة لأسرهم فقط دون التدخل في الحياة السياسية، وهذا ما يقوي من ساعد الجماعة التي دائما ما تلعب في هذه الدائرة، ولذلك يظهرون دائما تحت ضوء الأغلبية وأعتقد أن علي الناس جميعا أن تتوحد وتتآلف للقضاء علي المرحلة المؤسفة التي نعيشها حاليا، والمحافظة علي الثورة التي تسير في الطريق الي نهايتها. السيناريست تامر حبيب، عضو مجلس إدارة نقابة المهن السينمائية قال: المقاطعة هي الحل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية، وأكد أنه توقع عدم نجاح دعوة العصيان المدني وصدقت توقعاته، وهو ما يجعله غير متفائل بدعوة المقاطعة، لأن الشعب أصيب بحالة ملل كبيرة، وهذا السيناريو تكرر كثيرا منذ بداية عهد الإخوان وحتي الآن، وأصبحنا نعيش مرحلة يسودها التخبط والاضطراب وننتظر النهاية مهما كانت سواء طيبة أو مؤسفة، ولكن بوجه عام إذا جاءت هذه الانتخابات بما لا تشتهي الأنفس سيطلق العالم علي مصر لقب «البلدة المجهولة» لأن هذا الاسم سيكون الأنسب لها وسنتحول الي ولاية فقط وليس دولة فلابد علي الناس أن يعوا هذا الكلام وعلي الجميع أن يشارك في حل الأزمة الحالية لأن المستقبل سيؤثر علي الجميع وليس علي القائمين علي الحياة السياسية فقط وأتمني أن يكون للشباب دور في هذه الانتخابات لأنهم الورقة الأخيرة لمصر. أما الفنان سامح الصريطي، وكيل نقابة المهن التمثيلية فيري أنه حتي الآن لا توجد صورة واضحة للمقاطعة ولكني أؤيد أي حل يخلص مصر من الكبوة التي اندست فيها، ولكن علينا أن نتحالف جميعا. لتنفيذ هذه المقاطعة لأن التفرق الملحوظ في صفوف الشعب يتيح الفرصة دائما للجماعة لتنفيذ مصالحها، فلابد ألا نعطي لهم الفرصة لذلك لأن هذه الانتخابات هي الأمل الأخير لمصر ولذلك فالمقاطعة أو الاتفاق جميعا علي صوت واحد حل للخروج من الأزمة، ولكن المهم في المقام الأول هو التآلف والتحالف لأن تفرقنا الملحوظ دائما يتيح فرصة النجاح لهم.