حالة العصيان المدنى التى امتدت من بور سعيد الى القاهرة والعديد من المحافظات اليوم هى تطور طبيعى لحالة الفوضى، والتوتر التى تسود الشارع المصرى ونتاج طبيعى لحالة «الطناش» والتجاهل الرئاسى لقضايا الشارع، والشعب ووسيلة أخيرة لحالة اليأس التى تضرب كل الفئات والشباب. واذا كان الإخوان يتعاملون مع حالة العصيان المدنى على أنها «ظاهرة» وتنتهى فهذا امر قد يزيد الاحتقان ليعصف بأمن واقتصاد البلد وفنها، فالنتائج ستكون خطيرة على كافة الأصعدة، وقد تمتد هذه الحالة لتوقف قطار الدراما التليفزيونية ومسيرة الإبداع الفنى بشكل عام فى حالة انتصار الشعب فى معركة العصيان المدنى وهو ما نناقشه مع أهل الفن فى السطور القادمة. الفنان عزت العلايلي قال: إن مصر الآن في مرحلة خطرة تستوجب من الجميع ان يتعامل بحذر كبير مع الأحداث الحالية، ولابد من التفكير أولا في مصلحة مصر قبل أي شئ، لان العصيان اذا لم يتم تنفيذه علي ما يرام سيكلف مصر العديد من الخسائر نحن في غني عنها، ولكن بوجه عام لابد ان يلتفت الرئيس الي مطالب شعبه ويجنب البلد حالات الدمار والخراب التي أصبحت تمثل حالة من «الهلع» للجميع ولذلك من وجهة نظري ان الحل الوحيد للخروج من الازمة هو ضرورة تفكير الجميع من حكومة ورئيس وجبهات المعارضة والقوي السياسية في مصلحة مصر أولا قبل أي شئ. السيناريست مجدى صابر يرى ان العصيان المدنى هو أفضل وسيلة سلمية توضح للنظام اننا نرفضه، ونرفض أفعاله، وهو أمر يوقف الحياة بأكملها ويصيبها بالشلل، وحدث فى بلاد كثيرة على مستوى العالم، وانا أؤيده وأهنىء أهالى بورسعيد على مبادرتهم للعصيان، ورفضهم لمحاولة رشوتهم بالأموال، وإعادة فتح المنطقة الحرة، ليقولوا لمن فرض حظر التجوال وتسبب فى مقتل 60 شخص من ابنائها انت ظالم، وقاتل ونحن لن نستسلم ، ولن ننحنى للظلم والاستبداد، فالدولة لم تكن ظالمة لأهالى بور سعيد فقط بل ظلمت مصر كلها حين أقرت دستوراً فاسداً، ومزوراً رفضته المحكمة الدستورية العليا، وقالت عنه إنه غير دستورى، ولكن الدولة لم تستجب إلا لمصالحها وقاموا بتعديلات شكلية. فهم يريدون وضع مخالبهم فى كل الامور والهيمنة على الدولة ولكن حينها لن تكون هناك دولة ، فهذا نظام خائف مرتعش يتعلم فى الشعب، وفصيل الاخوان أقصى قدراته العمل تحت الأرض فى تنظيم يحتوى على 500 فرد كل خبرته فى الزيت، والسكر، والشئون الاجتماعية، ولكن اذا استمرت الحكومة فى تجاهله سوف يكون العصيان هو الحالة السائدة فى مصر فلا يوجد فعل بدون ثمن، فالدولار يرتفع والسلع فى حالة غلاء والدولة تنهار والاخوان لا يستجيبون لأى شيء. النقابات الفنية والعصيان المدنى.. السيناريست تامر حبيب عضو مجلس ادارة نقابة السينمائيين قال: نقابة السينمائيين تؤيد العصيان المدني ومن المؤكد اننا سنشارك فيه، ولكن لا أعتقد ان هذا العصيان سينفذ علي مايرام ، لان من وجهة نظري ان هناك عدداً من مؤسسات الدولة لن تشارك بسبب حالة الاحباط الكبيرة التي تسيطر علي الجميع، حول عدم إمكانية حدوث أي تأثير ايجابي علي النظام الحالي في تنفيذ مطالب الشعب، وبالفعل نجح الاخوان في وصولنا الي الشعور بهذا الإحساس وبالفعل بدأ معظم الناس يتعاملون معهم علي اساس «الأمر الواقع» ولذلك في إحدي اللحظات بدأت أشعر ان اعضاء الجماعة ليسوا بشر مثلنا ولكنهم كائنات من كوكب آخر يصعب التعامل معهم، ولكن أتمني ان ينجح هذا العصيان في التأثير علي النظام الحالي، وأتمني ايضا عدم تسلل العناصر المجهولة التي دائما ما تخترق الاعتصامات والعصيان وتقوم بأحداث حالات تخريب للبلد، حتي يتأكد الجميع ان هذه الاعتصامات ليس للمطالبة بالتغيير والإصلاح ولكن للتخريب ومحاولة فرض الرأي بالقوة ، واتمني ان تسقط ظنوني، وينجح العصيان في تحقيق مطالبنا . وقال د. رضا رجب القائم بأعمال نقيب الموسيقيين إن الرئيس والحكومة هما من أجبرا الشعب على اللجوء لهذه الحلول العنيفة بسبب تجاهلهما الكبير للشعب وتفرغهما لتحقيق مصالحهما الشخصية التي تفيد جماعتهم، ولذلك لابد ان يؤيد الجميع هذا العصيان حتي يقتنع الرئيس وحكومته ان هناك شعباً لابد من الالتفات اليه والاهتمام به، وستشارك نقابة المهن الموسيقية في هذا العصيان بالاتفاق مع النقابات الاخري واتحاد النقابات وأتمني ان ينجح في تحقيق مطالب الشعب وان يكون له صدي يجعل الرئيس يعلم جميع واجباته تجاه شعبه وانه رئيس مصر وليس مندوب جماعة الإخوان في مصر . الفنان أشرف عبد الغفور نقيب الممثلين قال: انه لا يعلم حقيقة هذا العصيان حتي الآن ومدي مصداقيتة ولذلك فالنقابة حتي الآن لم تقرر مشاركتها فيه، ولكن ما يحدث حاليا في مصر لابد من التصدي له، لان الصمود له نهاية مهما كانت قوته، ولا أعتقد ان قوة صمود مصر ستستمر أكثر من ذلك، ولذلك لابد ان نتآلف جميعا للتفكير في مصلحة مصر ونبدأ في وضع حلول إيجابية لهذه الأزمة بدون الجوانب السلبية التي تكلفنا دائما الكثير. وقال الموسيقار الكبير حلمي بكر: إن تزايد حالات الاعتصامات والإضرابات التي وصلت حاليا الي العصيان في هذه المرحلة التي تمر بها مصر، أصبح علامة استفهام كبيرة، لانه يعود علي مصر في النهاية بخسائر كبيرة، ومن الواضح ان الطرفين ليسوا علي وعي بخطورة الحالة التي وصلت إليها مصر الآن بعد توقف العمل والانتاج لمدة عامين واستمرار الخسائر بشكل مخيف يؤكد ان مصر دخلت «دوامة» الانهيار، بالاضافة الي ان جميع الاعتصامات ما هي إلا حالات تخريب، ولن ألتمس أي اعذار لمن ينفذون هذه الاعتصامات لأن اختراق عناصر الإجرام والميليشيات لنظامهم وحدوث حالات التخريب والإجرام يسألون عنها، ولذلك لابد ان يفكر جيدا كل من يدعو الي اعتصام او عصيان مدني في كيفية تنفيذه اولا، لأن فشله يعود علي مصر بخسائر كبيرة ، ويكفي ان هذه الأحداث جعلت من الثورة علامة استفهام كبيرة وقضت علي مصداقيتها عند الشعب، ولكن ما يجب ان يحدث، هو تحالف الجميع للإشراف علي الانتخابات البرلمانية المقبلة والتصدي لأي محاولات تزوير، ولكني لا أؤيد العصيان او الاعتصامات بسبب الخسائر الكبيرة التي تعود علي مصر من ورائه ، ولابد ان نهتم بمصلحة بلدنا أكثر من ذلك، لأن جميع المؤشرات الحالية تؤكد ان المرحلة القادمة مرحلة انهيار. وقال الناقد طارق الشناوي: العصيان دائما هو الحل الأخير الذي يلجأ إليه الشعوب في النهاية لتنفيذ مطالبهم والضغط علي الحكومات ولذلك لابد ان يلتفت شبابنا الي كيفية تنفيذ هذا العصيان لأن فشله يسبب العديد من الإضرار المادية والمعنوية للبلد، فمن ناحية الانحدار الاقتصادي، والناحية الأخري هو سقوط هيبة الشعب امام الحكومة وعدم التفاتهم لمطالبهم مرة أخري، ولذلك أؤيد العصيان المدني الذي ينفذ جيدا، وبعيدا عن هذا العصيان لابد ان يلتفت د. محمد مرسي رئيس الجمهورية الي مطالب الشعب، مثل جميع البلدان التي قامت بها ثورات تصحيح وتغيير، فنحن البلد الوحيد الذي لم يتقدم خطوة واحدة الي الأمام بعد الثورة من حيث الأنهاء علي الديكتاتورية وتطبيق الديمقراطية الحديثة، ولذلك عليه ان يقيل الحكومة الحالية التي لم تضف أي شئ جديد حتي الآن، كبداية لحل الأزمة الحالية التي تعاني منها مصر .