السيناريست بشير الديك اعرب عن تأييده للحكم الذي أصدرته محكمة القضاء الإداري بوقف انتخابات مجلس النواب، وقال: إن هذا الحكم قبل أن يكون في مصلحة الجانب السياسي لمصر، فهو في مصلحة أمانها واستقرارها في المقام الأول.. لأن احتكار الجماعة للسلطة التشريعية سيزيد من احتقان الشعب المصري، ولكن هذا الحكم جنب مصر دماراً كبيراً كان من الممكن أن يحل عليها الأيام القادمة، خاصة إذا قامت هذه الانتخابات وسط المقاطعة ورغم أنف الجميع. وأشار الي أن سيناريو المشهد السياسي الحالي يعتبر نوعاً من الهياج العام والتذمر من الحالة التي عليها مصر، وهذا الهياج وصل الي الجميع فلأول مرة نري الشرطة داخل عصيان يصيب الرئيس، ولذلك قال: إن توقعه للسيناريو القادم هو زيادة طرق مقاومة الشعب بجميع فئاته للجماعة، في حوار مع «الوفد» تحدث السيناريست بشير الديك عن رأيه في حكم وقف انتخابات مجلس النواب وسيناريو المشهد السياسي الحالي وحال الفن وسط هذه الأحداث. في البداية حدثنا عن وجهة نظرك تجاه حكم وقف انتخابات مجلس النواب؟ - أعتقد أن هذا الحكم كان لابد من صدوره لعدة أسباب.. أهمها وأولها عدم دستورية القوانين القائمة عليها انتخابات هذا المجلس بالاضافة الي غياب رغبة الجميع عن قيام انتخابات في هذا الوقت، وأعتقد أن هذا الحكم جاء في مصلحة الجميع ولمصر أولا، لأن الصورة الواضحة أن النظام الحالي كان سيدعو لإجراء الانتخابات في موعدها بالرغم من علمه برفض الشعب لها ودعوات المقاطعة التي دعت إليها جبهة الانقاذ ورحبت بها جميع طوائف الشعب ولذلك فإن إجراء الانتخابات رغم أنف الجميع كان سيشعل النار في قلوب الجميع وسيؤدي بنا الي دمار كان من الممكن أن يقضي علي المصر لأن الشعب لديه رغبة كبيرة في عدم ذهاب السلطة التشريعية للإخوان، والشىء الإيجابي أيضا في هذا الحكم انه أعاد للشعب الثقة في القضاء من جديد. وكيف تري سيناريو المشهد السياسي الحالي؟ - المشهد السياسي الحالي عبارة عن حالة من الهياج العام والتذمر، سببه أفعال الجماعة في مصر، الذين يتعاملون مع ما يحدث حاليا بأسلوب غريب لم نشهده من قبل وهو «ودن من طين وودن من عجين»، وأعتقد أن هذا الأسلوب الذي يرفضه الناس فسر أمورهم العادية سيزيد من حالة التذمر والهياج، خاصة أنه في هذه المرحلة تسلل إلي جميع الفئات، فلأول مرة نري الشرطة تدخل في عصيان وإضراب عن العمل يصل الي الامتناع عن تأمين الرئيس نفسه وهو ما يؤكد أن الأيام القادمة ستشهد العديد من التطورات التي لم تشهدها مصر، علي مدار تاريخها. وما السيناريو التي تتوقعة خلال الأيام القادمة؟ - الأيام القادمة أتوقع زيادة طرق مقاومة الشعب لأفعال الجماعة ومن جميع طوائف الشعب، بمعني أن الكاتب سيقاوم من خلال قلمه والسينمائي سيقاوم من خلال أعماله الفنية والمفكر سيقاوم من خلال فكره، وهذه أفضل طرق المقاومة، لأنهم يتعاملون مع مصر، بسياسة نفسية خادعة، لابد من الفكر والعمل لردعها، ولكن الحشود والاعتصامات لن تلقي بظلالها عليهم، لأنهم للأسف قادرون علي الحشد ومعاداة الرأي الآخر. هل تعتقد أن الجماعة أفقدت الثورة مصداقيتها عند معظم الناس؟ - ما يحدث حاليا في مصر، مر علي معظم دول العالم التي قامت بها ثورات من أجل التغيير، ولكن الجيل الحالي لم يشهد ثورات من قبل، ولذلك من الممكن أن يشعر الجميع أن الثورة هي السبب في ما يحدث حاليا، ولكن الثورة نجحت في القضاء علي طغيان نظام فاسد استمر لأكثر من ثلاثين عاماً، وأعطت العالم درساً أن الشعب المصري مازال أقوي شعوب الأرض، وقادراً علي تحديد مصير بلده والحفاظ عليها، وأعتقد أن ما يجب علينا ان نفعله الآن هو الاستمرار في المشوار الذي بدأنا ولن نعطي لأحد فرصة تعطيلنا أو توقف مسيرتنا، وفي النهاية الجماعة حتي إذا استمروا في الحكم فلهم فترة محددة وسيتركوننا نهائيا، وإذا أفسدوا سيحاسبون حسابا عسير. ولكن ما مستقبل الفن في ظل هذه الأحداث؟ - الفن مثله مثل أي شىء في هذه الأيام، من المؤكد أنه سيقع عليه تأثير سلبي خاصة في ظل الحالة الاقتصادية السيئة التي تعاني مصر منها خلال هذه الأيام، لأن الفن في النهاية صناعة تحتاج لرأس مال وفي ظل هذه الأيام لا أعتقد أن هناك من يملك رأس مال من الممكن أن يجازف به، إلا من يعشقون عملهم ومستعدون للتضحية من أجله. معني ذلك أن الفن في الأيام القادمة ستنتشر فيه البطالة بشكل ملحوظ؟ - البطالة ستنتشر في مصر بشكل ملحوظ وليس في الفن فقط، خاصة بعد ارتفاع الأسعار الذي يقدم عليه النظام الحالي، بدون النظر إلي حال الجميع الذين يعانون من توقف العمل، وأعتقد أن هذا أكبر خطأ سيقع فيه النظام الحالي وهو تهميش الغلابة والمحتاجين الذين تحدث عنهم الرئيس في بداية الأمر للفت الانتباه إليه فقط. وكيف تري الموسم الدرامي القادم؟ - من المؤكد أن الموسم الدرامي القادم لن يكون علي نفس مستوي الموسم الدرامي الماضي، بسبب قلة الانتاج وخوف الجميع من المجازفة، ولكن الأعمال الجديدة القليلة الي جانب المؤجلات، هي التي ستقلل من الأزمة، وبوجه عام مصر دائما ولادة للفنون في اصعب الظروف وستحتفظ بريادتها الفنية.