المخرج الكبير محمد فاضل من أوائل الذين أعلنوا عن تأييدهم التام لمقاطعة الانتخابات البرلمانية، قبل صدور حكم المحكمة الدستورية بإيقافها، وهو ما يؤكد أن لديه دراية سياسية بما يحدث داخل هذا الوطن خلال الفترة الأخيرة، والذي بدأ فيها الإخوان حكم مصر. ومن أهم آراء المخرج الكبير أن ثورة يناير لن تصل إلي شرعية ثورة يوليو، نظراً لفارق الوقت، والتنظيم الذي افتقدته ثورة يناير. وقال: إن ما يحدث في مصر من فوضى، واضطراب سياسي هو أمر طبيعي، مر به العديد من الدول التي قامت بثورات. وأشار إلى أن الفن سيعاني بدرجة كبيرة خلال هذه المرحلة، وستعم البطالة عليه، في حوار مع «الوفد» تحدث عن أمور كثيرة في مصرنا. في البداية.. هل كنت من المؤيدين للمقاطعة التي أعلنت قبل صدور الحكم بوقف الانتخابات.. لماذا؟ - بالفعل أيدت مقاطعة المهزلة الانتخابية، نظراً لبطلان جميع القوانين القائمة علي أساسها، ووجهة نظري جاءت سليمة وهو ما أكده حكم المحكمة لأن الجماعة حاولت الاستحواذ علي أغلبية البرلمان والذي شرعت من أجله جميع القوانين التي تخدم مصالحها، الي جانب أن أفعالهم منذ صعودهم للسلطة وحتي الآن لا تبشر أن القادم سيكون أفضل، فالإخوان هم جماعة أيديولوجية لديهم مخطط تريد تنفيذه في مصر لخدمة مصالحها، وهذا ما يجعل بينهم وبين الشعب حاجزا كبيرا لا يمكن هدمه بسهولة، ولكن في كل الأحوال مقاطعة الانتخابات البرلمانية كان أمرا ضروريا، لأنها رسالة واضحة غير قابلة للتشويش. وما السيناريو الذي تتوقعه في المستقبل؟ - المرحلة الحالية التي نعيشها ليست مرحلة توقعات فالرؤية أصبحت معدومة ولا نعلم ما سيحدث غدا ولكن من المفترض أن يعي الرئيس الدرس من قرار المقاطعة - حتي لو بعد صدور الحكم بوقف الانتخابات - مدي رفض الشعب للسياسة الحالية، وأن يلتفت الي الناس لتحقيق مطالبهم الشرعية، خاصة أن أفعال الجماعة جعلت الثورة غير مألوفة عند فئات معينة وهو ما يزيد من غليان الأمور، ولابد أن يعلم الرئيس أن الشعب انتخبه ليكون رئيس مصر وليس والي الجماعة في مصر. ما رأيك في الوضع السياسي الحالي بشكل عام؟ - الوضع الحالي لا يحتاج لتفسير لأنه أصبح كتابا مفتوحا للجميع، وأعتقد أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي الجديد «چون كيري» بعد توليه الوزارة مباشرة، تؤكد أن الوضع الحالي في مصر ورفض الشعب لسياسة الجماعة أصبح مصدر إزعاج للأمريكان، الذي يعتبرون الجماعة اتباعهم في مصر التي سيسيطرون عليها من خلالهم، ومن وجهة نظري أن هذا ما يعجل من نهايتهم، فحتي الآن الجماعة ليست علي وعي كامل بطبيعة الشعب المصري ويتخيلون أنهم أقوي من النظام السابق وأن الشعب غير قادر علي ردعهم، ولكن من الواضح أنهم سيستيقظون علي مفاجأة كبيرة ولن تكون سارة بالنسبة لهم، خاصة أنهم قاموا بتكوين مساحة كبيرة من الضباب علي المجتمع، ستجعل الناس يتصرفون بدون وعي. وماذا عن حال الفن في ظل الاضطراب السياسي الذي نعيشه حاليا؟ - من المؤكد أن الفن سيقع عليه تأثير سلبي كبير نتيجة الأحداث التي نعيشها حاليا، لأن الفن في النهاية صناعة تحتاج الي رأسمال لنهوضها، وهذا العام علي وجه التحديد سينحصر الفن بشكل ملحوظ، نتيجة تردي الحالة الاقتصادية بدرجة كبيرة تفوق الأعوام السابقة «ما بعد الثورة» وهذا ما سعت اليه الجماعة منذ حلولها فهم يحاربون الفن والفنانين منذ يومهم الأول في السلطة، بدون وعي بقيمته الحضارية والثقافية الكبيرة، وهذا إن دل علي شيء فإنما يدل علي خطورة النظام الحالي علي مصر ومكانتها بين الدول العربية والعالمية ولذلك أعتقد أنهم من يسطرون نهايتهم المأساوية في التاريخ بأيديهم. معني ذلك أن العام الدرامي الحالي سيشهد قدرا كبيرا من البطالة الدرامية؟ - أعتقد ذلك لأن عدد الأعمال الجديدة هذا العام محدود جدا، وباقي الأعمال جميعها ستكون مؤجلة من العام الماضي وما أتخيله أن هناك الآلاف من الأشخاص سيجلسون في المنازل هذا العام بدون عمل بسبب انحدار الإنتاج الدرامي، لأن العمل الدرامي الواحد يعمل به المئات من الأشخاص التي تعتبر هذه الأعمال مصدر رزقهم الوحيد. هل ساهمت الجماعة بشكل كبير في عدم ظهور إفرازات الثورة حتي الآن علي الفن؟ - الجماعة تعلم خطورة الفن علي مصالحها التي تريد تنفيذها ولذلك فهم يمارسون ضغوطا كبيرة علي الفن والفنانين لم يفعلها مبارك في عز عنفوانه، ولكن في النهاية الفنانون قادرون علي استمرار رسالتهم الفنية، بل وتطويرها أيضا لأن الفن في النهاية ليست عليه وصاية، الي جانب أن الجمهور المصري ذواق بدرجة كبيرة للفنون ولا يمكن الاستغناء عنها. وماذا عن مسلسلك الجديد و«يأتي النهار»؟ - المسلسل يتبقي به أسبوع تصوير فقط، ولكن في الحقيقة المسلسل واجه العديد من الصعوبات نظرا لضعف الحالة الاقتصادية، الي جانب الظروف الصعبة التي تواجهها مصر والتي تسببت في تعطل التصوير كثيرا، وحتي الآن لم نقرر ميعاد عرض المسلسل ولا أعلم هل سيعرض هذا الموسم أم لا، وأنتظر أولا الانتهاء من تصويره.