منذ وصول الإخوان للحكم تلقي المخرج خالد يوسف العديد من الهجمات العنيفة بشتي أنواعها من «السب والاعتداء بالأيدي» نتيجة تصديه الدائم لمحاولاتهم، لاحتكار الساحة السياسية والسيطرة علي مصر لجعلها إحدي الدول التابعة للجامعة، بالرغم من ذلك قال: إنه غير متخوف من أي نوع من الإرهاب.. وأكد خالد أن مقاطعة الانتخابات البرلمانية القادمة هي الأمل الأخير في القضاء علي احتكار جماعة التخريب، في حوار «الوفد» تحدث خالد يوسف عن الهجمات المستمرة التي يتعرض لها علي يد الجماعة. في البداية حدثنا عن تكرار الأزمات بينك وبين الجماعة أو النظام الحالي؟ - هذه الأزمة ليست بيني وبين الجماعة، وليست بين الجماعة وخالد يوسف علي وجه التحديد ولكن القائمين علي الفكر السياسي حالياً يريدون تكميم أفواه كل من يحاول المطالبة بحقوقه أو بحقوق الشعب، وينظرون إلي مصر وكأنها مكسب كبير لدولة الجماعة، ولذلك فهم يحاولون بشتي الطرق انتهاك ثقافة الشعب، ويرفعون الأسعار ويوقفون الأعمال تحت ستار الوقفات الاحتجاجية المستمرة من المعارضين أو التيار الشعبي الذي يريد تحقيق مطالب الثورة، التي يدعون أنهم أصحابها لتحقيق مطامعهم الشخصية، ولكن ما أشعر به كواحد أحلم دائماً بنهضة بلدي، وعبرت عن آلام الطبقة الفقيرة والمتوسطة أن واجبي الآن مع كل من قام بالثورة هو تخليص مصر من الخطأ الذي أوقعناها فيه بحلول هذا النظام الذي يريد القضاء عليها وما يخيفني هو كراهية بعض طوائف الشعب للثورة نتيجة تراجع الحالة الاقتصادية للعديد من الطبقات الشعبية ولذلك سأستكمل المشوار ولن يرهبني شيء. من وجهة نظرك هل يمكن تحقيق ما تقوله بالرغم من وجود فئة من الشعب تساند الفكر الحالي.. وهو ما تؤكده الاستفتاءات؟ - الجماعة لها سياستها الخاصة، تنحاز دائماً إلي الطبقة المعدومة تقريباً الذين يعانون من البطالة وضعف الحالة الاقتصادية ويوفرون لهم بعض احتياجاتهم أثناء الاستفتاءات وجميعنا نعلم أن هذه الطبقة هي الغالبية العظمي من الشعب ولكنهم أغلبية وسط التيار الذي يحاول إنقاذ مصر من ديكتاتورية الفكر الحالي إلي جانب الطبقة التي لا تريد المشاركة في الواقع السياسي الذي تعتبر هذه الأغلبية الكبيرة التي تسببت فيما وصلنا إليه الآن ولكن مع ما يحدث الآن وتأثير أفعال النظام الحالي علي جميع طبقات الشعب اعتقد أن القادم سيكون أفضل وسيصب الشعب بأكمله علي النظام الحالي وسيخلصون مصر من الفساد مثلما حدث في ثورة يناير عندما تحالف الشعب بأكمله للقضاء علي طغيان نظام فاسد استمر طغيانه أكثر من ثلاثين عاماً. هل تؤيد مقاطعة الانتخابات البرلمانية؟ - بالطبع.. لأن هذه الانتخابات أصبحت الأمل الأخير للقضاء علي احتكار الفكر في هذه المرحلة ولكن ما لا أعلمه هل الجماعة ستفهم رسالة الشعب؟.. بعد محاولات كثيرة لتوضيح رفضهم لهذا الحكم، أم ستستمر كالعادة في أساليبها، وكأنه لم يحدث شيء، ولكن بشتي الطرق من المستحيل أن تحقق الجماعة أغلبية في هذا البرلمان، لأن البرلمان الذي لا يعبر عن الشعب.. باطل. البعض يري أن المقاطعة ستكون فرصة لاستحواذهم علي البرلمان؟ - أعتقد أن معظم طبقات الشعب، يشعرون بحالة من الغليان، نتيجة الفوضي والظروف الصعبة التي تعاني منها مصر، ولذلك لابد أن يعلموا أن المقاطعة هي الأمل الأخير، لأن السلطة التشريعية إذا انضمت لقوائمهم ستغيب شمس الحرية عن مصر لسنوات طويلة. ولكن ألم تشعر أن استمرار اشتعال الساحة السياسية سيؤدي بمصر إلي مصير مظلم؟ - من يحاولون تحرير مصر من الفساد يتمتعون بقدر عال من الثقافة، وحب كبير لمصر، ومن المؤكد أننا نعلم جيداً كيف نحافظ علي بلدنا، ومن المستحيل أننا سنسمح بالقضاء علي حضارة تعتبر أولي حضارات العالم ولكن لابد من التصدي الدائم لمحاولات تحويل مصر إلي «عزبة» يمتلكها الإخوان لأن مصر للمصريين، وليست للجماعة، خاصة أنهم يحاسبون كل من يحاول التعبير عن رأيه من خلال عمله دون اللجوء إلي الاحتجاجات والمظاهرات، فيحاسبون الكاتب علي ما يكتبه والفنان علي ما يقدمه في أعماله، فهل من الممكن أن نصمت علي نظام يريد تحويلنا إلي قطيع من الغنم نسير علي حسب أهوائهم ونري ونقول ما يريدونه فقط، أعتقد أن استمرار أفعال النظام الحالي هي المصير المظلم الذي ينتظر مصر. هل كانت أفلامك السينمائية بمثابة إنذار للقائمين علي الحياة السياسية بما يحدث حالياً؟ - دائماً أري السينما ليست للترفيه فقط أو نزهة للعائلات في الأعياد، لكن السينما رسالة ثقافية كبيرة لها شأن كبير في توجيه ثقافة الشعوب، وهذا ما علمته جميع الدول المتقدمة التي ليست علي قدر حضارتنا، لكنها في المقدمة حالياً، ولذلك قمت بتسليط الضوء علي المستقبل الذي أراه نتيجة قيام النظام السابق بتغييب الوعي الثقافي للشعب، وأن الجهل والفقر سيكون لهما عامل كبير في انتشار الفوضي والقضاء علي المجتمع المصري، وعرضت الصورة كاملة في فيلم «دكان شحاتة» وأصبحت التنبؤات حقيقة في هذه المرحلة الصعبة ولكن أتمني أن ننجح في عبور هذه المرحلة وتحقيق الديمقراطية والعدل التي قامت من أجلهم الثورة. من وجهة نظرك كيف سيكون وضع الفن في ظل هذه الظروف؟ - لابد من استمرار رسالة الفن في تنمية ثقافة الشعب لأنها رسالة مهمة ولها أثر كبير علي حضارتنا ولكن من المؤكد أن الأعمال الفنية ستتأثر بعض الشيء نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر حالياً، ولكن واجبنا كفنانين أن نستمر بدون النظر إلي أي شيء وفي أصعب الظروف لأن أعمالنا الفنية هي رسالتنا الأساسية للشعب ودورنا الحقيقي الذي لابد أن نقوم به.