المواد المضافة هي مادة أو أكثر تضاف إلي المواد الغذائية خلال خطوات تصنيعها لزيادة أو تحسين أو المحافظة علي القيمة الغذائية، أو إكساب المادة الغذائية لوناً وطعماً ونكهة أو قواماً مختلفاً عن طبيعتها لتحسين النوعية وزيادة إقبال المستهلك عليها. تقول الدكتورة عفاف علي أمين، استشاري صحة الطعام بالمعهد القومي للتغذية: الإفراط في استعمال المواد المضافة الصناعية في الطعام قد يؤدي إلي أضرار صحية مختلفة، فالمواد الحافظة إما أن تكون خطرة جداً علي الصحة، أو تسبب آلاماً حادة في المعدة، أو ارتفاعاً في ضغط الدم أو أنها غير ضارة علي الصحة، وإذا تفحصنا مكونات أغذية الأطفال كالبسكويت والشيكولاتة والحلويات وخلافه وجدنا - في أكثر الأحيان - اسم المواد الحافظة أو الملونة قد كتبت ضمن المكونات، وقد ثبت علمياً أن معظمها يسبب أمراض الحساسية للأطفال مهما كانت نسبتها ضئيلة، فبالرغم من أن كمية المواد الحافظة التي توجد في المواد الغذائية قليلة، فإن استهلاكنا الدائم اليومي لها يعمل علي تراكم كميات كبيرة منها في أجسامنا، وبعد مدة طويلة ربما تصل إلي سنوات عديدة، تظهر الأعراض المرضية، وقد دلت الدراسات علي أن بعض المواد الغذائية تتفاعل مع المركبات الكيميائية الطبيعية التي يفرزها الجسم وتسبب بذلك حالات من السرطان، فتأثير المواد الحافظة المباشر علي الأطعمة الجاهزة ينصب أساساً علي الخلايا الحية التي يتلون بها الغذاء لأن المواد الحافظة تؤثر علي مكونات الخلايا، وعليه فإن المواد الحافظة ستؤثر بشكل أو بآخر علي خلايا أجسامنا الذي تتراكم فيه، غير أن هذا التأثير لا يظهر بشكل سريع، مثلما يحدث في حالة خلايا الميكروبات، لكن عندما نستمر في تعريض أجسامنا لها، لأن أجسامنا تتركب من مليارات الخلايا المتلاصقة المصفوفة بعضها فوق بعض، ولذلك فإن هذا البنيات لا يتأثر بشكل فوري بالمواد الحافظة مثل خلايا الميكروبات لأنها خلايا مفردة دقيقة جداً، ولذلك فإن أبعدنا أنفسنا بقدر ما نستطيع عن التعرض للمواد الحافظة، فكأننا نعمل بذلك علي إبعاد عوامل تفكيك وإتلاف البنيان الخلوي الذي تتركب منه أجهزتنا وأعضاؤنا، وقد تبين أن استخدام الألوان والأصباغ ومكسبات الرائحة بكثرة في صناعة الغذاء، مسئول عن العديد من الأمراض السرطانية، فعلي سبيل المثال ثبت علمياً أن الصبغات الصناعية شديدة الخطورة والمستعملة في صبغ بعض أنواع الحلوي وصبغات رقائق البطاطس والألوان المشابهة للون البرتقال والأخضر وخلافه، وصبغ السمن لإعطائه شكل الزبدة الطبيعية وذلك لجذب انتباه المستهلك لشراء هذه المواد، والتارترازين وهي مادة توضع علي الحلويات والعصائر والمأكولات الخفيفة لإعطائها اللون الأصفر، وتستخرج من قطران الفحم، وأثبتت الدراسات أن هذه المادة تسبب الربو وطفحاً جلدياً وأنها السبب الثاني من قائمة مسببات حدوث الصداع النصفي، وأيضاً تعد من المواد المحفزة لسرطان الغدة الدرقية، فالمواد الحافظة الصناعية خطر يجب الانتباه له. وتضيف الدكتورة عفاف أمين: والأمر الأخطر يكمن في تأثيرها الأشد علي الأطفال، وقد ثبت علمياً من خلال دراسة بريطانية أن معظم المواد الحافظة تسبب أمراض الحساسية مهما كانت نسبتها ضئيلة، خاصة الأطفال الذين تعودوا علي استبدال فطورهم المنزلي بتناول الحلويات ورقائق البطاطس الجاهزة، وفي بحث أجرته هيئة المواد الغذائية في بريطانيا أيضاً توصلت إلي أن مقابل كل طعام صحي واحد يتناوله الأطفال في السوق يوجد عشرة تصنف علي أنها كوارث غذائية، وأن دراسات مجلس البحوث القومي الأمريكي بينت أن البشرية تستخدم نحو 50 ألف مادة كيماوية، في حين يصل مقدار المعلومات المتوفرة لدي العلماء عن التأثيرات المزمنة من الدراسات والاختبارات للتحقق من سلامة هذه المواد علي صحة الإنسان تتطلب بذل أموال طائلة وإجراء تجارب قد تستغرق عشر سنوات أو أكثر، لذلك يجب علي المستهلك أن يهتم بصحة أولاده وينظر عند شراء المنتجات إلي البطاقة الملصقة ليتعرف علي العناصر التي يحتوي عليها المنتج، ويبتعد قدر الإمكان عن تلك النوعيات التي تدخل فيها كميات كبيرة من تلك المواد المضافة، خاصة الألوان الصناعية بالحلوي التي يقبل عليها الأطفال والاتجاه إلي استهلاك الفواكه والخضراوات الطازجة، والمنتجات الطبيعية النقية، ومنع أفراد الأسرة، خاصة الأطفال من كثرة تناول المأكولات أو المشروبات المضاف إليها المواد الصناعية لأي غرض، وعدم تعودهم عليها وشرح ضررها لهم ببساطة وكيف أن من الممكن أن تسبب لهم الأمراض، وأن تناول الفاكهة والخضراوات الطازجة أو المطهية في المنزل ضروري جداً لبناء أجسامهم، ووقايتها من الأمراض، وإعداد وجبات بالمنزل تحل محل هذه المأكولات وتقديمها بشكل محبب كالمعجنات والحلويات مزينة بمواد طبيعية وتقديم الفواكه علي شكل سلطات ومأكولات مثلجة وغيرها، وحصول الأطفال علي الغذاء الصحي المتوازن وعلي المعلومات الكافية المبسطة حول التغذية الصحية السليمة، والابتعاد قدر الإمكان عن تناول الأغذية الجاهزة التي تحتوي علي مواد حافظة صناعية بكافة أنواعها من وجبات ومعلبات ومشروبات وغيرها، والاعتماد علي الطعام المجهز في المنزل حفاظاً علي صحتنا وصحة أطفالنا، ويجب المباعدة بين الفترات الزمنية التي يتم فيها تناول تلك الأطعمة وكلما كانت الفترة أطول كان هذا أفضل لصحتهم، ويجب علي المرأة الحامل أن تقتصر كثيراً في استخدام المستلزمات اليومية التي تحتوي علي المواد الحافظة، خاصة تلك التي تحتوي علي نيترات الصوديوم حتي لا تؤثر علي نمو جنينها وتضر بصحته أو تودي بحياته.