أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن علاقة الإنسان بأخيه الإنسان في الإسلام هي السلام والتعارف والتصالح، مستدلا لذلك بقوله تعالى: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} ، ولم يقل الإسلام أبدًا أن البقاء للأصلح أو الأقوى، مثل النظريات البشرية الأخرى التي قام عليها النظام الغربي. وقال فضيلة الإمام خلال حلقة برنامج "مع الطيب" على الفضائية المصرية أن النظريات الغربية وضعت في اعتبارها أن الإنسان جُبل على الشر؛ ومن ثم فهو في حالة حرب وصراع مع الآخر لثبات قوته، ولكن في الواقع الإنسان مفطور على الخير، ولديه استعداد لكلا الاتجاهين. واستنادًا لذلك فالحرب استثناءٌ لسلوك الإنسان المسالم، والمسلم مُجبر عليها للدفاع عن نفسه، بل هو مكلف بالابتعاد عن الحرب طالما استطاع ذلك، فالحرب تكون لردِّ العدوان فقط. ونفى الإمام الأكبر أن يكون الإسلام قد أجبر أحدًا على نشر العقيدة، مشددًا على أن الإسلام واضح وصريح في هذا الأمر، فيقول الله سبحانه وتعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة: 256]، سواء ماديا بالعنف أو القوة، أو معنويا بسيف الحياة أو التبشير أو حتى الرشاوى المادية والعينية. وهذا هو أصل الأمور، فالإيمان محلُّه القلب، ولا يمكن أن أجبر القلب على تغيير عقيدته، فالمُجبر، إيمانه كإيمان المنافق، يُبدي الإيمان عكس ما يُظهر من كفرٍ ورفض لتلك العقيدة. وحول الآية الكريمة التي تقول {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} [التوبة: 5]، والتي يعتبرُها البعض تنسخ آية: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة: 256]، فيرد فضيلة الإمام بما قاله ابن تيمية حول آية {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} بأنها ليست منسوخة ولا مقصوصة، بل هي نص عام، والقتال لمن حاربنا فقط، وإذا لم يكن من أهل القتال فلا نُقاتله، مُشددًا على أن الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - والصحابة الكرام من بعده - رضِي الله عنهم - لم يُكرهوا أحدًا قط على دخول الإسلام.