بعد ارتفاعها الأخير.. أسعار الدواجن والبيض اليوم الخميس 25 إبريل 2024 بالبورصة والأسواق    إيرادات آي بي إم تخالف توقعات المحللين وتسجل 14.5 مليار دولار في الربع الأول    واشنطن تعلن التصدي لصاروخ حوثي يستهدف على الأرجح سفينة ترفع العلم الأمريكي    أمريكا تضغط على إسرائيل على خلفية مزاعم بشأن قبور جماعية في مستشفيين بقطاع غزة    إيران وروسيا توقعان مذكرة تفاهم أمنية    بعثة الزمالك تسافر إلى غانا اليوم على متن طائرة خاصة استعدادًا لمباراة دريمز    بعد الصعود للمحترفين.. شمس المنصورة تشرق من جديد    فرج عامر يكشف كواليس «قرصة ودن» لاعبي سموحة قبل مباراة البلدية    عاجل.. أسطورة ليفربول ينتقد صلاح ويفجر مفاجأة حول مستقبله    «أتربة عالقة ورياح».. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم وتكشف أماكن سقوط الأمطار    اخماد حريق هائل داخل مخزن أجهزة كهربائية بالمنيا دون إصابات بشرية (صور)    السيناريست مدحت العدل يشيد بمسلسل "الحشاشين"    صندوق التنمية الحضرية يعلن بيع 27 محلا تجاريا في مزاد علني    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    تحظى ب«احترام غير مبرر».. اتهام مباشر لواشنطن بالتغاضي عن انتهاكات إسرائيل    تخصيص 100 فدان في جنوب سيناء لإنشاء فرع جديد لجامعة السويس.. تفاصيل    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير.. أسعار الذهب اليوم الخميس 25 إبريل 2024 بالصاغة    الليلة.. أدهم سليمان يُحيي حفل جديد بساقية الصاوي    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    حصول 5 وحدات طب أسرة جديدة على اعتماد «GAHAR» (تفاصيل)    رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر: تخصصنا يحافظ على الشخص في وضعه الطبيعي    رئيس «الطب النفسي» بجامعة الإسكندرية: المريض يضع شروطا قبل بدء العلاج    بعد نوى البلح.. توجهات أمريكية لإنتاج القهوة من بذور الجوافة    "منافسات أوروبية".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    كرة السلة، ترتيب مجموعة الأهلي في تصفيات ال bal 4    منسق مبادرة مقاطعة الأسماك في بورسعيد: الحملة امتدت لمحافظات أخرى بعد نجاحها..فيديو    الاحتلال يعتقل فلسطينيًا من بيت فوريك ويقتحم بيت دجن    تيك توك تتعهد بالطعن في قانون أمريكي يُهدد بحظرها    بعد اختناق أطفال بحمام السباحة.. التحفظ على 4 مسؤولين بنادي الترسانة    "مربوط بحبل في جنش المروحة".. عامل ينهي حياته في منطقة أوسيم    الهلال الأحمر: تم الحفاظ على الميزانية الخاصة للطائرات التى تقل المساعدات لغزة    الرئيس الموريتاني يُعلن ترشّحه لولاية ثانية    ريهام عبد الغفور عن والدها الراحل: وعدته أكون موجودة في تكريمه ونفذت    30 صورة وفيديو من حفل زفاف سلمى ابنة بدرية طلبة بحضور نجوم الفن    مش بيصرف عليه ورفض يعالجه.. محامي طليقة مطرب مهرجانات شهير يكشف مفاجأة    محافظ شمال سيناء: الانتهاء من صرف التعويضات لأهالي الشيخ زويد بنسبة 85%    كيف أعرف من يحسدني؟.. الحاسد له 3 علامات وعليه 5 عقوبات دنيوية    دعاء في جوف الليل: اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور واهدنا سواء السبيل    محافظ شمال سيناء: منظومة الطرق في الشيخ زويد تشهد طفرة حقيقية    توجيهات الرئيس.. محافظ شمال سيناء: أولوية الإقامة في رفح الجديدة لأهالي المدينة    التطبيق خلال ساعات.. طريقة تغيير الساعة على نظام التوقيت الصيفي (بعد إلغاء الشتوي)    اسكواش - ثلاثي مصري جديد إلى نصف نهائي الجونة الدولية    وزيرة التضامن: المدارس المجتمعية تمثل فرصة ثانية لاستكمال التعليم    فريد زهران: نسعى لوضع الكتاب المصري في مكانة أفضل بكثير |فيديو    حظك اليوم برج الميزان الخميس 25-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    إصابة أم وأطفالها الثلاثة في انفجار أسطوانة غاز ب الدقهلية    تأجيل بيع محطتي سيمنز .. البنوك الألمانية" أو أزمة الغاز الطبيعي وراء وقف الصفقة ؟    من أرض الفيروز.. رسالة وزير العمل بمناسبة ذكرى تحرير سيناء    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    «زى النهارده».. عيد تحرير سيناء 25 إبريل 1982    غادة البدوي: تحرير سيناء يمثل نموذجًا حقيقيًا للشجاعة والتضحية والتفاني في سبيل الوطن    ميدو: لاعبو الزمالك تسببوا في أزمة لمجلس الإدارة.. والجماهير لن ترحمهم    رئيس تحرير «أكتوبر»: الإعلام أحد الأسلحة الهامة في الحروب    الصحة تفحص مليون و413 ألف طالب ضمن المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن فيروس سى    مدير تعليم القاهرة: مراعاة مواعيد الامتحانات طبقا للتوقيت الصيفي    صور.. الطرق الصوفية تحتفل برجبية السيد البدوي بطنطا    بالفيديو.. أمين الفتوى: موجات الحر من تنفيس نار جهنم على الدنيا    10 توصيات لأول مؤتمر عن الذكاء الاصطناعي وانتهاك الملكية الفكرية لوزارة العدل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"رجاء" و"عبدالظاهر" و"فرح" نجوم أوبرالية تحتفى بهم أوروبا
أمجد مصطفى يكتب :المصرى فنان عمره 7 آلاف سنة "33"
نشر في الوفد يوم 30 - 12 - 2021

مصر هى دولة الطرب، من هنا تعلم العالم معنى كلمة السلطنة فى الغناء، ومن هنا بدأت الأجساد تتمايل طربًا، بجمل موسيقية تقشعر لها الأبدان، مصر هى قبلة الغناء العربى، هى دولة الملحنين والمطربين، هى رائد التجديد ومنبع المجددين فى الموسيقى والغناء، لم تمر فترة زمنية إلا ويخرج منها أستاذ أو أستاذة يرفع الجميع له أو لها القبعة، هنا ولد رائد وفارس التجديد سيد درويش، وهنا ولد محمد القصبجى وعبدالوهاب والسنباطى، الذين توارثوا الموسيقى والغناء عن الشيخ المسلوب، وسلامة حجازى ومحمد عثمان وكامل الخلعى. هنا أرض الكنانة والمكانة.
مصر هى الشريان الذى قام بتغذية العالم العربى بكل حرف وجملة موسيقية، هنا القاهرة التى منحت الجميع شهادة الاعتماد، والارتباط بالجمهور، هنا الإذاعة المصرية التى حملت عبر أثيرها مهمة تقديم الأصوات والنغم الشرقى الأصيل، ومهما ظهرت من زوابع داخل الوسط الغنائى وظهر الهاموش والناموس، والذباب، لن يضيع تاريخنا الغنائى، بل إن هذه الزوابع كلما ظهرت تذكرنا ماضينا الجميل.
فى حلقات سابقة ذكرنا أن مصر فنانة منذ 7 آلاف سنة، فى الجزء الأول قدمنا بانوراما عن الفن المصرى بصفة عامة، وريادته، وفى الجزء الثانى خصصناه لتاريخ مصر الغنائى من قدماء المصريين حتى مشايخنا فى العصر الحالى.
كما واصلنا تقديم تاريخنا فى عالم التلحين، وما أكثر ما قدمت مصر للعالم العربى من ملحنين، لذلك فالجزء الخاص بالملحنين سوف نواصل الكتابة عنه لعدة أجزاء، حتى نعطى هؤلاء الرواد حقهم الطبيعى.
تحدثنا فى «المصرى فنان عمره 7 آلاف سنة» عن ريادتنا بصفة عامة فى الموسيقى والغناء والسينما والدراما والإعلام والمسرح، والأوبرا وأكاديمية الفنون، ثم بدأنا فى الحلقات التالية نتحدث بتوسع أكبر، عن كل مجال، من المجالات، وتحدثنا عن الموسيقى من عهد قدماء المصريين، مرورًا بدور الترانيم القبطية، فى الكنائس والموالد الشعبية حتى وصلنا إلى عصر المشايخ فى وقتنا الراهن، كما تناولنا الملحنين من الشيخ المسلوب مرورًا بسلامة حجازى وسيد درويش وعبدالوهاب والسنباطى وزكريا أحمد والقصبجى، وفى الحلقة الرابعة استكملنا مسيرة الملحنين فى النهوض بالأغنية المصرية والعربية، بما يؤكد أننا فى مصر دولة الإبداع والمبدعين، وأن عمر بعض فنانينا أطول من أعمار دولة بأكملها. وأن إبداعهم ربما يكون أكثر تأثيرًا من دول كثيرة.
مصر الفن والفنانين، أقدم دولة عرفها التاريخ وعرفت الفنون بكافة أشكالها، مصر التى سطرت أهم سيناريوهات العرب، فى السينما والدراما، وأهم من كتبت النوتة الموسيقية وأهم من قدمت عازفين وملحنين وشعراء، مصر الطرب الأصيل والنغم المشبع بالموهبة، مصر تواصل الأجيال، وشموخ الجبال، وكبرياء الإنسان، مصر أقدم لوحة فنية وأقدم فنان.
حكايات أخرى من سلسلة المصرى فنان عمره 7 آلاف سنة نرصد فيها نجوم الفن المصرى الذين انتقلوا إلى الحياة فى أوروبا، هى حكايات تصلح إلى أن تتحول إلى قصص من نوعية حكايات ألف ليلة وليلة، لأن كل فنان من هؤلاء الفنانين له قصة كفاح ربما تتشابه مع بعضها فى البدايات والنهايات السعيدة، حكايات تستحق أن نلقى الضوء عليها، لأنه تأكد أن لدينا فنانين كبارًا خارجيا ينظر إليهم نظرة مختلفة تماما عن نظرتنا لهم، ومن أكثر الذين حققوا نجاحات فى أوروبا هم مغنيو الأوبرا الذين استطاعوا أن يقنعوا العالم الغربى بموهبتهم رغم أنهم يقدمون فنًا فى الأساس ليس مصريا، لكنهم بموهبتهم استطاعوا أن يقولوا للغرب نحن هنا، جئنا اليكم لننافسكم فى فن من فنونكم، وجود المصرى فى دور الأوبرا العالمية ليس بالأمر السهل، لأن من اقترب من الأوروبيين سوف يلاحظ أنهم يمنحون الافضلية فى كل شىء لصاحب البلد أولا ثم من يحمل جنسية بلد أوروبى ثانيا، وبالتالى عندما يدخل المصرى فى سباق لأداء عمل أوبرالى أو لكى يكون عازفا فى أوركسترا فهو يخضع لاختبارات قاسية، وظهر ذلك بوضوح من خلال سلسلة الحوارات التى أجريتها مع نجوم الأوبرا ممن يتواجدون فى أوروبا، اليوم لدينا أسماء لمعت فى أوروبا فرنسا وألمانيا والنمسا وايطاليا.
رجاء الدين هو نموذج لفنان مصرى حقق نجاحات كثيرة فى وقت قصير لأن رحلته الأوروبية بدأت منذ 10 سنوات، لكنها ذات محطات مؤثرة على المستوى الفنى، نجاحه يمثل أملا جديدًا للشباب المصرى الذى يبحث عن الأضواء، مشوار رجاء الدين أحمد يحتاج إلى أن يطرح إعلاميا لكى يستفيد منه من هم فى أول الطريق، فى انتظار انطلاق الحلم من محطة القطار.. البدايات لأى فنان هى بمثابة فترة الإعداد للانطلاق نحو الهدف لذلك فإن لها أهمية ودلالة.
عنها يقول رجاء الدين: البداية كانت فى سن 7 سنوات عندما التحقت بمعهد الكونسرفتوار، واخترت دراسة الفيولا، وفى سن 14 سنة قررت تغيير التخصص ليكون الغناء، شعرت بأننى أقرب إلى الغناء، ومنذ الصغر وأنا أغنى، ولذلك قررت أن أغير من الدراسة وحصلت على دبلومة فى الغناء عام 2006 -2007.
النقلة الحقيقية فى حياتى كمغنى أوبرا حدثت بعد سن 14 سنة.
ويشير الى أن هناك أمورًا أخرى حدثت شجعته على الاحتراف، سافرت فى أثناء الدراسة مع المايسترو ناير ناجى إلى مهرجان «ثلاث ثقافات» فى المغرب وكان يضم كورالات من كل العالم، ومثلنا مصر فى هذا المهرجان، بعدها قررت أن أسافر إلى أوروبا لاستكمال مسيرتى الفنية والتعليمية، لأننى بعد أن قمت بالاحتكاك ببعض المشاركين فى المهرجان اكتشفت أننى ينقصنى الكثير، لأننا فى مصر
ليس لدينا كل هذه التنويعات من المزيكا والكورال كمدارس فنية. فقلت لنفسى عليك بالسفر من أجل مزيد من الاحتكاك والتعلم، ووجدت فرصة للمشاركة فى مسابقتين الأولى فى جنيف سويسرا والثانية فى السويد. لم أحقق أى نجاح فى الأولى، ولكننى فى الثانية وصلت إلى النهائى، ثم عدت إلى مصر.
ويضيف الى أن الكثير من المصريين انطلقوا إلى العالمية من خلال تلك المسابقات.
لسبب أنك تدخل المسابقة مع عشرات الأصوات وبالتالى على اللجنة أن تختار الأفضل، ومن يقع عليه الاختيار بنيل الجائزة فهذا معناه أنه على درجة عالية من الموهبة ويستحق أن يتواجد فى أوروبا.
ويقول: كنت محظوظا جدا بالمشاركة فى الجسر المصرى الفنلندى، لأننى شاركت فيه لمدة خمس سنوات، وعقب انتهاء المشروع أو الورشة فى مصر كانوا يصطحبوننى معهم، شارك فى هذا الجسر أيضا أسماء كبيرة فى عالم الغناء الأوبرالى المصرى منهم جالا الحديدى وفاطمة أحمد سعيد. وعقب كل سفرية من هذه السفريات كنت أعود لفرقة الأوبرا.
وعن عروض انتقاله بشكل نهائى الى أوروبا يقول العرض الأول من أستاذى فى الجسر الأوروبى توم كروز رحمه الله، وهو باريتون معروف جدا لا يقل أهمية عن بافاروتى ودومينجو، وطلب منى السفر إلى إسبانيا للدراسة، والتحقت بالفعل بمدرسة رينا صوفيا التى تقام تحت رعاية ملكة إسبانيا ومع الأسف كانت الدراسة بها نصف منحة، فعدت إلى مصر من أجل أن أحصل على النصف الثانى من المنحة عن طريق الأوبرا أو الوزارة، لكن مع الأسف وقتها اشتعلت ثورة 25 يناير، وبقيت فى مصر حتى 2013، وسافرت إلى فرنسا أوبرا مارسيليا وأيضا المنحة لم تكن كاملة وعدت إلى مصر لكى أبحث عن حل لكننى لم أنجح فى الحصول على باقى المنحة، لأن الوزارة رفضت مساعدتى. وخلال تلك الأزمة اذا بعرض قدم لى من كارولين دوما واستطعت أن أحصل من فرنسا على منحة كاملة لمدة أربع سنوات، والحمد لله هذه المنحة كانت بمثابة المنقذ والانطلاقة الحقيقية، وفتحت أمامى أبوابا كثيرة جدا. وخلال وجودى فى فرنسا درست على يد اثنين من إيطاليا استفدت منهما كثيرا هما الإيطالية جابريلا رافتسى، والمايسترو ماوريتسيو ارينا.
حصلت على أحسن تينور من مسابقة جمعية اوبرتا من بولندا
The best tenor from association opera and operetta from weikli turniej tenorow Poland
كما حصلت على المركز الأول من مسابقة سبازيو موزيكا من ايطاليا Frist price from competition spazio musical، Italy
وحصلت على أفضل تينور من اكاديمية بوتشينى وهى أكاديمية مهمة جدا مقامة فى نفس البلد التى ولد بها وتضم منزله ومتحفا ومسرحا.
جائزة بوتشينى على سبيل المثال تخضع لاختبار على مدى العام من خلال العروض التى يشارك فيها الصوت، والجميل ان هناك لجنة متخصصة من الخبراء داخل المعهد وأيضا رأى الجمهور، وفى النهاية تحصل على التقييم. وبالمناسبة هناك لا يوجد مجال للمجاملات، كل التقييمات علمية ولا يوجد بها نسبة شك، بدليل حصولى على الجائزة وأنا لست إيطاليا أو أوروبيا، أنا من دولة تحمل ثقافة اخرى غير هذا اللون الغنائى، لكن الجائزة جاءتنى. وكنت بالنسبة لهم معجزة، لأن صوت أوبرالى لا أنتمى لهم بأى شكل من الأشكال.
ويواصل «رجاء» الكلام: قدمت أوبرا فيدورا على مسرح ماسيمو بيلينى وهو دار للأوبرا فى كاتانيا بصقلية جنوب إيطاليا. سمى على اسم الملحن فينشينسو بيلينى والذى افتتح فى 31 مايو 1890 والمسرح يتسع ل1200 مقعد.
كما قدمت أوبرا مدام بتر فلاى على مسرح كارلو فيليس دى جينوفا، وعلى مسرح أباى الوطنى قدمت أوبرا كارمن وأوبرا تروفاتورى فى كازاخستان، كما قدمت على المسرح الوطنى فى مولدوفا أوبرا كارمن، وفى دار الأوبرا فى سامارا «روسيا» ، قدمت أوبرا مدام بتر فلاى، كما قدمت لابوهيم فى مهرجان بوتشينى. ووقفت على مسارح فى فرنسا وإسبانيا ودول اخرى.
هانى عبدالظاهر هو ابن حى شبرا أحد الأحياء المصرية العريقة المتعددة الثقافات، لم يكن حلمه أبدا السفر إلى أوروبا بقدر ما كان حلمه أن يصبح مغنى أوبرا يملأ جنبات المسرح الكبير بدار أوبرا القاهرة غناء وحركة. لكن أثناء دراسته فى مصر، بمركز تنمية المواهب بدار الأوبرا التقى بأستاذته فى المركز حنان الجندى التى غيرت من فكره ومفاهيمه.
من خلالها تأكد أنه لكى يصبح مغنى أوبرا متميزًا عليه أن يدرس هذا الفن فى بلاده، نصحته بالسفر إلى النمسا، هذا البلد الذى يعتبر متحفا مفتوحا، هناك درس وعاش معاناة المغترب الذى دائما ما يشغله السكن ولقمة العيش ودفء المكان فى أجواء أوروبا القارسة، كما أن المشاعر الإنسانية هناك دائما يغلب عليها الطابع العملى، ولذلك فالحياة فى الغربة
تدفع ثمنها غاليا حتى تصل إلى القمة وهنا سوف تفتح لك كل الأبواب، بل إنهم سوف يضعونك على قمة الهرم طالما وجدوا فيك الموهبة، حيث هناك لا محسوبية فى الاختيار ولا نرجسية تجعلك تهجر المكان رغما عنك. ما حققه هانى عبدالظاهر فى 8 سنوات خلال اقامته فى النمسا لم يحققه آخرون ممن احترفوا الغناء، خاصة أنه قضى أكثر من نصف هذه المدة فى الدراسة وبالتالى عمره الاحترافى لا يتعدى الخمس سنوات وهو ما أدهش الكثيرين من المتابعين لهذا الفن، لأنه استطاع خلال هذه السنين القليلة أن يغنى مع أوركسترات من التصنيف الأول، كما غنى أدوارا أولى فى دور أوبرا كبيرة لها تاريخ كبير فى هذا الفن.
حكاية هانى عبدالظاهر تستحق أن نلقى الضوء عليها لأنه فنان من مصر استطاع أن يحول جليد أوروبا إلى قصة من الدفء الفنى.
البدايات مهمة لأى فنان لأنها دائما تكون بمثابة الدليل أو البوصلة نحو المستقبل؟
- عنها يقول: من الصغر وأنا أحب الموسيقى، ورغم أن عائلتى لم تحترف الموسيقى لكنها كانت تحبها خاصة والدى، لذلك بعد أن حصلت على شهادة الاعدادية، اقترح علىّ أن أذهب إلى الاختبار فى معهد الكونسرفتوار، وفعلا نجحت فى اختبار القدرات، التحقت به وكان عمرى وقتها 14 سنة.
كان لى صديق هو رجاء الدين أحمد مغنى الأوبرا المعروف، كنا يوميا نذهب إلى الأوبرا بعد الانتهاء من اليوم الدراسى، نشاهد العروض، ونحضر البروفات، حياتنا كلها كانت للأوبرا والغناء.
كما درست على يد الدكتور صبحى بدير الذى أدين له بكل الفضل فى ثقافتى، لم يكن أستاذا فقط بل كان أبا لى، هذا الرجل فتح لنا منزله من أجل أن يثقفنا بعرض الأوبرات العالمية المختلفة، كما درست فى مركز تنمية المواهب مع الدكتورة حنان الجندى. وكذلك أستاذى الكبير الفى ميلاد.
أيضا الدكتور رضا الوكيل منحنى فرصة للمشاركة وكان عمرى 16سنة فى أوبرا تاييس وكان دورًا صغيرًا لا يتعدى الجملة تقريبا، لكن هذا الدور مكننى من الوقوف أمام قامات كبيرة منهم رضا الوكيل، وإيمان مصطفى وحنان الجندى.
سألته خلال دراستك فى جامعة موتسارت هل كنت تغنى؟
- قال كانت هناك مشاريع داخل الجامعة عبارة عن أوبرات كاملة ديكور اضاءة ملابس كل شىء متعلق بالعمل الفنى كان موجودا فى تلك العروض، وكانت تعرض أيضا للجماهير، وكنت أغنى طوال ثلاث سنوات بها الأدوار الأولى.
أما خارج الجامعة، كنت اعمل فى الحفلات الغنائية، خاصة أننى كنت أدرس بدون أن أحصل على منح وبالتالى كان لابد أن أوفر مصروفات الدراسة المعيشة وهى فى أوروبا غالية جدا، الى جانب الايجار الخاص بالسكن، ولم أكن أريد أن أرهق أهلى فى تلك المصروفات لأننى من عائلة متوسطة الحال، لذلك فترة الدراسة كنت أعمل 8 ساعات من الخامسة فجرا وحتى الظهر فى أحد المقاهى الشهيرة فى النمسا ولها سلسلة حول العالم، وأبدأ الدراسة من 2 إلى 9 مساء، كان على أن اعمل ليل نهار حتى أحقق حلمى، والحمد لله حصلت على أعلى شهادة علمية فى الموسيقى وهى تعادل الدكتوراه.
متى بدأت الاحتراف؟
- قال: أثناء الدراسة استمعت إلى مدير أوركسترا سالزبورج الفلهارمونى، عام 2016 وطلبت منى أن أغنى دور رادميس فى عايدة لمدة 6 حفلات والحمد لله وفقت بشكل كبير، وفى 2018 جاءتنى دعوة من صربيا وبلغاريا، ومونتيجرو، والجميل اننى فى احدى هذه الحفلات التى اقيمت فى مونتجيرو قابلت سميح ساويرس أثناء غنائى لأوبرا ايولانتا للمؤلف تشايكوفسكى حيث جاءت إلى غرفة ملابسى رئيسة المهرجان بعد عرض الافتتاح وقالت لى ان بعض الضيوف المهتمين بالفن والموسيقى الكلاسيكية يريد الحديث معك، ذهبت وكانت المفاجأة السعيدة لى أن أتقابل مع سميح ساويرس وأسرته حيث قابلنى بحفاوة شديدة وسألنى لماذا لا تتواجد فى مصر ودعانى إلى مقابلته حين أعود إلى مصر لكنى للأسف إلى الآن لم تتح لى الفرصة لى مقابلته.
بعد التخرج فى 2018 بدأت أحتك أكثر بالشغل، وأدخل اختبارات القبول الخاصة بالعروض «أودشن» التى بناء عليها يتم اختيار المغنى لأداء الدور، وفعلا شاركت مع أوركسترا فيينا الفلهارمونى، واشتركت معهم فى جولة داخل النمسا لتقديم «لاكامينثا بيكتوا» وقمت بغناء الدور الرئيسى فى الأوبرا وانتهت هذه الجولة فى مارس الماضى.
وعن أهم المشاركات التى قام بها فى أوروبا؟
- قال: قمت بغناء دور رداميس فى أوبرا عايدة للمؤلف الشهير ڤيردى مع أوركسترا سالزبورج الفيلهارمونى، قمت بغناء دور تيتو فى أوبرا كليمنزا دى تيتو للمؤلف الشهير موتسارت مع أوركسترا أكاديمية ڤيينا الفيلهارمونى، قمت بغناء دور دون چوزية فى أوبرا كارمن للمؤلف بيزيه مع أوركسترا هامبورج الفلهارمونى، قمت بغناء دور ڤارتير فى أوبرا ڤارتير للمؤلف ماسينية مع أوركسترا هامبورج الفلهارمونى، قمت بغناء دور ايدومينيو فى أوبرا ايدومينيو للمؤلف موتسارت بمسرح اكسنت بى ڤيينا، قمت بالغناء فى دول مثل النمسا وألمانيا وسويسرا وبلغاريا ومونتنيجرو وروسيا.
فرح الديبانى صوت أوبرالى مصرى توقع له الجميع الانتشار على المستوى الدولى وليس المحلى، لأنها صوت يتمتع ليس بالموهبة فقط، لكن بالذكاء الذى يجعلها تتواجد فى الأماكن والمناطق التى ينطلق من خلالها صوتها للوجود كله، كما أنها تتمتع بثقافة موسيقية وغنائية كبيرة يجعلها أيضا تختار الأعمال التى تقدمها. مؤخرا كانت سفيرة لمصر فى حفل بمعهد العالم العربى من بين حضوره رئيس فرنسا ايمانويل ماكرون ووزيرة خارجية امريكا السابقة هيلارى كلينتون، والامين العام للامم المتحدة انطونيو جوتريتش، واودرى ازولاى المدير العام لمنظمة اليونيسكو، بترشيح من جاك لانج هو مدير معهد العالم العربى وهو وزير ثقافة فرنسا الأسبق خلال فترة حكم الرئيس الراحل فرانسوا متيران، وهو مؤثر جدا فى عالم الفن وهو صاحب فكرة اليوم العالمى للموسيقى.
فرح الديبانى حاصلة منذ عامين على أفضل صوت شاب من أوبرا باريس فى استفتاء لأكثر من 4 آلاف صوت منحوا صوتهم لابنة مصر.
«فرح» هى ابنة الإسكندرية درست فى المدرسة الألمانية بالإسكندرية، أثناء دراستها كانت هناك حصص للموسيقى والغناء، وكانت تغنى مع الكورال أغانى عادية، وفى سن 14 سنة حضر مدرس من ألمانيا، وفوجئت به يطلب منها بعد الاستماع إلى صوتها بضرورة أن تتجه للغناء الأوبرالى، وهنا كان التحول.
تم تكريمها من الرئيس «السيسى» فى 2019 وهو التكريم الذى تعتبره عوضها عن 10 سنوات من العمل والتعب والجهد الكبير الذى بذلته فى الغربة بين باريس وبعض الدول الأوروبية، التكريم كان بمثابة الحصاد لهذه السنوات وهذا التكريم اعتبرته وسامًا على صدرها.
كما حصلت من قبل على أكثر من جائزة مهمة منها مؤسسة فاجنر الألمانية، وهى جائزة تمنح للأصوات الصاعدة، وقبلها جائزة جوليو بيروتى من ألمانيا أيضا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.