تحتل العشوائيات مكانة متميزة لدى الإخوان المسلمين وحكومتهم، خاصة وزير التنمية المحلية الإخوانى الدكتور على بشر. اختص «بشر» العشوائيات بنصيب الأسد من الاهتمام والتصريحات على حساب قضايا التنمية المحلية الأخرى، على خلفية أن جمهور الكتل التصويتية الكبرى لدى الإخوان يقطن فى تلك العشوائيات، حيث يستشرى الجهل والفقر والمرض، وهو جمهور «وفى» لمن يغازله بسبب إحساسه بالتجاهل والنسيان من جانب حكومات ما قبل الثورة. ومن المنطقى ألا يفرط الإخوان فى هذا الكنز من الأصوات، وبالتالى فإنه ليس من المنتظر أن يتم وضع أى حلول جدية تقضى على المشكلة بشكل جذرى لأنها الدجاجة التى تبيض ذهباً لمرشحى حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسى للإخوان المسلمين، ولكن الأمر لا يخرج عن نطاق سيل التصريحات المبشرة، إضافة إلى بعض المساعدات للمحتاجين سواء عن طريق توزيع مواد غذائية أو زيارات لقوافل طبية، حتى يتم الحفاظ على الرابط الانتخابى المقدس بين الجانبين. وكانت آخر تصريحات «بشر» حول العشوائيات أكد فيها أن المخطط الاستراتيجى لمصر يستهدف نقل المناطق العشوائية ضمن المناطق المخططة فى مصر من خلال نقل أهلها إليها، والانتقال إلى المساكن الآمنة، مؤكداً اهتمام الحكومة بالتقليل من العشوائيات خلال المرحلة المقبلة وتحويلها إلى مناطق منتجة، إلى جانب القرى الأكثر فقراً. وقال: إن صندوق تطوير العشوائيات حصر 1099 منطقة عشوائية خطيرة وغير آمنة، يتم التعامل معها الآن كما تخصص الحكومة ما يقارب ال4 مليارات جنيه لتطوير العشوائيات على مدى 10 سنوات، ولكن سيكون الاهتمام الأولى بالمناطق غير الآمنة، لافتاً إلى أن الجزء المالى لن يكون عائقاً، لأن هناك مساهمة من منظمات المجتمع المدنى ومشاركة القطاع الخاص، وطالب «بشر» منظمات المجتمع المدنى بالمشاركة فى حوار مجتمعى ومساندة الحكومة فى برنامجها لتطوير العشوائيات. يأتى هذا فى الوقت الذى أكدت فيه دراسة حديثة صادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فى سبتمبر 2011 عن أن عدد العشوائيات فى مصر بلغ 1221 منطقة منها 20 تقرر إزالتها لأنها لا تقبل التطوير، بالإضافة إلى 1130 منطقة قابلة للتطوير، منها 71 منطقة فى محافظات السويس والإسماعيلية ومرسى مطروح وشمال سيناء وبورسعيد، وهذه المناطق لم تدخل خطة التطوير الحكومية حتى عام 2009 على الرغم من إدراج 11 محافظة فى خطة التطوير الأولى. معامل تفريخ البلطجة أما الدكتور أحمد يحيى، أستاذ علم الاجتماع السياسى بجامعة قناة السويس، فيرى أن العشوائيات هى معامل تفريخ البلطجة والخارجين على القانون، وإذا كانت الحكومة جادة فى تطوير تلك العشوائيات فعليها بتطوير الإنسان قبل تطوير المكان وعليها بمحاصرة البلطجة والإرهاب وعشوائية السلوك، خاصة أن ما تمر به مصر الآن هو إفراز طبيعى ومنطقى لتلك العشوائيات التى تركها النظام السابق للفساد والعشوائية والبلطجة والإجرام والفقر يرتع فيها ورغم دراسات وأبحاث معهد الدراسات الاجتماعية والجنائية فى ذلك الشأن ووضع الحلول لتلك العشوائية فى سلوكيات البشر إلا أن أحداً لم يلتفت وكأن النظام يعتبر تلك المناطق هى الفرخة التى تبيض له البيضة الذهب للحصول على المنح والقروض من أجل تطوير تلك العشوائيات، فإذا بتلك الأموال تدخل جيوب الكبار ولا تصل إلى أصحابها حتى باتت العشوائيات خطراً محدقاً بمصر وباتت سوءاته بعد الثورة!! وأضاف «يحيى» أن النظام السابق دأب دائماً على اللعب على تلك العشوائيات أثناء الانتخابات البرلمانية بالحديث عن توصيل المرافق لها من كهرباء ومياه شرب وصرف صحى، وكانت المحليات تحجب عن توصيل تلك المرافق وتصدر القرارات والقوانين بعدم جواز توصيل تلك المرافق حتى قرب الانتخابات البرلمانية وقتها فقط تفتحها كمرشحى النظام فى تلك المناطق لضمان أصواتهم وما يفعله وزير التنمية المحلية من حديث عن تطوير تلك العشوائيات لهو مسلك جديد للنظام الجديد للعب أيضاً على أصوات تلك المناطق فى العشوائيات خاصة أنها كتلة تصويتية لا يستهان بها تصل إلى حوالى 8 ملايين صوت، وبالتالى فإن وزارة التنمية المحلية هى المفتاح السحرى للسيطرة على أى انتخابات برلمانية. وأخيراً منذ حظيت العشوائيات وفوضى الشارع المصرى بتعليقات ساخنة من جانب شباب «فيس بوك» فعلق أحدهم على الفوضى فى الشوارع، قائلاً: «لقد اكتشف الإخوان أن العشوائيات هى الكنز الحقيقى للأصوات الانتخابية فقرروا تحويل مصر كلها إلى عشوائيات»!