15 شارع قصر النيل.. تسكن روح تينور مصر الأول مصر هى دولة الطرب، من هنا تعلم العالم معنى كلمة السلطنة فى الغناء، ومن هنا بدأت الأجساد تتمايل طربًا، بجمل موسيقية تقشعر لها الأبدان، مصر هى قبلة الغناء العربى، هى دولة الملحنين والمجددين فى الموسيقى والغناء، لم تمر فترة زمنية إلا ويخرج منها فنان أو فنانة أو يرفع الجميع له أو لها القبعة، هنا ولد رائد وفارس التجديد سيد درويش، وهنا ولد محمد القصبجى وعبدالوهاب والسنباطى، الذين توارثوا الموسيقى والغناء عن الشيخ المسلوب وسلامة حجازى ومحمد عثمان، هنا أرض الكنانة والمكانة. مصر هى الشريان الذى قام بتغذية العالم العربى بكل حرف وجملة موسيقية، هنا القاهرة التى منحت الجميع شهادة الاعتماد، والارتباط بالجمهور. هنا الإذاعة المصرية التى حملت عبر أثيرها مهمة تقديم الأصوات والنغم الشرقى الأصيل، ومهما ظهرت من زوابع داخل الوسط الغنائى وظهر الهاموش والناموس، والذباب، لن يضيع تاريخنا الغنائى، بل إن هذه الزوابع كلما ظهرت ذكرتنا بماضينا الجميل. تحدثنا فى «المصرى فنان عمره 7 آلاف سنة» عن ريادتنا بصفة عامة فى الموسيقى والغناء والسينما والدراما والإعلام والمسرح، والأوبرا واكاديمية الفنون، ثم بدأنا فى الحلقة الثانية نتحدث بتوسع أكبر، عن كل مجال، من المجالات، كما تناولنا مصر من عهد قدماء المصريين، مرورًا بدور الترانيم القبطية، والكنائس فى الكنائس والموالد الشعبية حتى وصلنا إلى عصر المشايخ فى وقتنا الراهن. تحدثنا عن تاريخنا فى عالم التلحين الشيخ المسلوب مرورًا بسلامة حجازى وسيد درويش عبدالوهاب والسنباطى وزكريا أحمد والقصبجى، الموجى والطويل وبليغ ومحمود الشريف ومنير مراد، وما أكثر ما قدمت مصر للعالم العربى من ملحنين لذلك فالجزء الخاص بالملحنين سوف نواصل الكتابة عنه لعدة اجزاء حتى نعطى هؤلاء الرواد حقهم الطبيعى. إننا فى مصر دولة الإبداع والمبدعين، حتى أن عمر بعض فنانينا أطول من عمر دول بأكملها، ربما إبداعهم يكون أكثر تأثيرًا من دول كثيرة. مصر الفن والفنانين أقدم دولة عرفها التاريخ عرفت الفنون بكافة أشكالها، مصر التى سطرت أهم سيناريوهات العرب، فى السينما والدراما، وأهم من كتبوا النوتة الموسيقية وأهم العازفين والملحنين والشعراء، مصر الطرب الأصيل والنغم المشبع بالموهبة، مصر تواصل الأجيال، وشموخ الجبال، وكبرياء الإنسان، مصر أقدم لوحة فنية وأقدم فنان. فى الحلقة الماضية تحدثنا عن كيان له تأثير كبير فى عالمنا العربى وليس مصر فقط، هو فرق الأوبرا المصرية بعد أن تحدثنا فى حلقة سابقة عن تاريخ إنشاء الأوبرا المصرية من الأوبرا الخديوية وحتى اوبرا العاصمة الدارية الجديدة، واليوم نحن بصدد الحديث عن فرق دار الأوبرا. ومنها فرقة الغناء الأوبرالى التى استعرضنا تاريخ إنشائها ثم تحدثنا عن الرعيل الأول من مغنيات الاوبرا تبعه الحديث عن المغنى العالمى جابر البلتاجى وها هو الجيل الأول الذى مهد الطريق لمن جاءوا بعدهم، وسطروا تاريخًا فنيًا جديدًا لمصر الريادة والعراقة. فى عام 1968 نجح الخبير الروسى دايفيد بدريدذى فى إنشاء أول فرقة للغناء الأوبرالى فى مصر، وضمت جابر البلتاجى، حسن كامى، رتيبة الحفنى، سعيد الألفى، غالية راشد، وروجينا يوسف، وجيرجوار برطميان، وأميرة كامل، وسهير حشمت. يولاندا دى مينسيا، سيد شعبان، ويوسف صباغ، ومحمود حسن، رشدى برسوم، آيات الشال، فيوليت مقار كلود رطل، نبيلة عريان.. عواطف الشرقاوى، كارمن زكى، ألفى ميلاد.. ومنذ ذلك الوقت أصبح لدينا فرقة للغناء الأوبرالى، ويرجع هذا إلى وزير الثقافة «ثروت عكاشة» فهو الذى اختار أفضل الأساتذة الروس الذين تعلمنا على أيديهم الغناء والباليه والفنون المسرحية. اليوم نحن بصدد أحد أبناء الجيل الأول الذى منح مصر الريادة والخلود فى عالم الغناء الأوبرالى هو الراحل الكبير حسن كامى. هو أحد رواد فن الغناء الأوبرالى، الفنان الكبير حسن كامى، تنوعت موهبته بين الغناء والتمثيل وأصبح واحدًا من نجوم الدراما التليفزيون وكذلك السينما، حيث قدم أدوارًا مختلفة ومتنوعة إلى جانب بطولته للعديد من العروض الغنائية المسرحية أبرزها انقلاب وهى من الأوبرات الشعبية العربية. حكاية حسن كامى مع الغناء وحياته بصفة عامة هى حياة درامية بكل ما تحملة الكلمة من معنى، فقد ابنه أعز ما يملك ثم رحلت حب عمره زوجته، ثم عاش وحيدًا يدعو لهما حتى رحل. نذهب إلى رحلته مع عالم الغناء الأوبرالى. شارك أيضاً فى العديد من المسلسلات والأفلام والمسرحيات. اسمه حسن كامى محمد على، هو ممثل ومغنى أوبرالى «تينور» ولد فى 14 أكتوبر 1936م وتوفى فى 14 ديسمبر 2018. درس فى مدارس «الجيزويت»، وحصل على ليسانس الحقوق فى جامعة القاهرة، بعدها انتقل إلى معهد الكونسرفتوار لأنه أحب الأوبرا منذ دخلها أول مرة فى سن 11 عامًا، وكان يرغب أن يصبح مغنيًا أوبراليًا رغم أن صوته على حدّ قوله كان سيئًا وطالما سخر منه رفاقه لهذا السبب، حتى حصل على الدراسات العليا من إيطاليا ** بدأ حياته العملية بدار أوبرا القاهرة منذ سنة 1963، وعمل إلى جانب ذلك موظف حجز ومبيعات شركة الكرنك للسياحة 1958-1961، ثم مدير محطة طيران فى الشرق الأوسط بمطار القاهرة 1961-1968، رئيس شركة بون فوياج للسياحة 1977، مدير وممثل الخطوط الجوية التونسية 1968-1977، وكيل عام الخطوط الجوية الأمريكية. قام بدور البطولة فى «أوبرا عايدة على مسارح الاوبرا فى الاتحاد السوفيتى 1974. قام بغناء دور البطولة فى 270 أوبرات عالمية على مدى 24 عامًا فى البلاد التالية: إيطاليا، الاتحاد السوفيتى، بولندا، فرنسا، الولاياتالمتحدة، اليابان، كوريا، الدنمارك. حكايته مع الغناء الأوبرالى يقول عن تلك المرحلة: وأنا صغير كان صوتى حلو وبعد سن 12 سنة صوتى تغير تمامًا، وبعد أن شاهدت فيلم «كاروزو» 13 مرة وهو مغنٍ أوبرا عالمى، عشقت الأوبرا، حاولت تقليده ولم أستطع، كان صوتى وحش جدا، وفى يوم من الأيام، كانت عائلى تستعد للذهاب إلى الاوبرا واصطحبونى معهم، دخلت وجدت الناس بملابس السهرة ورائحة «البرفان»، عشت حلمًا، فى هذا اليوم قررت أن أذهب دائمًا للأوبرا، شاهدت كارمن وبتر فلاى، وكنت أحاول أغنى لكن كان سيئًا. كان لدى صديق اسمه كلود رطل، والدته أستاذة الغناء جيلان رطل، ذهبت لها ولم تعجب بصوتى وقالت صوتك مزعج، ورفضت أن تساعدنى، المهم رفضت أن اتركها قبل أن تقبل بتدريبى، وبالفعل أقنعتها، وقامت بالتدريس لى، وبالفعل استطاعت أن تغير من صوتى ورشحتنى لأوبرا لاترافيتا وذهبت لأغنى فى دور صغير وإذا بهم يرشحوننى لدور البطولة وكانت معى منار أبوهيف ونبيلة عريان. الإيطاليون استمعوا إلى وطلبوا ذهابى إلى هناك فى الموسم الإيطالى ودرست هناك وهذه كانت النقلة الأهم لانى اشتغلت بطرق أخرى، ودرست هناك كثيرًا. عدت لمصر عام 68، غنيت مع مجموعة مهمة منهم رتيبة الحفنى وفيوليت مقار وأخذونى لأغنى مجموعة أوبرات حتى احترقت الاوبرا. بعد ذلك طلب الروس منه الذهاب اليهم ليغنى فى 4 أماكن وكان معه غالية راشد.. واشتهر هناك. أيضاً ذهابه لأمريكا له قصة رواها لى قائلًا: قصة ذهابى لأمريكا مهمة جدًا.. ذهبت للغناء فى ليتوانيا ونجحت وشاهدونى، وكان لى صديق مصرى يعيش هناك، وعرض على فرصة قائلًا لا تطلب أموالًا، لكن تمسك بفرصة الغناء فى أمريكا، وذهبت لأغنى عايدة فى لوس انجلوس بمناسبة مرور 60 سنة على تأسيس البلدة، غنيت عايدة فوجئت بشخص يطلب أن يكون وكيلى، وقعت معه عقد بعشرة آلاف دولار أحصل على نصفها، ذهبت إلى شيكاغو وكان هناك منافسة بينى وبين الإيطالى شانيلى للغناء بالتناوب مع دومينجو.. ونجحت وغنيت أربع حفلات من أصل سبع. وغنيت هناك بعد ذلك 180 حفلة. أيضاً ساهم حسن كامى فى تنظيم أوبرا عايدة داخل مصر على مدار سنوات طويلة إلى جانب عمله كمدير لفرقة اوبرا القاهرة. ورغم النجاحات التى حققها كامى فإن أسرته فى البداية لم تكن تشجعه على احتراف الفن، حيث لم يكن اتجاهه الفنى مرغوبًا من العائلة بأكملها، رغم اهتمامها بالموسيقى، ولم تكن تسمح له بالغناء وكانت تطلب منه أن يكتفى بكونها «هواية»، ولكن بعد أن سمعت والدته التصفيق الحاد له بعد غنائه فى أوبريت «أساطير هوفمان»، بأسبوع شباب الجامعات فى ستينات القرن الماضى، غيرت رأيها سريعًا وبدأت فى تشجيعه. وعندما سألته عن الشهرة التى وصل إليها وهل حصل على حقه أم لا قال: الحمد لله، طبعًا حصلت على ما استحق، لكن بصفة عامة ممكن القائمون على الإعلام يكون لهم دور فى عدم حصولى على شهرة أوسع كمغنى أوبرا، لكننى فعلت كل ما بيدى، أغنى فقط، لن أطرق باب الإعلام. 15 شارع قصر النيل 15 شارع قصر النيل هنا تسكن روح حسن كامى وهو المكان الذى اختاره الفنان الكبير ومغنى الاوبرا العالمى حسن كامى لكى يقضى كل وقته، قبل رحيله بسنوات، اختياره لمكتبته «المستشرق»، لكى تكون مقره الأهم لم يكن بغرض رغبته فى متابعة تلك المكتبة العريقة التى تضم مئات من الكتب النادرة، لكن هناك شىء أقوى وأهم من تلك الكتب وأغلى قيمة وقدرًا بالنسبة له، ألا وهو أن هذا المكان يذكره بزوجته الراحلة نجوى، فى هذا المكان كان يشعر رحمه الله، بروح ورائحة تلك الإنسانة التى شاركته فى حب نفسه، نجوى التى رحلت عن عالمنا فى 2 فبراير 2012 ورحل هو بعدها ب6 سنوات تقريبًا؛ ورغم رحيلها فإنها بالنسبة له كانت تعيش بداخله، تسكن بين الضلوع، خلف مكتبه كان يضع صورة كبيرة لها وكل صباح يرسل لها التحية، ويطلب منها الدعاء له، كل جمعة كان على موعد لزيارتها فى قبرها وهو نفس القبر الذى دفن فيه ابنه الوحيد شريف الذى رحل فى سن 18 سنة. حكايته مع المكتبة قال لى فى آخر حوار أجرى معه قبل رحيله ب6 أشهر تقريبًا، كنت أعمل فى شركة سياحة قريبة من تلك المكتبة وكنت أزورها من وقت لآخر، كنت أشاهد أناسًا خارجة وأناسًا داخلة، أغلبهم من الأجانب.. دخلت وأعجبت بمنظر الكتب.. سألت عن أسعارها فوجئت أنها غالية جدًا لأنها كتب ليس لها مثيل.. سألت صاحبها: لماذا هذا الارتفاع فى الأسعار، فكان رده أنت لا تعلم قيمة الكتب.. واتفق معى على أن أحصل على الكتب بالتقسيط.. قلت: لماذا تعطينى إياها بالتقسيط فكان رده «مسكتك للكتب واهتمامك بها يوحى برغبتك فى الاقتناء.. وفرحت لأنه يتعامل معى بهدوء شديد، حيث كنت أراه شرسًا مع ضيوف المكتبة». عن شراء المكتبة قال فى حواره معى: فى أحد الأيام ذهبت لصاحبها وقلت له مازحًا من كتر ما دفعت فلوس بدأت أشعر أننى دفعت ثمن المكتبة.. فكان رده ضاحكًا «لما تشوف حلمة ودنك». بعد ذلك سافرت لأمريكا وأصبح معى أموال وهى كل ما جمعته فى رحلة عملى وعدت بعد سنين طويلة فوجئت أن صاحبها أصيب بالشلل، وفوجئت به يطلب منى شراءها، قلت له لا يوجد معى المبلغ المطلوب طلب منى سداد جزء والباقى على عامين.. ولأننى أحب الكتب وأعلم قيمتها تمامًا.. لذلك دفعت شقا عمرى ولم أبخل عليها. حكاية أخرى رواها لى كامى فى حواره الأخير: فى يوم قال لى صاحب المكتبة هانزلك المخزن السرى للمكتبة الكائن أسفل المكان، وذهب هو لتناول الغذاء وأغلق الباب على وفوجئت بكتاب اسمة «تقويم النيل» فيه تاريخ مصر بما فيهم أسرتى، اشتريت هذا الكتاب منه مقابل 6 آلاف جنيه، الآن «فبراير 2018» قيمته 60 ألف جنيه. من هذه اللحظة غرقت فى حب هذه المكتبة وانتابنى إحساس بأنها القيمة التى يجب أن أهديها لنجوى زوجتى رحمها الله، كنت عاوز أهديها حاجة تؤكد لها أن زوجها مش مجرد رجل عادى، وأنها بالنسبة لى كزوجة وصديقة وأم وأخت وكل شىء فى حياتى يجب أن أقدم لها الشىء الذى تستحقه، خاصة أنها كانت من عائلة ثرية وأنا بالنسبه لها «على أد حالى».. أهديتها لها والعقد أعطاها 85 % و10 % لى و5 % لأحد العاملين هنا وهى التى اخترته بنفسها لأنه ساعدها فى أرشفة المكتبة. رفض الغناء فى إسرائيل عن دعوته للغناء فى إسرائيل قال: نعم تلقيت دعوة ورفضت وبسبب رفضى منعونى من أمريكا لفترة. كانوا يريدوننى أغنى السيمفونية التاسعة والسبب كان سياسيًا وليس فنيًا. الغناء بالعربى عن فكرة الغناء بالعربى كان يرى أن صوته وحش قوى فى العربى، لذلك رفض تمامًا أن يخوض التجربة، رغم أن البعض من ملحنى الأغانى العربية حاولوا اقناعه. انقلاب واتجاهه للتمثيل اتجاهه للتمثيل جاء بناء على اتصال من الفنان الكبير محمد نوح قال له أنا عامل اوبرا شعبيه مصرية وهى «انقلاب»، بعدها تلقى عروضًا كثيرة وعلى حد تعبيره: «مشيت الدنيا معاية فقدمت 124 مسلسلًا و14 فيلمًا». وكان يرى أن دوره فى انقلاب هو الأهم له على الإطلاق فى عالم التمثيل. أهم افلامه قدرات غير عادية:2015-، بالألوان الطبيعية: 2009، كونشرتو فى درب سعادة: 1998، علاقات مشبوهة: 1996، قليل من الحب كثير من العنف:1995، ناصر 56 ونسيت إنى امرأة: 1994 – كمال، دموع صاحبة الجلالة: 1992، كريستال: 1992–، سمع هس:1991–،يا مهلبية يا:1991، عندما يتكلم الصمت:1988- أهم المسلسلات قاسم أمين، وعلى مبارك، الخواجة عبدالقادر، أميرة فى عابدين، وادى الملوك، المرسى والبحار، الإمام محمد عبده، هوانم جاردن سيتى، وحوارى وقصور، الشارع الجديد، رأفت الهجان، بوابة الحلوانى، ألف ليلة وليلة، أميرة فى عابدين، الملك فاروق، آن الأوان. الجوائز حصل على جوائز أهمها عام 73 من نجازاكى و76 من يوكوهاما فى اليابان عن غناء بترفلاى، عام 88 المركز الأول من حفل السلام العالمى للأوليمبياد «سول». ومن فيرونا كانوا يختارون العشرة الأوائل على مستوى العالم المراكز الثلاثة الأولى كانت لدومينجو وكاريراس وبافاروتى وكانوا يريدون باقى العشرة وحصل كامى على المركز الخامس بعد أن طلب منه ديمورى قائد اوركسترا المشاركة. رحيل شريف صدمة العمر كان فى لندن يغنى وإذا بزوجته تتصل به وتبلغه برحيل، ابنهما الوحيد شريف، عاد من لندن ورفضت استكمال العرض كان لديه جولة تضم 14 عرضًا. كيف تغلب على الأزمة؟ ذهب إليه دكتور سيد موسى رئيس هيئة تنشيط السياحة فى ذلك الوقت وكان يريد إعادة السياحة لمصر بعد تعرضها لانتكاسة بعد حرب الكويت وقال له لابد أن تعود من أجل شىء أهم منا جميعًا وهو مصر، أريدك أن تغنى من أجل مصر، وقتها كان يعانى من جرح ابنه وجدانيًا.. واصطحب معه زوجته نجوى، الغريب أن قائد الاوركسترا كان يرفض مشاركته مرددا «مين حسن كامى».. وغنى يومها غناء أسطوريًا وبكى جدًا بعد تذكر ابنه.. بعد هذا الحفل ظل لفترة بدون صوت، حيث احتبس لفترة طويلة وأعادته للغناء سميحة الخولى، رحمها الله، وكان يرى أنه لم يغن بشكل جيد بعد رحيل ابنه قائلًا: عمرى ما غنيت كويس بعد رحيل شريف.