لم يتخلف كعادته كل يوم جمعة عن زيارة ابنه الوحيد شريف الذى رحل وهو فى عز الشباب،وزوجته نجوى التى رحلت ايضا بعد صراع مع المرض.حيث اعتاد ان يذهب اليهما منذ رحيل كل منهما،فى البداية كان يذهب مع زوجته لزيارة الابن الوحيد،وبعد رحيل الزوجة اصبح يذهب وحيدا لزيارة الاثنين معا. لكن زيارته اليوم ستطول الى الابد،حيث يدفن فى نفس المكان،الذى كان حريصا على زيارته كل جمعة،لكى يلقى السلام والتحية على اهل بيته فى هذه المقبرة،هذه المرة لن يرحل ويتركهما كما كان يفعل كل اسبوع،هذه المرة سوف يوارى الى جوارهما الى الابد. اليوم رحل حسن كامى صاحب ال77 عاما احد رموز الغناء الاوبرالى فى مصر والعالم،واحد من الجيل الاول لمغنين الاوبرا.وواحد ممن ساهموا فى اثراء الحياة الثقافية فى مصر والعالم العربى.وهب «كامى» حياته للفن الاوبرالى مغنى ومنظم للحفلات وصانع للنجوم حيث تولى فى فترة من فترات حياته رئاسة وقيادة فرقة اوبرا القاهرة،كما عمل مستشارا فنيا لرئيس الاوبرا لفترة طويلة. وبعد ان اعتزل الغناء والعمل الثقافى وهب نفسه لمكتبة المستشرق وهى المكتبة التى كان قد اهداها الى زوجته نجوى قبل رحيلها،وظلت تعمل بها حتى الرحيل حيث ظل هو يباشر بنفسه العمل بها،وهى مكتبة تقع فى 15 شارع قصر النيل و تضم كتب عريقة جدا.وكانت هذه المكتبة بمثابة الحياة لكامى لانها تذكره بزوجته الراحلة التى عاش معها اجمل قصص الحب،وكان كلما دخل المكتبة يلقى علي صورتها التحية كما لو انها مازالت على قيد الحياة،كما لو ان الصورة انسانة من لحم ودم وليس بورتريه على الحائط. 15 قصرالنيل هو المكان الذى اختاره الفنان الكبير لكى يقضى كل وقته، اختياره لمكتبته «المستشرق»، لكى تكون مقره الاهم لم يكن بغرض رغبته فى متابعة تلك المكتبة العريقة التى تضم مئات من الكتب النادرة، لكن هناك شىء اقوى وأهم من تلك الكتب واغلى قيمة وقدرا بالنسبة له، الا وهو ان هذا المكان يذكره بزوجته الراحلة نجوى، فى هذا المكان يشعر بروح ورائحة تلك الإنسانة التى شاركته فى حب نفسه،والتى ظل يعشقها حتى رحل ليسكن بجوارها فى المقبرة. مشوار حسن كامى مع الغناء الاوبرالى بدأ وهو فى سن صغيرة جدا حسب روايتة لى كان يتمتع بصوت جيد وبعد سن 12 سنة تغير صوته، وبعد ان شاهد فيلم «كاروزو» 13 مرة وهو يحكى عن مغنٍ اوبرا عشق الغناء الاوبرالى ، حاول تقليده ولم يستطع،وفى يوم من الايام كان اهل كامى ذاهبين للاوبرا واصطحبوه معهم، دخل فوجد الناس بملابس السهرة ورائحة «البرفان»، عاش حلما، فى هذا اليوم قرر ان يذهب دائما للاوبرا، شاهد كارمن وبتر فلاى، وكان يحاول ان يغنى لكنه كان سيئا حسب وصفه.لكنه قرر الا يستسلم.كان لديه صديق اسمه كلود رطل، والدته استاذة الغناء جيلان رطل، ذهب له ولم تعجب بصوته وقالت له صوتك مزعج، ورفضت ان تساعده، المهم رفض ان يتركها قبل ان تقبل بتدريبه، وبالفعل اقنعها، وقامت بالتدريس له، وبالفعل استطاعت ان تغير من صوته ورشحته لاوبرا لاترافيتا وذهبت ليغنى فى دور صغير واذا بهم يرشحونه لدور البطولة وكانت معه منار ابوهيف ونبيلة عريان. نقلته الى العالمية جاءت عندما استمع اليه الايطاليون وطلبوا ذهابه إلى هناك فى الموسم الايطالى ودرس هناك وهذه كانت النقلة الاهم لانه اشتغل بطرق اخرى، ودرس هناك كثيرا. عاد الى مصر عام 68، حيث غني مع مجموعة مهمة منهم رتيبة الحفنى وفيوليت مقار وأخذونى لأغنى مجموعة اوبرات حتى احترقت الاوبرا. وبعد ذلك اصبح احد المغنيين المعروفين حيث طلب منه الروس الذهاب اليهم ليغنى فى 4 اماكن وكان معه غالية راشد.. واشتهر هناك. وهناك قصة شهيرة رواها كامى لى قائلا.. ذهبت للغناء فى ليتوانيا ونجحت وشاهدونى، وكان لى صديق مصرى يعيش هناك، وعرض على فرصة قائلا لا تطلب اموالا لانك ستغنى فى امريكا، وذهبت لأغنى عايدة فى لوس انجلوس بمناسبة مرور 60 سنة على تأسيس بلده، غنيت عايدة فوجئت بشخص يطلب ان يكون وكيلى، وقعت معه عقد بعشرة آلاف دولار احصل على نصفها، ذهبت إلى شيكاغو وكان هناك منافسة بينى وبين الايطالى شانيلى للغناء بالتناوب مع دومينجو.. ونجحت وغنيت اربع حفلات من سبع. عن حريق الاوبرا وكيف شاهده..ذهب 11 الصبح وجد الاوبرا تحترق وحاول ان ينقذ الكتب لأن الكتب هى الاهم لأنها تضم اهم الاوبرات، وكان معه الدكتورجابر البلتاجى. كانت جنازة حسن كامى قد شيعت من مسجد السيدة نفيسة بعد صلاة الجمعة امس بحضور وزيرة الثقافة ايناس عبد الدايم و الدكتور مجدى صابر رئيس الاوبرا و الدكتور جابر البلتاجى مغنى الاوبرا العالمى.حيث دفن بجوار زوجته وابنه شريف بمقابر القلعة. وقد نعت الدكتورة ايناس عبد الدايم وزير الثقافة والدكتور مجدى صابر رئيس دار الاوبرا وجميع القطاعات والهيئات بوزارة الثقافة الفنان القدير ومغنى الاوبرا العالمى حسن كامى الذى غيبه الموت فجر امس الجمعة وقالت ان الفنون الجادة فقدت احد علاماتها البارزة واشارت ان اعمال الراحل سواء فى فن الغناء الاوبرالى او الدراما تشكل جزءا من كنوز الابداع المصرى بما تحمله من قيم نبيلة ومعانى سامية. الراحل الفنان حسن كامى ممثل ومغنى أوبرا مصري، ولد في 21 اكتوبر 1941، حصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، درس الغناء الاوبرالى على يد جيلان رطل التى دربته فى البداية ثم التحق بمعهد الكونسرفتوار الى جانب دراسات عليا موسيقية يإيطاليا، بدأ حياته الفنيةعام 1963 وعمل إلى جانب ذلك بمجال السياحة والطيران، ادى دور البطولة فيما يزيد على 270 اوبرا عالمية في مختلف الدول منها إيطاليا، الاتحاد السوفيتي، بولندا، فرنسا، الولاياتالمتحدة، اليابان، كوريا والدنمارك، حصل على العديد من الجوائز العالمية وشهادات التقدير، قدمه للمسرح الفنان الراحل محمد نوح ليعمل في مسرحية انقلاب وتلاها عدة اعمال منها دلع الهوانم، لا مؤاخذة يا منعم بعدها انطلق فى عالم الدراما وقدم مجموعة من الاعمال الدرامية الشهيرة منها انا وانت وبابا في المشمش، البنات، صاحب الحب، العراف ، الخواجة عبد القادر، الملك فاروق، دمي ودموعي وابتسامتي، ومن اعماله السينمائية كونشرتو في درب سعادة، ناصر 56 ، قليل من الحب كثير من العنف، دموع صاحبة الجلالة، الحب والرعب، يا مهلبية يا وسمع هس.