لأن ما نعيشه لا يختلف كثيراً عن الأفلام السينمائية الهابطة التى نشاهدها من آن لآخر. يعتبر الكثير من أبناء الشعب المصرى الانتخابات البرلمانية فيلم مقاولات إخوانياَ من إنتاج المرشد والبطولة المطلقة فيه للجماعة المحظورة ويبقى الشعب المصرى فى مقعد المتفرج الذى لا حول له ولا قوة وتجار الدين يتقاولون عليه بحجة «الجمهور عاوز كده» ولكن الفرق أن الفيلم الذى بدأ تصويره الآن لن تنتهى أحداثه بعد ساعتين ولكنه سيستمر سنوات يتحكم فيها هذا المجلس وممثلوه فى إصدار القوانين التى ترسخ لحكم الإخوان بعد دستور معيب ساهم فى تحويل الشعب لقطيع يخدم مصالح الجماعة، ولأننا نعيش فيلماً قد يعتبره البعض مأساوياً وقد يراه البعض الآخر كوميديا سوداء كان علينا أن نستطلع آراء نجوم الفن فى الدراما التى يكتبها الإخوان من خلال هذا التحقيق. الفنان محمد صبحى أول من نادى بمقاطعة الانتخابات، وقال كيف تقام انتخابات فى ظل تلك الظروف العبثية، وتساءل لماذا كل الرؤساء يتعاملون معنا كشعب يفعل ما يريده الحاكم، نحن كمصريين موضوعون دائما بين قوسين فى اختياراتنا وخطواتنا، كل نظام يأتى أو رئيس يريد ان يسرع العجلة يطلب منا ان نسير معه فى كل مرة ومطلوب من الشعب ان ينقذ الموقف ولابد ان نختار ونسمع كلام الرئيس، أى صورة تلك التى يطالبوننا ان نكون عليها، نحن ضحية أنظمة سياسية مرتبكة. وأضاف صبحى ان المواطن ينزل إلى الانتخابات إذا وجد من يمثله، وأنا كمواطن لن أنزل الى الانتخابات أو أشارك فيها ويكون لى موقف واضح منها، إلا إذا وجدت من يمثلنى لأن هذه هى وظيفة عضو مجلس الشعب، وعلق صبحى على المرحلة قائلا منذ قيام الثورة وكنت أنادى بمجلس قيادة ثورة من جميع الطوائف، لكن للأسف لم ينفذ أى شىء، لذا فلايمكن ان يستمر الوضع هكذا فى ظل عدم وجود حوار ورفض من الجميع. وقال المخرج على عبد الخالق لن أشارك فى تلك الانتخابات، رغم اهتمامى بالمشاركة فى كافة الانتخابات واستفتاءات منذ قيام الثورة، وحتى فى الانتخابات التى لم يتعامل معها الشعب باهتمام مثل مجلس الشورى فكنت أشعر بسعادة وأنا أمارس الديمقراطية بشكل محترم حتى لو كانت النتيجة على غير ما أريد، لكننى أشرف بلادى ونفسى، وكنت أتمنى ان تكون انتخابات مجلس الشعب القادمة فرحة وعرساً ديمقراطياً لكن للأسف لن تكون كذلك لانها تقام فى ظل حياة سياسية ملتهبة وتوتر ورفض من كل الموجودين فى الشارع، وأضاف عبد الخالق ان الشعب لابد ان يعى ان الصندوق فى الفترة الانتقالية ليس له قيمة ولا يعبر عن رغبة الشعب وإرادته، وأكبر مثال على ذلك عندما انتخب الشعب الرئيس محمد مرسى فالصندوق لم يكن معبرا على الإطلاق عن إرادة الشعب المصرى، لان هناك نسبة كبيرة أعطته صوتها لرفضهم المرشح أحمد شفيق وأصبح الجمهور المصرى يسير بمنطق «عصرت على نفسى لمونة» واختاره شعارا للمرحلة، هذه ليست ديمقراطية فالتعبير عن قناعة الشعب لا يكون اضطراريا، لا يمكن ان يذهب الشعب إلى الصندوق وينتخب اضطراريا ونقول إنها إرادة شعب. كما ان الانتخابات الأولى لمجلس الشعب التى أشرف عليها المجلس العسكرى رغم العوار الموجود فيها وقيامها فى ظل حياة متوهجة سياسيا وصراعات سياسية لكنها كانت مستقرة، و كان بها تمثيل حقيقى لرأى الناس لان الانتخابات كانت نزيهة، لكن الانتخابات القادمة العوار يلاحقها قبل قيامها لان القوى السياسية لا تشارك فيها وبالتالى لا تعبر عن كافة أطياف الشعب. وأكد عبدالخالق ان مصر ستعاني من غياب الحالة الديمقراطية السليمة لفترة طويلة بسبب زيادة نسبة الأمية، فنحن نعانى من 42% أمية، وهى سبب الأزمة الوحيدة التى تعيشها مصر الآن، لان النجاح فى الانتخابات سيكون بالزيت والسكر، والمفترض ان برامج التوك شو تقوم بدور مهم فى شرح ما يحدث بالانتخابات، لكننا على أسوأ الظروف لن نعيش مرحلة ديمقراطية فى الوقت الحالى. واعتبرت الفنانة سميرة أحمد ان قيام الانتخابات فى هذا الوقت هو إهانة للمصريين، ونادت جموع الشعب بعدم اتخاذ أى موقف سلبى تجاه تلك الإهانة، واضافت كيف يقبل الرئيس على نفسه وجماعته ان يهين الشعب الذى أتى به إلى الرئاسة وأعطاه الكرسى، فكيف تقام انتخابات فى ظل اعتذار الأحزاب والناس، وإصراره على قيام تلك الانتخابات هو دعوة صريحة منه بإعطاء البرلمان لحزبى الحرية والعدالة والنور، وقالت الفنانة الكبيرة إن الرئيس مرسى عليه ان ينظر الى شعبه بحب وان يعى تماماً ان رفض الشعب هو بداية لثورة ثانية، فلابد ان يعى انه جاء الى رئاسة الدولة بواسطة ذلك الشعب ولن ينفعه فصيل واحد لأن مصر 90 مليوناً، والمشاركة فى تلك الانتخابات جريمة أخلاقية ومجرد الاعتراف بها هو اعتراف بالدستور الذى صاحبه العوار. تيسير فهمى: ودعت الفنانة تيسير فهمى إلى ثورة ثانية تحرم قيام الانتخابات وإسقاط النظام وعدم الاعتراف بأى قوانين ينادى بها، وقالت إن الدعوة الى تلك الانتخابات هو تأكيد شرعية هذا النظام وهذا ليس حقيقيا على أرض الواقع، وأشارت ان هذا النظام فقد شرعيته لان أعضاءه يسيرون فى طريق لا يراعون فيه وجود شعب، ففى مخططهم المصلحة الشخصية للنظام والرئيس والحفاظ على الكرسى وليغرق العالم بعدها، ولذا فنحن كمصريين مهمتنا ان نقاوم هذا النظام، فسبق وقمنا بثوره لإزاحة النظام الفاسد لكنه لم يسقط، فقط أزحنا مبارك فقط، وحتى اتباعه سجنوا وخرجوا وهذا دليل على ان النظام الحالى ما هو إلا امتداد للنظام السابق. وأكدت تيسير على أننا نعيش حالة ثورة مستمرة فالمحافظات ثائرة والشعب سيخرج ليقول ارحل، النظام يريد ان يؤجر آثار بلدنا ويؤجر الشعب الموجود ويجعل المصريين عبيدا لدى قطر وإيران وغيرهم لمن يدفعون أكثر، لن يسكت الشعب على نظام يريد ان يبيع الدولة بالإيجار بحجة أننا نعانى من أزمة اقتصادية وللأسف مجر التفكير فى تلك النقاط دلالة على «العتة السياسى الذى نعيشه» ومجرد ان تهتم وزارة المالية بإرسال جواب لتستشير فيه وزارة الآثار بتأجير أبوالهول معناه اننا وصلنا لحالة «هبل». ووجهت تيسير رسالة إلى المجلس العسكرى قالت فيها «لابد ان يقوم الجيش بدوره فى حماية البلد والشعب وليس حماية من يحكمنا لابد ان يقام مجلس سياسى ودستور حر وانتخابات نزيهة، فى ظل نظام يحترم الشعب». وطالب الفنان أحمد بدير بمقاطعة الانتخابات نهائيا، وقال كيف أشارك فى انتخابات تقام فى ظل الأوضاع السياسية التى تجرى، عصيان مدنى فى بورسعيد ومدن القناة، و«تكويش» على كل مفاصل الدولة، وانتخابات مزورة معروف نتيجتها مسبقا، فهل نشارك فى انتخابات نعلم نتيجتها 100 فى المائة من أعضاء الإخوان المسلمين وأقاموا تلك الانتخابات لتكون ديكورا وسيعطون 50 شخصية مقاعد فى البرلمان لا يملكون قرارا ولا أى تأثير وبالطبع الأغلبية لهم وفى النهاية يقولون أقمنا انتخابات حرة نزيهة والصندوق يتحدث، وتصبح مفاصل الدولة كلها فى أيديهم، كيف أئتمن انتخابات فيها محليات ومشرفين وقضاة ومسئولون من جماعة الإخوان المسلمين، وإذا الشعب المصرى شارك فى تلك الانتخابات ستكون الأغلبية الساحقة للإخوان وحزب النور. وأضاف بدير ان الشعب المصرى لابد ان يقف على قلب رجل واحد ويقاطع الانتخابات حتى يظهر الحجم الحقيقى لهؤلاء الذين يظنون أنهم الدولة، ليظهر عددهم ويقيموا برلمانا خاصاً بهم ويقولوا فيه ما يريدونه لتكون بحق الشرارة الأولى لانقلاب ذلك النظام، وأضاف بدير أتنبأ بثورة ثانية بعدما يتجاهل الرئيس وجماعته الشعب المصرى بالكامل، ويقيم دولة داخل الدولة تخدم أهدافه مع جماعته، والحل إقامة حكومة ائتلافية لإنقاذ مصر. وقال الفنان أحمد عيد إن المشاركة واجب وطنى حتى لو كنا معارضين لمن يشارك أو لقيام الانتخابات، وأضاف ان المشاركة مهمة لان الانتخابات ستقام سواء وافقنا أو رفضنا حسب الدستور. وقالت الفنانة صابرين أشعر بحزن شديد لما آل إليه الوضع فى بلدى، فلم يعد أحد فى مصر يفهم الصح من الخطأ وأصبحنا منقسمين، وحتى القيادات المصرية فشلت فى تحديد الوضع الآن والانتخابات أيضا أصبح من الصعب تحديد الموقف فيها فى ظل الظروف الحالية. وقال المخرج محمد النقلى إن الانتخابات ستقام فى وقت تعيش فيه مصر مرحلة ضبابية لا يمكن ان نقيمها والشعب منقسم بهذا الشكل، ولكن إذا أقيمت الانتخابات على أسوأ الظروف سأشارك لان هذا حق، وسأنتخب المرشح الذى أريده من القوائم الفردية وليس من الأحزاب الدينية، وأضاف النقلى أنا ضد فكرة المقاطعة حتى لو كانت الانتخابات مزورة وأعرف نتيجتها مسبقا. بينما انتقدت بشدة الفنانة فردوس عبدالحميد موقف من يريدون المشاركة فى الانتخابات وقالت سأقاطع الانتخابات ولابديل لذلك لان ما يحدث فى مصر واضح انه سيكون استكمالاً للحزب الوطنى الماضى نعيش فى جو ملىء بالتزوير من حزب الحرية والعدالة فهم أعلنوا قبل الانتخابات عدد الأصوات التى سيحصلون عليها وكأنهم يتعاملون مع الشعب وكأنهم أطفال، يحددون عدد الأصوات قبل الانتخابات ومن لا يعجبه «يفعل ما يريده» هم متمثلون بالحزب الوطنى فى تصرفاته ونظامه ولم يتعلموا من اخطائه للأسف ظهروا بنفس الأخطاء والتعبيرات، وأضافت فردوس الرئيس لا يشعر بما يحدث حوله من كثرة الغرور الذى أصابه وجماعته لا يشعر غير أنهم فى السلطة ويعتقدون انهم بالقمع والبطش والفاشية سيستمرون بهذا الشكل، وهذا حلم صعب المنال، ليس فى مصر فقط ولكن إذا استعرضنا التاريخ عبر العالم لا توجد قوه فاشيه ستحكم بالحديد والنار، بدلا من ان يقيم أسوارا حول منزله واسلاكاً شائكة وأسلحة وقنابل الغاز من الأفضل ان يعدل بين الناس ويكون آمناً، وطالبت عبدالحميد الرئيس بأن يعى أن عمر بن الخطاب حكم بالعدل فقال «حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر» حتى لو اقيمت الانتخابات لن يعيش الرئيس فى أمان وسيكون مصيره بمصير من قبله، وهذه الحالة لن تستمر والشعب لن يصمت. ونحن ندعو الشعب المصرى بأن يقاطع، فالمشاركة ليست فى مصلحته لانهم سيساندون قوى الظلم والفاشية.