"السفر قطعة من العذاب" ..رددها البسطاء كثيرًا على مدار عقود سابقة عند سفرهم بالقطارات، خاصة من سكان صعيد مصر من العاملين بالقاهرة والاسكندرية، وكان السبب رداءة الخدمة المقدمة، بالإضافة لطول الطريق. وعانت هيئة السكة الحديد على مدار عقود من إهمال شديد، وتحولت بعض القطارات لنعوش متحركة قبضت أرواح الكثير من المواطنين بسبب الحوادث الكثيرة، إلا أن مجيء الرئيس عبد الفتاح السيسي على رأس السلطة بعد ثورة عظيمة " 30يونيو"، ومن ورائه وزير النقل كامل الوزير كان فارقًا في حياة السلكة الحديد. إقرأ أيضا: السكة الحديد تعلن تأخيرات قطارات اليوم اليوم ليس كالأمس..كلمات رددها رواد السكة الحديد بعد إحياة المرفق الهام من جديد وعودة الروح لبعض القطارات غير الأدمية. صرح كبير على مدار 6 ساعات قضاها "محرر الوفد" في القطار رقم "90" القاهرة/أسوان حتى وصوله لمحطة أسيوط، رصد مشاهد كثيرة من بداية ركوب القطار حتى نزول المحطة التي تؤكد رضا غير مشهود من قبل المواطنين عن السكة وأداءها. عند وصولك لمحطة "رمسيس" وهي المحطة الرئيسية تجد نفسك وكأنك داخل على متحف به قطع أثرية مشتاق لرؤيتها، وليس محطة قطار، ناهيك عن المنظر الجمالي خارج المحطة والتي تؤكد للعالم بأننا نعيش في جمهورية جديدة. احترام أمن المحطة وحسن المعاملة للمواطنين كان السمة المميزة عند اقترابك من "جهاز كشف المعادن"، بعد الدخول من بوابة "التفتيش" تجد نفسك وكأنك في صرح كبير يتوسطه منظر جمالي عبارة عن دائرة بيضاء تقدم خدمة لعملاء المحطة بشكل مهذب يليق بالمصريين. بجوار بوابة "التفتش" مدخل للخروج للرصيف "11" التي تقف عليه قطارات وجه قبلي سواء عادية أو مميزة أو مكيفة، زحام شديد الكل ينتظر موعده للرحيل قوات تأمين المحطة في كل مكان حركة غير عادية. التخلي عن الكمامة يبدوا أن المواطنين ليس لديهم وعي كافي بشأن توفشي فيروس كورونا، بالإضافة إلي التحذيرات المتواصلة من التخلي عن الإجراءات الاحترازية من ارتداء الكمامة ومسافة التباعد. ففي وقت تحذر فيه دراسات علمية من اقتراب انتشار موجة رابعة للفيروس، متمثلة في متحور كورونا "دلتا"، تجد التزاحم الشديد، والتخلي عن الكمامة، وكأن الأمور تسير بشكل طبيعي. بعد معاناة بسبب الزحام الشديد تمكنا من الوصول ل"شباك التذاكر"، وجدنا النظام غير العادي، الكل يحترم مكانة لحين إنتهاء السابق له، وجاء الدور لدفع ثمن تذكرة لقطار عادي والمعروف بقطار "الغلابة" وكان متجه لأسوان وقيامه من محطة "رمسيس". كان يحضرني في ذهني قطار الغلابة بشكله القديم، لكن الواقع استطاع محو الذاكرة السابقة، لنجد قطار أخر بكفاءة عالية تليق بالمصريين، وبثمن التذكرة. وصل القطار على المحطة في موعده الساعة "10.15" مساء تكالب المواطنين على القطار، وأغلبهم من صعيد مصر، لحجز مقعده، وكان حينها النور مغلق، إذ فجأة أنار قائد القطار الأنوار، لتجد مقاعد، ونوافذ جديدة، النظافة عالية، حمامات نظيفة، نهايك عن شكل القطار من الخارج، وكأنه "الاسباني" فائق الجودة. الأمين مسعد قبل وصول القطار واصر المواطنين على النزول على شريط السكة الحديد، تدخل رجال الأمن ومنهم الأمين " مسعد رضا" يبرز مدى إحترام الشرطة لأهلها، ولم يتنهر أحدا، وتعامل معهم بكل أدب. وقال الأمين مسعد رضا:" ياجماعة أنتوا أهلنا وأخواتنا مش عاوزين حد يصاب بسبب التزاحم، استنوا القطر يصل وبعدين اركبوا بهدوء، ولم يتلفظ بأية كلمة خارجة". الكل جلس على المقاعد وأنا منهم ودار في ذهني قيام القطار بعدها على الاقل بساعة، لكن الواقع كان غير ذلك، قام القطار في موعده المحدد بزيادة فقط 5دقائق، وكانت الزيادة للإطمئنان على ركوب المواطنين، وضمان سير الرحلة". حكاوي البسطاء بدأت حكاوي البسطاء من أهالي صعيد مصر، ليس كنوع من التسلية من بعد المسافة ولضياع الوقت، لكن هذه المرة مختلفة، حيث كان الحديث عن القطار، ورفع كفاءته، والانجازات التي قام بها الرئيس السيسي. كان جالسنا بجوار وأمامي ثلاثة أشخاص الأول يسمى محمود مجند بالقوات المسلحة من مغاغة بمحافظة المنيا، وأحمد عامل من مركز طما بسوهاج، ومحمد عامل من مركز فرشوط بمحافظة قنا. بدأ المجند محمود حديثة عن مصر الجديدة في عصر الرئيس السيسي، وقال:" كنا محتاجين واحد زي الرئيس السيسي من زمان، مصر كانت في مكان تاني خالص، النهاردة شوف القطار بقى شكله إزاي، الاول كنت بدفع فلوس في قطار غير أدمي، الأن بدفع فلوس في قطار يليق بنا". وتابع:" في السابق كانت القطارات العادية ليس لها أبواب ولا شبابيك، و لا يوجد زجاج للنوافذ، النهاردة كله حاجة موجودة ، حتى شكل القطار من الخارج وكأنه المكيف". والتقط المجند أحمد طرف الحديث، ليشيد بتطوير هيئة السكة الحديد، وبالتحديد كامل الوزير وزير النقل، وقال:" الوزير راجل نشيط خايف على بلده، هما دول ولاد القوات المسلحة بيخافوا على بلدهم، وبيحبوا التطوير ديما". منع البائعين من القطارات لكن المجند أحمد كان لديه ملاحظة والتي اعتبرها هامة، قال:" القطارات العادية لاينقصها سوى وجود قوات الأمن بشكل مستمر للحد من السرقات المستمرة". واتفق العامل محمد مع السابقين على رفع كفاءة القطارات العادية، داعيا الله التوفيق للرئيس السيسي، وحماية الوطن من الأعداء، لكن كان لديه تعليق هام، حيث قال:" ياريت وزير النقل يشوف حل لموضوع البائعين في القطارات العادية، والتي أساءت لشكل القطار، ومنعت كثيرا من المواطنين استقلال القطارات، وأنا واحد منهم، لم اركب القطار إلا في حالة ظروف طارئة". وتابع محمد:" معظم السلع المعروضة داخل القطار ليس لها مصدر رسمي ومجهولة الهوية، وبعضها منتهية الصلاحية، ومعظم الناس في قطار الصعيد العادي أو المعروف بقطار الغلابة، لايجدون القراءة". موضوعات ذات صلة: - كامل الوزير: جميع التعيينات الجديدة بالسكة الحديد يتم تأهيلها نفسيًا وعلميًا بعد التطوير.. لماذا تتكرر حوادث السكة الحديد؟