فعلا ما نراه الآن من التناحر والتشابك, بين الجماعات الإسلامية والتيارات المختلفة, سواء كانوا سلفيين أو صوفيين أو إخوان, هو مسرحية هزلية ليس من ورائها إلا الخراب وعدم الأمان . ظهر هذا التناحر جليا بعد أن رحل عنا النظام البائد, وقد ظهرت هذه الجماعات وبدأ كل منها فى استظهار عضلاته, وأصبح الناس الآن يقولون إن النظام البائد, "كان حايش عنا بلاوى" نعم قالوها, فما حدث يوم الجمعة الماضية فى مسجد النور, من أن تظهر جماعة ما حتى تستولى على منبر المسجد, ويحدث تشابك بالأيدى لمنع إمام المسجد من الصعود على المنبر حتى يلقى خطبة الجمعة, ومن الظهور على شاشات التليفزيون والفضائيات المختلفة حتى نلقى الاتهامات جزافًا دون اعتبار, ويظهر آخر لا أدرى من هو ويشرع فى سب العلماء الأفاضل دون أدنى اعتبار ويبدأ فى كيل الاتهامات لفضيلة مفتى الجمهورية ويقول إنه يشوه صورتنا وإنه لا يصلح لأن يصدر حكما من هذه الأحكام, ويدعى أنه من علماء الأزهر الشريف بالله عليك هل الأهم عندك الآن هو صورتك أنت وتشويه صورتك أيا كنت أنت أيها المتحدث, أين مصلحة مصر الآن؟ أين مبدأ وأخلاق الميدان ؟ أين أنت من تعاليم الإسلام السمحة؟ هل أمرنا ديننا أن نفعل ما نفعله الآن, هل الإسلام دين هدم, لا والله ما كان الإسلام فى يوم من الأيام دين هدم لكنه دين بناء, دين تعمير, دين إصلاح, فحينما كانت تحدث حادثة فتنة فى أيام النبى "صلى الله عليه وسلم"ما كان يحدث ما يحدث الآن من تخوين وتفزيع وهدم لأصول الدين والتناحر والتقاتل من أجل الحصول على أى شىء. فعلينا أن نفيق قبل فوات الأوان, قبل أن تمتد إلينا يد المخربين أكثر من ذلك, قبل أن نفيق على كارثة إن لم نوأدها الآن فعليه العوض فى البلد, كفانا ما نحن فيه فنحن أمامنا هَم كبير وحمل ثقيل, لدينا تركة ثقيلة من الفساد علينا أن نعمل بأيدينا ولا نلقى بالحمل كله, على كاهل القوات المسلحة, فنحن علينا بعد أن حققنا مطالبنا التى خرجنا من أجلها يوم 25 يناير, أن نعيد بناء دولتنا ونبتعد عن التناحر الحادث الآن, وننتبه لاقتصادنا واستثمارنا والأهم من كل ذلك قضية النيل فإسرائيل لم تترك لنا الفرصة حتى ننتعش وحتى نحل ملف النيل, ليس إسرائيل وحدها هى من لا تتركنا لكن دول كثيرة تود لمصر أن تظل مكانها وأن تمد يدها حتى نتسول منها, لكن حفظك الله مصر فأبناء مصر الأوفياء هم من سيقفون لهم بالمرصاد وسيعيدوا لمصرنا الغالية أمنها وأمانها وما لنا فى النهاية إلا أن نقول قوله تعالى"ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" فاللهم أمّنا فى أوطاننا.