أكاديمية الفنون منارة للفن فى عالمنا العربى وتطويرها إضافة كبيرة للفن الدراما والسينما حاليًا تسىء لصورة المرأة بشكل كبير.. وتحديد كود أخلاقى لن يتنافى مع حرية الإبداع الاهتمام بالفن الهادف والراقى الوسيلة الوحيدة فى مواجهة سرطان أغانى المهرجانات «فراشة الفلوت»، المبدعة الدكتورة رانيا يحيى عازفة الفلوت وأستاذ فلسفة الجمال بأكاديمية الفنون، صاحبة رؤية فنية مغايرة فهى تجمع بين العمل الاكاديمى الذى يحفز على التميز والإبداع، وبين العمل الفنى كعازفة لآلة الفلوت، لتحجز مكانا مميزًا فى أكثر من مجال، جعلها تحصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير وكذلك تشغل عضوية المجلس القومى للمرأة بقرار رئيس الجمهورية، ما يميزها فى أن يكون لها دور مجتمعى فى كافة المجالات.. حاورناها فقالت. فى البداية سألتها.. كيف ترين دور الفن كقوة ناعمة فى التأثير المجتمعى حاليا وهل تشعرين بالرضا عن صورة الفن؟ بالطبع هناك دائمًا تأثير للقوى الناعمة، تتزايد بكثرة وسائل التواصل الاجتماعى بشكل كبير، وهذا التأثير يمكن الحكم عليه بنوع الفن المقدم، وللأسف صورة الفن بشكل عام ليست فى أحسن حال، الفن حاليًا أصبح فى تراجع كبير على كافة المستويات، على سبيل المثال فى السينما والدراما هناك تراجع واضح، خاصة فى صورة المرأة التى يعتريها الكثير من الشتات والنقص فيما لاتستحقه المرأة المصرية أن تكون عليه، بالإضافة إلى الألفاظ الخادشة للحياء وسلوكيات نابية أوضحت مفاهيم جديدة للتنمر تبثها الدراما بشكل كبير، وبدأت بعض الخطأ تتحسس للوقوف على بعض السلبيات مثل لجنة الإعلام بالمجلس القومى المرأة التى حددت كود أخلاقى لصورة المرأة فى الدراما كمحاولة لتصحيح وضع المرأة والالتزام بهذا الكود حتى يكون بشكل أفضل، وأتمنى تحديد كود اخلاقى يتعامل مع السلوكيات والثقافة العامة داخل مجتمعنا واحترامها وتقديرها وهذا لا يتنافى مع حرية الفكر والإبداع. دائمًا ما يقال أن السينما والدراما هى مرأة الواقع.. فهل الأزمة فى الواقع؟ أرفض فكرة إرجاع الأزمات دائمًا للواقع، المفروض أن ننشغل بتقديم الواقع بالشكل الأمثل لا أن نختار أقبح ما فى الواقع، ولذا لابد أن يكون هناك نوع من العقل للبناء والتعمير، مثلا فى مجال الموسيقى هناك حالة من التراجع واضحة أسفرت عن ظهور ما يسمى بأغانى المهرجانات وهى نوع يخاطب الكثيرين فى المجتمع بمجموعة من الكلمات الخادشة والنابية ربما لا يركز فى كلماتها كل الناس لكنها فى كل الأحوال مبنية على ثالوث الكلمة واللحن والصوت، والحل فى مواجهتها الاهتمام بالفن الهادف والراقى لأن المنع والايقاف وسائل قمعية متردية غير فاعلة فى ظل انتشار الموبايل والانترنت بهذا الشكل، لذا لابد من تقديم ما يستقطب هؤلاء الشباب والطبقات المجتمعية المختلفة التى تلجأ لهذا النوع من التيار السلبى. حدثينا عن دورك كأستاذ فى فلسفة الفن فى اكاديمية الفنون.. والمناهج الجديدة التى تركزين خلالها على تقديم صور جديدة للفن؟ أدرس مادة علم الجمال وهى مادة راقية وممتعة فى تفنيد الفنون وتحليلها والرؤية الجمالية والنقدية للفن، بكل أشكاله المختلفة والنظريات التى تعمل على فكرة الفن والإبداع، وتم استحداث مادة لحقوق الانسان ولأخلاقيات المهنة، وهى مواد مهمة لأن فكرة التعامل مع مبادئ حقوق الانسان وتعريف الطلبة فى سن مبكر للاعلان العالمى لحقوق الانسان والوثيقة الدولية والتعامل مع ملفات مختلفة مثل المرأة والطفل وذوى الاعاقة وبعض الملفات فى حاجه للتركيز عليها، أيضًا تدريس مواد لاخلاقيات المهنة لاننا الآن ينقصنا الاخلاقيات بشكل عام فى تعاملنا سواء على المستوى العادى أو الفردى وعلى مستوى المؤسسات والأفراد، نحن نحتاج إعادة تهذيب أنفسنا مرة أخرى ونمنح نفسنا وقت وقدرة على استعادة القوام التربوى ونحاول ترسيخ اخلاقيات مهنية سليمة على كافة المستويات الشخصية والإبداعية. على مستوى الفن هناك اتجاه جديد فى تقديم أعمال وطنية مثل «الاختيار، الممر» والدولة تدخل فى الإنتاج بشكل كبير؟ أرى ضرورة لتدخل الدولة فى الإنتاج فى ظل محاولات طمس الهوية وحروب الجيل الرابع، نحن فى حاجة لاستعادة هويتنا وثقافتنا والتركيز على الانتماء والولاء للوطن من خلال الدراما لما لها من تأثير كبير على الفرد بشكل غير مباشر ولها تأثير مستمر مع وجود رقابة قوية خلال هذه الفترة الحرجة، لاننا لا نسير فى الأوضاع الطبيعية، والكلمة الآن محسوبة ولابد أن نعلم أن هناك اعداء كثيرين متربصين، وبالتالى كل تصرفاتنا محسوبة وبها رؤية وطنية شمولية للتعامل مع الملف الإبداعى، وهذا سيؤخذ على الدولة ولا يصب فى مصلحتها لابد أن يكون هناك شخصيات لديها وعى كافى فى كيفيه إدارة الأمور فى ظل محاولات العداء المستمر والنيل من الوطن ومقدراته. كيف ترين اهتمام الرئيس السيسى بالفنون؟ إذا لم يباشر الرئيس بنفسه الأمور لن تسير بنفس السرعة، وهذا خطأ كبير لابد من تداركه، الرئيس السيسى يسير بصاروخ فى تطوير ونهضه مصر، ونحن نحتاج أن نسير بنفس سرعته فى كافة المجالات والفن لايقل عن تشييد الطرق والكبارى، فهو امن قومى وهى مسئولية مهمة جدا يوليها الرئيس ونحن فى احتياج أن يسير المسئولون فى جميع وزارتهم على خطى سرعة الرئيس فى التقدم. هل السياسة تؤثر على الفن؟ الفن والسياسة وجهان لعملة واحدة، الحالة الإبداعية هى افراز للحالة السياسية، والفن يؤثر لانه يشحذ الهمم، ويخلق حالة من التعاطف والتفاعل بين الناس وبعضها وهذا تابعناه قبل 2011 ما حدث مع الشرطة، هنا الفن أثر على الوضع السياسى سلبا وكان دافع لتدمير العلاقة بين الشرطة والمواطن رغم أن الدولة لن تستقر الا بالأمن الحازم والحاسم، وما حدث أن الفن كان ضد الشعب والدولة ونحن فى حاجة لاستعادة العلاقة بين السياسة والفن، فى أن يكون بينهما حالة مصاهرة ليؤثروا بما يفيد مصلحة الدولة وما يؤثر إيجابيا فى عملية سير النهضة والتنمية التى تقوم بها الدولة. كيف ترين التطوير بأكاديمية الفنون حاليًا؟ سعيدة بالشكل اللائق للأكاديمية الآن، والشكر كله للدكتور أشرف زكى رئيس الاكاديمية ونائب رئيس الاكاديمية الأستاذة الدكتورة غادة جبارة، ولابد أن نعترف أن هناك طفرة على مستوى الإنشاءات والمبانى واستحداث مبانى وفروع للاكاديمية وهذا ما كنا نبغيه، وتم افتتاح فرع للنقد الفنى فى الاسكندرية وتولى عمادته الدكتور وليد شوشة، وكذلك افتتاح متحف الفنون الشعبية وهذا أمر مشرف لانه يقدم تراثنا بشكل راق فى متحف متخصص داخل الأكاديمية بالإضافة إلى افتتاح فرع الاكاديمية بالشروق، وهناك حالة من الحراك لدعم اكاديمية الفنون باعتبارها منارة للفن فى عالمنا العربى وواحدة من أهم المؤسسات الفنية والتعليمة والثقافية على مستوى الاقليم، وأنا فخورة اننى انتمى للاكاديمية لأنها مؤسسة تستحق كل تقدير ولها مميزات وطبيعة خاصة مختلفة وهذا يجعلنى أعتز بانتمائى للاكاديمية. وماذا ينقصها؟ اهتمام أكثر بتطوير المناهج التعليمية، وأن يكون هناك اهتمام أكبر بأعضاء هيئة التعليم بشكل أكبر. ما رسالتك الفنية والانسانية كباحثه اكاديمية وفنانة؟ الرسالة هى التأكيد على أهمية الإبداع والفكر وحريته من منطلق المسئولية الاخلاقية التى تلزمنا أن نحافظ على وطننا وليس بدافع اطلاق الحرية فى عمومها بحيث أن تكون حرية سلبية أو تؤثر سلبًا على بلدنا، الحرية المسئولة من خلال الدفاع عن مقدرات هذا الوطن، والكلمة أمانة فى رقبتنا والعمل الفنى أمانة وكل منا رقيب على نفسه ومسئول عن حماية بلده والدفاع عنها، وأهمية الفن والرؤية الجمالية التى تتسق عن استمتاعنا بأى فن من الفنون كل ذلك يصب فى صالح الحق والخير والجمال. حدثينا عن دورك كعضوة فى المجلس القومى للمرأة؟ شرفت بتتويجى عضو بالمجلس القومى للمرأة، والدور الذى يقوم به المجلس فى كافة المجالات وسعيدة اننى انتمى لهذه المجموعة بقيادة د. مايا مرسى، ويقوم المجلس بأدوار مهمة فى الدفاع عن قضايا المرأة بمختلف أشكالها والرعاية الصحية والجسدية والحماية الثقافية والتمكين فى كافة المجالات وشغل المرأة للمناصب، كل ذلك تحقق بدعم سيادة الرئيس لملف المرأة، ونحن لدينا سيدات قادات فى مراكز عديدة على كافة المستويات، والمناصب العليا فى الدولة، حاليا ترسم خارطة جديدة لوضع المرأة فيها، وهناك رغبة شديدة لتحقيق المرأة فى وضع يليق بها، وبمكانة مصر والمرأة المصرية، وهى نموذج مشرف على مر العصور من عهد الفراعنة حتى الآن. ما القوانين التى يتم التركيز عليها حاليا من قبل المجلس؟ قانون الأحوال الشخصية ونحن فى انتظار إقرارها وتفعيلها، والرئيس ارسل رسالة طمأنينة للمرأة المصرية بشكل عام انه لن يوقع قانون العنف ضد المرأة، الذى يضع فيه قضايا العنف ضد المرأة، كلها فى قانون واحد ونتمنى تفعيل وتنفيذ هذه القوانين وهذا ما نحن بصدده ونبعثه برسالة لفخامة الرئيس أن يولى رعاية حقيقية لتنفيذ القانون وسرعته، لأن هناك العدد من القضايا التى تتأخر وهذا هو العصر الذهبى للمرأة المصرية فى حاجة للعدالة الناجزة وسرعة القوانين وتنفيذها وآلية تنفيذ محكمة للعديد من القضايا. فى رأيك.. ما القضية الأهم لدى المجتمع خلال الفترة القادمة؟ قضية الوعى، هناك حرب لإغراق الوعى فى السلبيات واستخدام التكنولوجيا بشكل سلبى وهدم للأسرة وهناك عدد طلاق كبير، والاهتمام بالتوعية سلاح مهم وهناك محاولات لغزو فكرى للشباب والأطفال، من خلال بث سموم من الجهات المعادية للدولة من خلال كرتون الأطفال وبث الألعاب الخاصة بالموبايل لتحطيم عقلية الطفل المصرى ونحتاج آلية مختلفة للتركيز على حماية الأمن الفكرى للشباب والأطفال. نحتاج وضع استراتيجية ثقافية حقيقية سريعة الإنجاز.